الصحافة الجديدةرأي

هل حقا يوجد شيء اسمه حرّيّة الرّأي والتعبير؟

هل حقا يوجد شيء اسمه حرّيّة الرّأي والتعبير؟

رشيد مصباح (فوزي)

**

هل حقا يوجد من يحترم الرّأي الآخر في هذا العالم اسمه “، ويبجّله؟

سؤال تحتّم طرحه في ظل هذا النّفاق و التناقض الصريخ الذي لمسناه من خلال الآراء سواء التي ننشرها في وسائط التواصل، أم التي امتنعت عن نشرها بعض الجرائد والصحف لأنّها لا تتماشى وتوجّهاتها.

هذه الجرائد والصحف التي تحمل شعارات برّاقة تشجّع الكتاب على الكتابة، لكنّها في الواقع تكيل بمكيالين. لأنّها لا تؤمن بحريّة الفكر والتعبير ولا تؤيّد أصحابه لأنّهم يضرّون بمصالحها. فهي في الحقيقة ليست حرّة في تعاملها مع الآخرين، لأنّها لا تملك إرادتها؛ فكيف لمن لا يملك أن يّملّك غيره:”فاقد الشيء لا يعطيه”.

نحن في عصر يتميّز عن سابقيه بهذه النعمة؛ نعمة الحرّيّات الفردية والجماعية، حريّة الرّأي والتعبير، حرّيّة اختيار مكان العيش والعمل… وحتّى أن المرأة التي لطالما ظلّت تعاني من سيطرة الرّجل، وجدت حريّتها المنشودة في هذا العصر.

كل هذه الحرّيّات وغيرها، تجدها في المواثيق والدساتير مكتوبة، لكنّها في الواقع موجودة نسبيّا، بل تكاد تكون منعدمة في كثير من الأحيان. لأن الواقع تحكمه أساليب غير معلن عنها، وأشخاص بدهنيات قديمة لا تؤمن بحريّة الفكر والرّأي والتعبير.

ومثل هذه الصحف والجرائد التي تحمل شعار “حريّة الرّأي والتعبير”، و التي لو كشفت لنا عن مصادر تمويلها لما كنا نتواصل معها ونضعها في حرج من أمرها.

ومثل أنظمة البلدان التي لا يوجد شيء اسمه حرّية الفكر أو الرّأي والتعبير في قواميسها، ومع ذلك فهي تحرص أشد الحرص على كتابة الحريّة في دساتيرها الرّسميّة.

أناشد ومن هذا المنبر هذه الصحف والجرائد التي لا تنشر إلّـا ما يوافق رأيها، أن تباشر حذف تلك الشّعارات المزيّفة التي تزيّن بها صفحاتها الأولى. ومن هذه الجرائد والصحف أذكر على سبيل المثال الجريدة المحترمة “رأي اليوم”، وعلى رأسها رئيس تحريرها الذي يبدو أنه لم يعجبه رأينا في “الكاجي بي” والجرائم التي كان يقترفها في عهد نظام الاتحاد السوفييتي المستبد؛ صاحب الصفقات المشبوهة التي لا تزال آثارها ساريّة في السّلاح المغشوش الذي كان يبيعه للأنظمة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى