الإسلام والطاقات المعطلة

من قطوف المطالعة.. الإسلام والطاقات المعطلة

حشاني زغيدي
تعيش أمة الإسلام اليوم واقعا مرا، يتفطر القلب لحاله، بسبب البون الشاسع بين مكانة الإسلام في صدره الأول؛ فقد كان الإسلام عقيدة وأخلاقا وشريعة عمرانا وفنا، وبين ما تعيشه الأمة اليوم، حال واقع يبعث الحيرة والذهول.
قرأت منذ سنوات مضت كتاب شيخي الأستاذ الإمام محمد الغزالي رحمه الله، الإسلام والطاقات المعطلة، كنت شغوفا محبا للمطالعة، حين كنت في مرحلة التعليم الثانوي طالبا، كنت يومها مشرفا على مكتبة مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في بلدتي، هي أول مكتبة أسسناها في المراحل الأولى للصحوة المباركة من قبل الطلبة الجامعيين .
وقد لخص الكتاب العوامل التي أدت بالأمة إلى التراجع والتخلف عن مراكز صناعة النهضة نجملها في نقاط محددة مهمة، لامست الأبعاد المادية والمعنوية وهي:
– فساد الفهم الصحيح للإسلام.
– الانحدار الخلقي والعاطفي.
– الجمود الفكري وغياب روح البحث.
– ضعف الالتزام العملي بآداب الإسلام وشرائعه.
وقد عالج هذه القضايا المهمة بأسلوب فيه لمسة الأدب وحداقة الفكر، وقوة التحليل والتعليل، يطوف بك كتاب في زمن الهدي في عصر النبوة، يقارنه بحال أمة مريضة، نخرها الضعف والوهن، يضع اليد على الجرح والواقع الأمة المعروف، والكتاب دراسة بحثية جادة للباحثين وطلاب العلم .و المثقفين على حد سوى .
و قد شدني العهد لنعيد قراءة صفحات زمن مشرق، مرت السنوات وما زال طيف تلك الأيام بذاكرتي، فليت شبابنا اليوم يقفوا أثر الأمس، فينهل من نبع الشيوخ والرواحل الذين رشدوا المسار، وهذبوا الأخلاق، وغرسوا قيم الاعتدال والتوسط في زمن شابه الشطط والغلو والتطرف .
نفعني الله وأحبتي وجعل ما قراناه في ميزان حسنات شيخنا، ونالنا فضله
الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى