الادارة القديمة والدولة الحديثة

 
عماد جبار
ان فكرة الرجل الطيب الذي يرضى بالقليل ويقضي عمره بالشقاء ليحصل على لقمة الحلال ثم يكبر ابناؤه الذين اكملوا تعليمهم الجامعي بشق الانفس ليعوضوه ما قاساه في سبيل ايصالهم لهذه المرحلة فيجازون تعبه بأرساله الى الديار المقدسة لتأدية مناسك الحج وتحقيق حلمه الذي طال انتظاره وكان يؤجله كل مرة في سبيل دفع مصاريف الدراسة لابناءه ثم يعود ليموت بسلام بين اولاده وهم يذكرون طيبته ومعروفه فكرة انقرضت مع افلام الثمانينات وهي بدورها جزء من الادجلة التي تتبعها الانظمة ففي تلك الفترة مثلت السينما بوابة عظيمة لتوجيه المجتمع مع محدودية وسائل التواصل والاتصال اما اليوم في زمن السوشل ميديا وسرعة نقل المعلومة والتعبير الحر لم تعد امثال هذه القصص تتوائم مع تطلعات المواطن العربي الراغب بشدة بتغيير الواقع والناقم على الاساليب الحكومية البائسة التي تزينها تارة بالدين وتارة اخرى بالعادات والتقاليد وحين يضيق بها الخناق تهتف باسم الوطن وتدعو المواطن البائس للالتفاف حول القيادة الحكيمة للوقوف بوجه المخططات الغربية التي تريد النيل من ارادة الامة وايقاف عجلة التقدم والاعمار وهذان اكثر ما يضحكني فلا اعرف عن اي يتقدم يتحدثون ونحن نستورد حتى حفاظات الاطفال متناسين ان معيار الوطن يختلف حين تمس كرامة الانسان وان هذا الوطن الذي ينال من كرامة المواطن يسقط بضميره قبل سقوط صواريخ الغزاة وان التاريخ الذي يكتبه وعاظ السلاطين لم يعد صالحا للقراءة بعد ان اصبح المجتمع يتحرك بتغريدة لناشط ما وان كل شخص منا اصبح قناة تلفزيونية تنقل الحدث اولا باول ولا اعرف الى متى يستمر ذلك التجهيل والاستهانة بعقول الجيل الجديد والتمسك بتلك الاساليب البالية التي اكثرت الكبت في نفوس المواطنين ولا احد يكترث للعواقب التي لايمكن تخمينها في ظل انعدام القراءة والتخطيط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى