تعاليقرأي

الإنتخابات في تركيا.. تكشف عن الوجه الحقيقي للغرب

رشيد مصباح (فوزي)

**

من السّذاجة الاعتقاد أنّ الغرب كان بمنأى عمّا يجري، لا أقول في الوطن العربي، ولكن في البلاد الاسلامية قاطبة. هذا الأخطبوط الذي “يضع رجله على طهران، ويده على الظهران وعينه على وهران” كما قال البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه، وله يد في كل ما جرى ويجري في ربوع هذه الأوطان العزيزة على قلوبنا؛ والتي هانت على أنظمتنا الضّعيفة التي لاحول ولا قوّة لها.

لقد كشف الإعلام في الغرب ” الدّيمقراطي” عن وجهه الحقيقي من خلال تغطيته للإنتخابات في تركيا، وبصفة منحازة. ويكفي ما يقوم به من تشويه وتشويش على أردوغان وحزبه. وليس أردوغان بهذا السّوء، فقد أبدى ليونة في تعامله مع بعض الدول؛ سواء التي تحاول تأليب الرّأي العام ضدّه، أو حتى التي كان لها يد في محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها بعض من الجنرالات العملاء.

الوجه الحقيقي للغرب ليس ما نراه ويريد إظهاره لنا في القنوات الرّسميّة و المحافل الدِّوليّة. ليس ذاك هو الوجه الحقيقي الذي لطالما تغنّينا بأخوّته وإنسانيّته وغيرها من الشّعارات البرّاقة… فمن السّذاجة أن ننتظر من عدوّنا التّاريخيّ أن يفرج لنا عن صورته الأصليّة التي تعكس نواياه الحقيقية وما في قلبه من غلّ وحقد يضمرهما لنا طوال كل هذه القرون. فليس هذا من البراچماتيّة ولا من الميكيافيلية التي تبرّر له كل الجرائم كالتي قام بها في العراق وأفغانستان وغيرهما من الأوطان التي لم يخرج منها حتّى تركها فوضى وأطلال.

كما أنّه من السّذاجة الاعتقاد أنّ الغرب لم تكن له يد في الانقلاب على إرادة الشّعوب العربيّة التي ثارت ضد الجور والجوع، وخرجت تندّد، وكان البوعزيزي هو “سقط الزّناد” وصاحب السبق ومن أعطى الإشارة وأطلق الشّرارة الأولى. كما أنه من السّذاجة أيضا الاعتقاد أنّ الغرب لم يكن وراء “داعش” وغيرها من الجماعات الارهابيّة الدّمويّة  التي قدّم لها كل الامكانيّات والدّعم المادّي والمعنوي، وعرف كيف يوظّفها في كل من أفغانستان و  سوريا وليبيا والعراق. ليكشف عن وجهه القبيح.

ليس هناك حل بالنسبة للشّعوب الإسلاميّة إلّـا بالتخلّص من هذا الشّيطان، ومن أساليبه ومكائده، إذا ما أردنا النهوض والعيش بسلام.  ولن يتركنا، فهو يملك كل أسباب الحياة من وسائل تكنولوجية وغيرها،ونحن نتسوّل إليه و نستجديه ونطلب منه المساعدة. هذا الغرب البراچماتي هو أقذر من الشيطان وأخبث من إبليس، فهو يستغلّنا كما استغلّ الجماعات الإرهابية في الحرب بالوكالة، كما هو الشّأن بالنسبة لما جرى في أفغانستان. وهو يدرك أن مصدر قوّتنا هو الدّين لذلك فهو يأتينا من هذا الباب، وليضعنا في أبشع صورة أمام العالم.

طوق النّجاة هو الدِّين الإسلاميّ الحقيقيّ كما نزل على محمّد، وليس الدّين الجديد الذي ينادي به شيطان الغرب ويريد فرضه علينا، دينا على المقاس كأنّه نصّ من تلك النّصوص التي تُعرض على البرلمانات للاثراء بالزيّادة أو النّقصان.

الرجوع إلى الدِّين وتطبيق الشّريعة هو ما أثار حفيظة الغرب وأعلن حربه ضد أردوغان الذي سمح للمرأة بارتداءالحجاب بعد سنين من القهر و القمع باسم الحضارة والحداثة والعلمانية… وكلّها شعارات كاذبة جوفاء تحاول إبعاد المسلمين عن دينهم.

وقد لخّص لنا ذلك كلّه المفكّر والفيلسوف الجزائري مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ  في كتابه”شروط النّهضة” بأن الدّين هو الأساس وأينما وُجد الوحي أو الدين فهناك الحضارة. فالبعودة إلى الحضارة الأولى في الإسلام يمكننا أن نجد طريق الإصلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى