رأي

البطالة

حسن خالد

البطالة..

يحتل العمل مكانة بارزة في الفلسفات الوضعية وفي الديانات السماوية، حتى أن النسق الفكري للإسلام يربط العمل بالعبادة قائلا: “العمل عبادة”.
من المعروف أن الناس تربط مفهوم العمل بالأجر، ومع أن الكثير ممن يعمل لا يتقاضى أجرا على جهده كربّة المنزل، والطالب وغيرهم الكثير والتي يمكن أن ندرجها في الجانب التطوعي والإغاثي.
هناك العمل الدائم أو الموسمي أو عن “طريق العقود” أو المياومين
فالكثير من المجتمعات، تبتلي بآفات ومعضلات تؤثر في مسار حياتها، من بينها #ظاهرةالبطالة. فمن المعروف أن الذي لا يعمل “لا لأنه لا يرغب، بل قد يبحث عن عمل فلا يجده أو لا تناسب وخصوصيته الجسدية” أو حتى الذي يعمل بدون أجر نقول عنه في ثقافتنا العامة بأنه عاطل عن العمل. وأخطر ما في المجتمعات هي #البطالةالمقنّعة وتُعرف بأنها (ممارسة توظيف عدد أكبر من العمال مما هو مطلوب لأداء وظيفة معينة).
تضع الحكومات ومن خلال وزارات العمل والهيئات الاستثمارية وهيئة تخطيط الدولة، في سبيل تنظيم حياة المجتمعات، الخطط “الخمسية – العشرية المعدلة” قابلة للتعديل وتوزيع الوزارات المنتجة وفق النشاط الاقتصادي المتاح على مساحة الوطن، ومراعاة التوزيع الجغرافي للثروات وخاصة الاستراتيجية ومحاولة تطبيق #العدالة_الاجتماعية، كي لايتحول المجتمع إلى طبقتين فحسب [مُعدم ومُتخم]..
تتحول حياة “العاطل عن العمل” مع الأيام إلى جحيم لا يُطاق وتنعكس على كافة مناحي حياته، ومنها النفسية أيضا… حتى أن مدرسة التحليل النفسي “س.فرويد” ترى أن من مؤشرات الصحة النفسية: (هي القدرة على العمل ومزاولة المهن).
وخلص دورگهايم في دراسته المعروفة عن الانتحار، إلى أن البطالة من بين الأسباب الرئيسية في الإقدام على الإنتحار.
من هنا يأتي أهمية الموضوع المطروح.
يختلف الأمر في مرحلة الصراعات والحروب والنزاعات سواءا كانت [ أهلية أو خارجية] لأن كل الطاقات والامكانات تذهب “لاقتصاد الحرب” فتبرز حالة
*النزوح واللجوء، *تقل السيولة النقدية والعملة الأجنبية.
*كذلك يقل احتياطي البنك المركزي، ويقترب من الإفلاس. *تفقد العملة المحلية قيمتها إلى درجة الرعب. *تهاجر الرساميل بحثا عن الإستقرار.
*تنعدم فرص العمل ويظهر جيش من الجرحى ومن المختفين قسرا أو المفقودين ومثله جيش عرمرم عاطل عن العمل.
*تنتشر العصابات والسرقات والمخدرات والانحراف والانحلال الخلقي يسود.
*حتى أن القاصرين يتم تجنيدهم من قبل الجهات المتقاتلة. *الاغتصاب الممنهج المرافق للحروب تعلو نسبة تزويج القاصرات، لما لها ارتباط بالشرف؟!!

فإلى أيّ مدى تنعكس البطالة على الحالة النفسية للعاطل عن العمل وللمجتمع ككل؟

وما هي إنعكاساته المباشرة والطويلة؟

وماذا سيتمخض عنها من نتائج على المستوى الفردي أوالجمعي؟!
وقد قيل إسلاميا “العمل عبادة”
إن عامل الأمان والاستقرار هي الضمانة الفاعلة لينتعش سوق العمل “العام والخاص والمشترك” عبر سنّقوانينوتشريعات تراعي التنمية الاجتماعية – في السعي لتحقيق التنمية الاقتصادية لإنجاح عملية التنمية المستدامة وفق مفهومالاقتصادالاجتماعي

ربط_مخرجات التعليم المهني و الجامعي بحاجة السوق هي ضمانة إضافة لمكافحة البطالة

تشجيع_الدولة ودعمها لاقتصاد الريف والمشاريع الصغيرة…

سن_القوانين والتشريعات وتهيئة الأرضية لاستقطاب الإستثمار الوطني والأجنبي عبر تقديم تسهيلات ومحاربةالفسادوالمفسدين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى