اسرارامن و استراتيجياجواسيسفي الواجهة

الاغتيالات التي غيرت وجه العالم

احمد الحاج
“حتى أنت يا بروتوس؟!”عبارة أطلقها يوليوس قيصر، سنة 44 قبل الميلاد في صرخة مكبوتة ليخلدها شكسبير في واحدة من ثلاثيته المسرحية “يوليوس قيصر+كليوباترا وانطونيو+ كريولانس”،هذه العبارة التي أطلقت عقب تلقي قيصر 23 طعنة خنجر غادرة سحبت من أغماد قادته وأقرب المقربين إليه لتستقر في جسده داخل مجلس الشيوخ الروماني قبل أن يوجه إليه صديقه المقرب بروتوس الطعنة الأخيرة رقم 24 ليرديه صريعا في الحال وذلك في واحدة من أشهر عمليات الاغتيال عبر التاريخ،لتكون طعنة الصديق الخائن هي الأشد وقعا على نفس الضحية،والأكثر إيلاما لجسده المضرج بالدماء من بقية الطعنات المناظرة.
ولاريب أن سجل الاغتيالات التي غيرت وجه العالم ماضيا وحاضرا،حافل ومرير وبما يصعب معه العد والحصر،ولاسيما وأن مصطلح”الاغتيال”يطلق على جرائم القتل التي ترتكب غدرا وغيلة وخفية ضد أناس ليسوا كبقية الناس وعلى حين غرة منهم وفي غفلة من أمرهم بدوافع عسكرية أو سياسية أو دينية أوعنصرية أو أثنية أوأيديولوجية ونحوها ليحدث قتلهم هزات ارتدادية قد يطول أمدها وقد يقصر .
وما أكثر حوادث الاغتيال التي ارتكبت في غضون الأشهر القليلة الماضية فمن اغتيال قائد “مجموعة فاغنر” الروسية يفغيني بريغوجين، في آب / 2023 بحادث سقوط طائرة غامض وجهت أصابع الاتهام بتدبيره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى مصرع الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي،ومرافقيه وأبرزهم وزير خارجيته أمير عبد اللهيان،في أيار/ 2024 بحادث تحطم مروحية مريب قرب الحدود الاذربيجانية وجهت أصابع الاتهام فيه الى أمريكا أو اسرائيل بعد استثناء فرضية العطل الفني لطائرة الرئيس كذلك الأحوال الجوية السيئة، الى محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، بأربع رصاصات نجا من اصاباتها المهلكة بأعجوبة في آيار/ 2024،اضافة الى عشرات الاغتيالات بواسطة الطائرات المسيرة الصهيونية التي طالت قيادات مهمة في حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين وحزب الله اللبناني علاوة على قادة بارزين في الحرس الثوري الايراني ولاسيما في سوريا التي شهدت بدورها اغتيال المستشارة الخاصة في الرئاسة السورية لونا الشبل،بحادث مروري مريب يكتنفه الغموض، ليتبعها اغتيال رجل الأعمال السوري براء القاطرجي،المعروف بقربه من بشار الاسد، وتمويله لما يعرف بـ “المقاومة السورية لتحرير الجولان” وذلك بعد تفجير سيارته قرب الحدود السورية – اللبنانية ، وهكذا دواليك في مسلسل اغتيالات شبه يومية والحبل كما يقال على الجرار وبما لم نشهد له مثيلا من قبل !
قبل ثلاث سنين شرعت بكتابة وإعداد سلسلة وثائقية بعد حصول الموافقة على انجازها تدور حول أشهر الاغتيالات التي هزت العالم بعنوان “رصاصات وخناجر غيرت مجريات الماضي والحاضر!”إلا أنني وبعد أن فرغت من كتابة الحلقات الخمس الأولى من أصل 60 حلقة وإذا بالجهة المنفذة تقدم اعتذارها عن إنجاز السلسلة لوجود – وبحسب المعلن – قصور في الموازنة المالية المخصصة للبرنامج،لأكتشف فيما بعد بأن السبب الحقيقي – غير المعلن – وكما كان متوقعا مرده الى حساسية بعض الحلقات بالنسبة لجمهور القناة فضلا على القائمين عليها أسوة بمموليها، ولعلها المعضلة الأكبر التي يواجهها ويصطدم بصخرتها الصماء الكؤود معظم الكتاب والمؤلفين الموضوعيين في شتى فروع الفن والأدب والمعرفة ممن يحشرون بين مطرقة الرقابة وسندان الجمهور وكل واحد منهما يريد عرض الحقائق مبتسرة ومجتزأة وربما محرفة لتتناسب مع وجهة نظره الخاصة ووفقا لفرضياته ونظرياته وهلوساته وليس كما جرت فعليا على أرض الواقع،وعندما أقول الموضوعية ولا أزعم بأنني كاتب موضوعي البتة فأعني بذلك الحرص التام على تناول كل التفاصيل والحيثيات المندرجة تحت العنوان الرئيس ومحاولة اضاءتها من دون غض الطرف أو الذهول عن بعضها ولأي سبب كان وإن أحزنت هذا الطرف أو أسعدت ذاك، لأن الحقائق إما أن تعرض وتساق الى الجمهور كاملة من غير محاباة ولا مداهنة ولا رتوش وإلا فإن عدم سوقها أفضل ، ولطالما تحاشيت في سياق مقالاتي سرد أنصاف الحقائق التي تشبه عندي أنصاف الأدوية الناجعة وبما يفقدها فاعليتها للشفاء ، كذلك أرباع الحلول التي تزيد المشاكل تعقيدا بدلا من حلها ، لأنني على يقين تام بأن نصف قدح مفرغ من محتواه = نصف قدح ملغم سيُملأ عاجلا أو آجلا بما يناقضه ويفسده لا محالة ولات حين مندم وما بعد التخلية سوى التحلية كما يقول الاصوليون ، فعندما يتضمن البرنامج حلقة عن اغتيال ياسر عرفات عام 2004 بمادة البولونيوم المشع، فلابد من الحديث قبلها عن اغتيال اسحاق رابين،برصاص أحد المتطرفين الصهاينة عام 1995، وكلاهما – أي عرفات ورابين – منخرط بما يسمى باتفاقات أوسلو المشؤومة،ولا يختلف الأمر عند الحديث عن اغتيال زعيم الدروز كمال جنبلاط في لبنان عام 1977، فلابد من الحديث بعدها عن اغتيال عدوه اللدود الماروني بشير الجميل عام 1982، وعندما أتحدث عن اغتيال الوزير اللبناني ايلي حبيقة عام 2002 فلابد من التطرق الى مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا 1982 وتورط حبيقة وحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي المسيحي بدعم وتوجيه مباشر من أرئيل شارون، ورفائيل ايتان الصهيونيين فيها ، وقد أغتيل حبيقة بعد أيام قليلة من تلويحه بالذهاب الى محكمة العدل الدولية للادلاء باعترافاته إذا ما أصروا على إدانته وتوريطه بالمذبحة لوحده من دون بقية القتلة والسفاحين المتورطين بجريمة ضد الانسانية لم ولن تسقط بالتقادم،ولاسيما وأن المتورط الثاني الممنوع من دخول اميركا لتورطه بأعمال تجسس صناعي وصفقات تجارية مع كوبا وتسريب وثائق عسكرية اسرائيلية لتوظيفها سياسيا وأعني به ضابط الموساد ورئيس هيئة الاركان السابق ، رفائيل ايتان، قد قضى بدوره غرقا في حادث غامض عام 2004 ببحر إسدود بعد أن جرفته موجة بحرية – بحسب المعلن – من على كاسر الأمواج، ليدخل بعدهما المتورط الثالث ارئيل شارون عام 2006 في غيبوبة أبدية أعقبت سكتة دماغية استمرت 8 سنين متواصلة قبل أن ينفق غير مأسوف عليه عام 2014 !
كذلك الحديث عن اغتيال بينظير بوتو عام 2007 ،فلابد قبلها من الخوض في اغتيال الجنرال ضياء الحق عام 1988،ولاسيما وأن الأخير سبق وأن انقلب على والدها ذو الفقارعلي بوتو،عسكريا قبل أن يحكم على بوتو بالاعدام عام 1979، ومثلها الحديث عن اغتيال الموساد للشيخ احمد ياسين والرنتيسي وقادة حماس والجهاد تباعا فلابد قبلها من الحديث عن اغتيالات الموساد لقادة منظمة فتح أيضا ، وأبرزهم علي حسن سلامة ،الملقب بالأمير الأحمر في لبنان، وأبو جهاد في تونس وغيرهم كثير ولست معنيا هاهنا بجمهور القناة إن كان فتحاويا أو حمساويا إذ أن الذي يهمني بالدرجة الأساس هو تسليط الضوء على الحقيقة كما هي وليكن وعلى قول عشيقة لويس الخامس عشر بعدها الطوفان،أما عن الاشكالية الثانية فتتمثل بإحجام بعض المؤسسات عن نسبة الأحداث الى المتهمين بارتكابها أو التحريض عليها أو السكوت عنها ولأسباب عدة ، فعند التطرق على سبيل المثال الى اغتيال رفيق الحريري في بيروت عام 2005،وزج اسم النظام السوري في سياق الحلقة كأحد المتهمين بالحادث،فإن ذلك سيثير حفيظة المحسوبين على ذلك النظام قطعا ،تماما كزج اسم النظام العراقي السابق بقضية اغتيال الفريق الطيار الركن حردان التكريتي في الكويت عام 1971 ، ومثلهما زج اسم السعودية في حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018 حيث سينبري بعضهم وفي كل الأحوال ليزبد ويرعد مرددا”وانت شعليك،انت شذكرك،انت ياهو مالتك، انت عم وليد،خال بنية حتى تصير مثل الحمص بكل جدر ينبص؟!” وهلم جرا،ولا شك أنه وبخلاف الموضوعية وتسمية الأشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف من دون فلاتر ولا أقنعة فإن السلسلة ستفقد بوصلتها ورونقها ومصداقيتها ولا أقول حياديتها لأنني لا أؤمن بما يسمى بالحيادية الإعلامية مطلقا فالحيادية مقيتة وتعني من وجهة نظري الشخصية “لا أرى،لا أسمع،لا أتكلم،ودعني أقف على التل أسلم “.

رصاصتان انعشتا ترامب واغتالتا بايدن
الحقيقة أن من يقلب الطرف مليا بمقدمات ونتائج الاغتيالات السياسية الغامضة سرعان ما يستشرف بأن محاولة إغتيال رئيس الولايات المتحدة السابق ومرشح الحزب الجمهوري الحالي دونالد ترامب،خلال مهرجان انتخابي في ولاية بنسيلفانيا قبل يوم واحد فقط من مؤتمر الحزب الجمهوري لترشيح ترامب رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة، برصاص بندقية نصف آلية هي الأوسع انتشار والاكثر شيوعا بعمليات القتل الجماعي في الولايات المتحدة من طراز”إي آر 15″ أطلقت عليه من قبل شاب أمريكي يدعى توماس ماثيو كروكس،قبل أن يُردى قتيلا برصاص جهاز الخدمة السرية المتخصص بحماية كبار الشخصيات لن يكون الحادث الأخير في سلسلة اغتيالات مرعبة متتالية سيصحو العالم بأسره على وقعها بإضطراد في خضم تشكيل جديد للاقطاب ، وتنام سريع للمحاور ، وتغول للتحالفات الدولية في أرجاء المعمورة ولاسيما وأن الوعود الانتخابية المفخمة والتصريحات السياسية المضخمة والتهديدات النارية الملغمة التي تتصاعد حدتها في كل مكان وبما يصم الآذان ويهدد مصالح كيانات وأحزاب وجماعات ودول، بعيدة أو قريبة، سيرفع من وتيرة اغتيال أو محاولة اغتيال العديد من الملوك والرؤساء والزعماء والقادة والشخصيات المهمة من أقصى العالم الى أقصاه خلال الأشهر المقبلة،وأنوه الى أن ما أهرف به وأزعمه ليس تشاؤما ولا تهويلا أو تنبؤا بالمرة بقدر ماهو قراءة أزعم بأنها فاحصة ومتأنية هدفها تفكيك مجمل الأحداث ووصفها قبل تحليل تداعياتها على مكث وتؤدة بعيداعن الانفعالات الشخصية والعواطف الرومانسية والقناعات الجمعية!
اما ما يتعلق باستهداف ترامب فيكاد معظم المراقبين يجمعون على أن الرصاصتين وقد أصابت إحداهما أذن ترامب فيما أخطأت وجهه، لتخطئء الثانية صدره مستقرة في سترته الواقية ضد الرصاص قد زادت من شعبية – أبوكذيلة وشعر سارح – وأنعشت حظوظه للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة،في ذات الوقت الذي اغتالت فيه كل دعاية انتخابية لصالح بايدن الذي أصبح في خبر كان وأخواتها ما لم يستجد شيء ما بتخطيط من الدولة العميقة”أيباك” ليصب في صالحه قبل موعد اجراء الانتخابات المقبلة !

أطول من مسلسل باب الحارة !
وأضيف بأن من يتتبع بإمعان مسلسل الاغتيالات الطويل جدا بدءا باغتيال الارشيدوق فرانز فرديناند وزوجته ،عام 1914 برصاص منظمة “اليد السوداء”الصربية وقد تم تأسيسها على يد ضباط سبق لهم اغتيال الملك الكسندر والملكة دراغا في بلغراد سنة 1903 ، وذلك على أثر تحركات الارشيدوق لضم صربيا وبما أسفر عن إندلاع الحرب العالمية الاولى 1914- 1918، مرورا بإغتيال الملك فيصل الثاني 1958 وعلاقته بحلف بغداد،ومن ثم اغتيال ابنه الملك غازي بحادث سيارة مريب عام 1939 وكان يهدد الوجود البريطاني عبر اذاعته في قصر الزهور، فالملك فيصل بن عبد العزيز عام 1975 وعلاقته المباشرة بقطع النفط في حرب اكتوبر1973، فالسادات عام 1981 وتوقيع معاهدة كامب ديفيد مع الكيان اللقيط، وغيرهم الكثير،فإنه سيكتشف وإن بدت حيثيات الاغتيالات ودوافعها متناقضة ومختلفة،إلا أن قواسمها مشتركة تتمحور حول تصريحات وتحركات وأنشطة واتفاقات سرية أو علنية لتغيير خارطة تحالفات ومصالح دولية ومجتمعية وسياسية كبرى في – زمكان ما – الأمر الذي يدفع بعض المتخوفين منها الى إجهاضها استباقيا بالاغتيال المموه”خلال مجريات التحقيق،أو بنسبته الى غير مرتكبيه ونجاة الفاعلين الحقيقيين بجريمتهم ” وهذا هو عين ما حدث مع رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي، الذي أغتيل برصاصات غادرة من سلاح محلي أطلقها عليه ضابط سابق في البحرية اليابانية في تموز عام 2022 بزعم غضبه من قانون التقاعد الياباني ،فيما تجاهلت العديد من وسائل الاعلام العالمية عمدا أو سهوا الربط بين اغتيالات سياسية سابقة وبين تهديدات جدية لتحالفات ستراتيجية واتفاقات دولية، وحاولت على الدوام تسويق الأحداث بمعزل عن محيطها وتصويرها على أنها شؤون داخلية أو محاولات شخصية وليدة بيئتها وابنة لحظتها ، وقد ذهلت وسائل الإعلام عن تصريحات شنزو آبي النارية قبيل اغتياله والتي تعهد خلالها باذكاء الروح العسكرية اليابانية مجددا في سابقة هي الأولى من نوعها منذ استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945 اضافة الى تلويحه بزيادة عديد القوات اليابانية والقواعد الأجنبية وتحديث تسليحها وكلها وعود تقلق التنين الصيني ، والمارد الكوري الشمالي، والدب الروسي جديا، ولم يختلف الحال مع محاولة اغتيال الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ،الذي أدمن تفجير المفاجآت واحدة تلو الأخرى خلال السباق الانتخابي ومنها اقتراحه على روسيا بأن تفعل ما تشاء بأي عضو في حلف شمال الأطلسي لا يلتزم بالمبادئ التوجيهية للإنفاق” فيما صرح علانية بأنه سينهي دعم اوكرانيا ليقطع المعونات العسكرية والمالية عنها بمجرد فوزه، مع تلميحات بالانسحاب من حلف الناتو كذلك !
وتأسيسا على كل ما تقدم واضافة الى الطريقة الدراماتيكية التي تعاملت بها وسائل الإعلام العالمية المختلفة في معرض تناولها لتفاصيل محاولة الاغتيال الفاشلة مع عدم تلطيخ سمعة القاتل، ولا النيل من ماضيه، ولا اتهامه بالجنون أو الإرهاب أو العنصرية أو الانتماء الى تنظيمات سرية مشبوهة بل على النقيض من ذلك كله تماما حيث أظهرته وسائل الإعلام الامريكية على أنه طالب أمريكي مجتهد وهادىء وحاصل على جائزة النجمة في الرياضيات والعلوم وبلا سجل إجرامي البتة ويعمل في مطبخ تابع لأحد دور المسنين، وكل ذلك على غير العادة المتبعة في تشويه صورة هكذا شخصيات بدلا من تلميعها إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها ما يشي بأن هزات ارتدادية متمثلة بتصفيات جسدية مماثلة ستتبادلها القوى العظمى فيما بينها تباعا في القريب العاجل سيكون بعضها برصاص مؤيدين للشخصيات المستهدفة ومن السائرين في ركابها وليست معارضة لها بدليل أن الشاب المتورط بمحاولة اغتيال ترامب مسجل في قائمة الناخبين الجمهوريين وليس الديمقراطيين،فضلا على اندلاع ثورات شعبية عارمة ستعقب تلكم الاغتيالات وبما سيطيح برؤوس زائلة واستبدالها بأخرى صائلة،الأمر الذي من شأنه فتح الأبواب على مصاريعها أمام كل التكهنات حول خارطة الاغتيالات المتوقعة علاوة على جيو- سياسية الثورات القادمة !
وبحسب مجلة نيوزويك الامريكية بأن “لترامب ثأر قديم مع زيلنيسكي بعد أن رفض الأخير فتح تحقيق بملفات فساد سبق وأن ارتكبها نجل جو بايدن عام 2019″، في وقت كشفت فيه صحيفة الغارديان البريطانية،بأن”ترامب وفي حال فوزه فإنه سيقطع الدعم العسكري عن أوكرانيا وينهي الحرب خلال 24 ساعة زيادة على اقتراحه خطة تقضي بمنح المناطق الشرقية من أوكرانيا الى روسيا اضافة الى شبه جزيرة القرم لإنهاء الحرب بل وعرقلة انخراط اوكرانيا في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوربي أيضا” .

اغتيالات عائلية
من أشهر العوائل التي تعرضت الى سلسلة من الاغتيالات الغادرة المتتالية تتصدر عائلة المهاتما غاندي صاحب سياسة اللاعنف القائمة فبعد اغتياله عام 1948 برصاصات ثلاث أطلقها عليه عضو بمنظمة”هندو ماهاسابها” الهندوسية المتطرفة ليرديه قتيلا في الحال اعتراضا على تساهل غاندي مع المسلمين من وجهة نظر قاتله ، لتعقبه ابنته الروحية،رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي عام 1984،وهي “ابنة جواهر لال نهرو البيولوجية” حين أطلق إثنان من حراسها الشخصيين المنتمين الى طائفة السيخ وابلا من الرصاص من مسدس وبندقية اوتوماتيكية في نفس الوقت وبما لايقل عن 33 اطلاقة استقرت 7 منها في جسدها ثأرا لأحداث “المعبد الذهبي” للسيخ آنذاك، ليتم اغتيال ابنها رئيس وزراء الهند اللاحق راجيف غاندي،عام 1991 بتفجير حزام ناسف كانت ترتديه امرأة من طائفة التاميل في ولاية تاميل نادو الهندية!
ومن العوائل التي ابتليت بالاغتيال المتكرر أيضا عائلة كينيدي، فبعد اغتيال الرئيس الامريكي الأسبق جون كينيدي،بطريقة دراماتيكية لا يزال يكتنفها الغموض عام 1963عقب أزمة خليج الخنازير، وذلك برصاص بندقية أطلقها على موكب الرئيس كينيدي ، جندي سابق في مشاة البحرية الامريكية يدعى لي هارفي اوزوالد ، قبل أن يتم اغتياله لاحقا بعد مرور يومين أثناء نقله الى سجن المقاطعة برصاص صاحب ملهى ليلي يدعى جاك روبي، لتموت الحقيقة كاملة مع أزوالد كما ماتت مؤخرا مع كروكس!
ليتواصل مسلسل تصفية آل كينيدي تباعا حين اغتيل شقيقه السيناتور روبرت كينيدي ،عام 1968 بطلقات نارية أتهم باطلاقها الفلسطيني المسيحي المهاجر سرحان بشارة سرحان، ليقضي المتهم جل حياته داخل السجن برغم تفاصيل الحادثة الغامض بوجود امرأة مجهولة الهوية وضعت منوما لسرحان في فنجان القهوة قبل وقوع الحادثة بقليل وبما يؤكد ضلوعها بالجريمة من دون أن يعثر عليها أحد !
ليلقى ابن جون كينيدي الأصغر المدعو جون فيتزجيرالد، مصرعه بمعية زوجته وشقيقتها في حادث تحطم طائرة غامض عام 1999 !

اغتيالات عنصرية
ولعل من أشهرها اغتيال المناضل الامريكي من أصول افريقية مالكوم اكس ، الشهير بمالك شهباز بعد اسلامه وهو صاحب الخطبة الشهيرة التي هزت ضمائر الاميركان والعالم في كانون الاول / 1963 بمدينة ديترويت وهو القائل “إذا لم تكن حذرًا، فستجعلك الصحف تكره المظلومين وتحب الظالمين …لقد تعلمت باكراً بأن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، و أن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد”وقد دفع أكس حياته ثمنا لمناهضة التمييز العنصري حين اغتيل في نيويورك بـ 16 رصاصة أثناء كلمة له عام 1965 وقيل أن من اغتاله هم أعضاء في حركة “أمة الاسلام”الزنجية المتطرفة بعد انفصاله عنها ومهاجمته إياها واتهامها بأنها الوجه الآخر الأسود للعنصرية البيضاء ، وقيل بأن عناصر من الـ أف .بي .آي هي التي اغتالته للتخلص من دعواته المتصاعدة لمناهضة التمييز العنصري في أم -التمييز- ريكا !
كذلك انتهى المطاف بالمناضل المعمداني الأسود مارتن لوثر كينغ ، والذي اغتيل بدوره عام 1968 ،على شرفة غرفته فى فندق “لورين”وكان من أشد مناهضي التمييز العنصري في أميركا والعالم ، وهو القائل “إن الفصل العنصري جريمة زنا محرمة بين الظلم والخلود ، والمصيبة ليست في ظلم الأشرار ، بل في صمت الأخيار، ولن يستِطيع أحد ركوب ظهرك الا إذا كٌنت مُنحنياَ”. يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى