مجتمع

إحتفاء جمعية كلمة ( التسنيق الآلزاسي للهجرة المغاربية بستراسبورغ ) بالمسنين المغتربين الشوابين والشببانيات.

أنتم في قلبونا ونحن معكم ولأجلكم .شعار الطبعة 7 السابعة لسنة 2024 للإحتفاء جمعية كلمة ( التسنيق الآلزاسي للهجرة المغاربية بستراسبورغ ) بالمسنين المغتربين الشوابين والشببانيات.

الشوابين و الشبانيات.

كلمة الشوابين في مفهومها العام تعني الشيخوخة وهي في الأصل هيبة ووقار ووسام عطاء جهد سنوات.وهي في الأساس عملية ذاكرة ممتلئة وخزانة أسرار أرشيف لا يقدر بثمن. لكن الذاكرة هي التي تشكل عمق الإنسان وكيانه وقيمته وحياتها المليئة بالأسرار الدفيفنة كلها.

كعادتها مطلع كل سنة ميلادية, تحتفي جميع كلمة بحفلها السنوي بالمسنين والمسنات المعروفين بالشوابين بالهجة العامية المغاربية.

تقليد سنوي دآبت عليه الجميعة لإدخال البهجة و الفرحة والسرور لهاته الفئة الهشة التي تسحق الدعم والرعاية والمرافقة لاسيما المعنوية والنفسية للتخفيف عليهم حدة توترهم و إخراجهم من عزلة وحدتهم في غربنهم بعيد ديارهم و أوطانهم الأصلية. وفي شعلة شمعتها السادسة 16 عشر من العطاء المتواصل ألا محدود، إحتفلت جمعية Calima. كلمة الألزاس بستراسبورغ بالعيد المزدوج، عيد ميلاد المسنين الشوابين والشيبانيا بعيد رأس السنة الميلادية 2024 جماعيا، لما بين 31 ديسمبر و01 جانفي.

في بادرة فريدة ولفتة إنسانية إجتماعية من نوعها،يتظرها مسنوا الجالية. نظمت جمعية كلمة (التنسيق الألزاسي للهجرة المغاربية)، بقاعة الغالي المركز الإجتماعي الثقافي بهوت بيار ستراسبورغ، يوما مميزا من نوع ,تاريخيا على شرف فئة كبار السن رجال ونساء، عجزة و معوقين، حفل رسموا من خلاله الإبتسامة الشفافة على وجوه هاته الفئة التي طالما بقية حبيسة الجدران بمساكنها ومقرات إقامتها خلف الأسوار تنتظر فسحة أمل تتنفس من خلالها نسمة هواء وتسطع منها بقعة ضوء لإدخال الفرحة والبهجة المتظرة لقلوبهم.

وبتجمع الحضور وضيوف الحفل من سلطات محلية منتخبين نواب, ورؤساء جمعيات وهيئات منهم الأستاذ طاهيري محمد رئيس النادي الشعبي للعائلات و السيدة بشرى برقادي مديرة المركز الإجتماعي الثقافي بهوت بيارب ستراسبورغ, أفتتحت الأمسية بوصلات موسيقية من الطرب العربي الأصيل من تنشيط فرقة لعروسي (المجموعة الموسيقية الناشطة بستراسبورغ على مدة أربعة عقود 40 سنة منذ نشاتها سنة 1983. برئاسة رئيسها الأستاذ لعروسي عبد اللطيف. ثم بكلمة ترحبيبة بالجميع ألقتها السيدة مليكة سوسي رئيسة الجمعية, أوضحت فيها الهدف الحقيقي والمغزى من الحفل وهو السعي إلى جمع هاته الفئة في فضاء أسري عائلي بالدرجة الأولى ولم شمل المسنين, بمختلف جنسياتهم وأوطانهم وثقافتهم وديانتهم, لنفض الغبار على المسن الوحيد, الذي لا رفيق ولا آنيس له في ديار الغربة, بإعتبارهم جزءا من نسيج المجتمع برمته, خاصة أنهم أصحاب الفضل في العطاء والجد وجزءا من الذاكرة التي يجب حمايتها وثوقيها لأجيال القادمة لإفتخار و الإعتزاز يسلفهم, نظير ما قدموه وأنجزوه خلال مسيرتهم الحافلة على مدار عقود من الوقت.

وعقبها الأستاذ بلحمداني مصطفى , الأب الروحي للجالية المسنة ومرافقها مرحبا بهم و مفتخرا بهم, عرفانا بهاته الفئة التي أفنت زهرة شبابها وخيرة أيام حياتها، كفاحا وتضحية من أجل صناعة بناء البلد وإعداد رجال الغد وإطارات المستقبل على جميع الأصعدة والمتسويات.

بالرغم من أن كبار السن يمتلكون الخبرة المكتسبة والحكمة، إلا أنهم عديمي القدرة على التحرك والسعي لخدمتهم ولقضاء مصالحهم وحاجياتهم في غالب الأحيان، وأنهم يعانون في صمت رهيب. ملنزمين الوحدة رفيقة لهم.

وجاءت هاته الإلتفاتة للتخفيف عنهم والتقليل نوعا من معانتهم التس لايمكن الحديث عنها في سطور، ولمحاولة دمجهم بالنسيج المجتمعي، وتخليصهم من عزلتهم، وتقليل حدة التغيرات الإجتماعية التي يعشونها والحالة النفسية التي يوجدون عليها ويمرون بها, خاصة من لا عائلة ولا ولد ولا سند لهم.

كما يعد الحفل من حيث مضمونه أساسا كلفتة تكريمية رمزية معنوية, و تحفيزيا من حيث جوهره, نظير مجهوذاتهم الجبارة المبذولة لفائدة الجميع وعلى عطائهم الكثير، كما يعد في حد ذاته درسا ذو بعد توجيهي للرسالة التوعوية التحسيسية, لزيادة درجة الوعي لدى المجتمع من الجالية لرعاية المسنين والإهتمام بهم والإلتفاتة إليهم وعدم نسيانهم قدر المستطاع, والذي ينبثق أساسا من عادات وتقاليد سلفنا الإسلامي, العربي. المغاربي الراسخة من الذاكرة, إنسجاما من تعاليم ومبادئ القيم الإنسانية و شيمها.

                 نحن معكم و لأجلكم فلن ننساكم أبدأ ما حيينا.

وسيظل الشعار قائم كما عبر الكثير عنه بتعهد وفاءا وإخلاصا للمسنين.

فمهما تنوعت إحتياجات المسنين وأحوالهم ما بين القدرة على الإستمرار والتواصل, ولو بشكل محدود بعد تجاوز سن تقدم العمر، وفقدان القدرة على العطاء بما يكتنزه القلب من عاطفة وعقل وحكمة، فإن ما هو مشترك بين كبار السن يتمثل في حاجة تفقدهم لمواجهة ضعفهم, بمد يد العون من الجيل الصاعد. وهذا من أجمل ما يكون عليه واجباتنا إتجاههم، فهم فئة شباب الأمس اليافع, مفتول العضلات قوي البنية, الذين وصلوا إلى ديار الغربة خلال منتصف القرن الماضي، وشمروا على سواعدهم وقدموا الكثير, بعد إندماجهم في المجتمع الغربي ومجاروتهم لهم في يومياتهم و مستوى معيشته، لكن دونما التخلي عن أصالتهم وهويتهم وقوميتهم وشيم قيمهم، وبقوا متمسكين مرتبطين بجدورهم العريقة وماضيهم المجيد بحنين شوق لم ينقطع ولم يغيب عن الأنظار والتفكير.

ولكن للتاريخ ولسجلهم الذهبي المشرف تبقى فئة المسنين على الرغم من مشاركتها النشطة الدائمة في بناء المستقبل الحالمين به في جو لا يوصف من شدة الألم الذي يتعرضون له ولقساوة الطبيعة التي يعشونها.

ولأجل ذلك قامت جمعية كلمة Calima بهذا العمل الإنساني المذهل الذي كرس مفهوم المسؤولية الإجتماعية الشاملة، وذلك بالسماح لكل شيباني وشيبانية بالعيش في أحضان هاته الحرارة الأسرية في جو عائلي مفعم بالحي والمودة بأتم معنى الكلمة. وخاصة كان فرصة تلاقي وربط صلة الأخوة بين الأصدقاء لعديد الأشخاص عرب وأجانب, الذين فرقتهم الحياة وظروف المعيشة لعشرات السنين خلت وفي ومضة برهة وقت جمعتهم الصدفة مجددا دون سابق إنذار أين راحوا يسترجعون شريط الذكريات المجيدة وسنوات الشباب وعنفوانه.

وتواصلت فقرة المداخلات وبإختتامها، وعلى شرفهم في جلسة إكراميات على أضواء الشموع المعطرة والمنعشة كرمزية للإحتفال. إجتمع حولها المكرمين على أطباق الحلويات التقليدي للمناسبات والأفراح الجامعة للشمل وللمة العائلية، مرفق بكؤوس الشاي والقهوة وباقي المشروبات وطبق الفواكه المنعشة مما جادت به أنامل حرارئنا المغاربيات بمختلف الأطباق والأصناف من حلويات ومرطبات بورك فيهن.

وبه تم تكريم مجموعة كبار السن من عجزة ومعوقين، لعشرات الأشخاص نساء ورجال ومعوقين، بهدايا رمزية جد ثمينة في قيمتها المعنوية, إعترافا لهم بالجميل في حقهم في المجتمع والتي أسعدتهم كثيرا وفرحوا بها فرحة عارمة لا توصف والتي دمعت لها العيون. وقالوا فيها أنها تساوي كنوز العالم بأسره,

شـكـر و إمـتـنان. من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

فجزيل الشكر كل الشكر لطاقم جمعية كلمة كل بشخصه وإسمه وكانته وظيفته, عمالا ومتطوعين ,على هاته المباردة الحسنة واللفتة الطيبة ولكل الجهات التي ساهمت في نجاح هذا الإحتفال البهيج. الذي أكدت عليه الجميع بالإشادة والحرص الدائم على تعاون المساهمين بمشاركتهم الفعالة من هدايا متنوعة, دون أن ينسى دور العاملين الفاعلين مع الجمعية عامة والحرائر خاصة نحلة الحفل السيدة شريفي نورية تلك النحلة التي لم تبرح أي بفعة من القاعة إلا وزارتها وحلقت بين صفوف الجميع لخدمتهم بإبتسامتها الشفافة البراقة. التي أثلجت صدورالجميع. برفقة صديقتها الأستاذة زيدوني لامية من وراء الصفوف وباقي الأماكن للإشراف و الإطمئنان على السير الحسن لمجريات الحقل.

فلهن جزيل الشكر الخاص لما قامتا به, من خدمات جليلة و للجميع لما قدموه من دعم وتحفيز للمواصلة والإستمرارية، لاسيما عندما يتعلّق الأمر بجانب العمل الخيري الإنساني والتطوعي المحض ,الذي يهدف لخدمة مختلف شرائح المجتمع برمتها وبجميع أطيافها دون إستثناء.

جمعية كلمة Calima في ومضة موجزة:

وللتعرف على جميعة كلمة, أخبرتنا السيدة مليكة سوسي رئيستها والتي أفادتنا مشكورة رغم ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها ساعتها. بأن جمعية كلمة مشتقة نركيبة أسمها الرباعي بالفرنسية Calima، تأسست شهر جوان سنة 2008 وأشعلت شمعتها السادسة 16 عشرة بحلة جديدة وبنشاط مميز مختلف عن المعهود، والتي من مهامها منع ومكافحة التمييز العنصري.

وذلك بالإستثمار بشكل خاص في المجال الثقافي بتنوع حقله والفني من خلال تطوير مشاريع حول ذكريات الهجرة والذاكرة- جمعية تعمل على دعم المهاجرين القدامى للحصول على الحقوق وكذلك العمل على ذكرياتهم وقصصهم من خلال الاستثمار في المجالات الثقافية والفنية. وعلى ضمان أن تصبح قصصهم جزءًا من الرواية الوطنية ولم تبقى ذكرياتهم مخفية. وحفلهم هذا ما هو إلا فرصة للتعبير لهم عن إمتناننا لكل ما أنجزوه خلال حياتهم كمهاجرين، ونتمنى لهم العمر المديد والعيش في رفاهية والمطالبة بحقهم.

         تطوير مشاريع التعاون المختلف المحلي والدولي.

ومن مهامها عامة الإستقبال والدعم في الوصول إلى الحقوق بتعزيز الإقامة والمواطنة التشاركية والمرافقة القانونية. إضافة إلى عديد المهام والأنشطة برزنامة متنوعة والتي سوف نعود لها لاحقا.

               قالوا عن الحفل والتكريم:

وفي خضم فرحة المكرمين وسعادتهم التي رسمت على وجوهم تقربنا من بعضهم، الذين عبروا بجزيل شكرهم للجميعة ومسييرها عن هاته الإلتفاتة الغير منتظرة والغير متوقعة مطلع السنة الجديدة 2024 والذين كانوا يقضونها دونما ذكر يوصف، وبفرحتهم في قضاء يوم مميز, ممثنين لأصحاب المبادرة. كما عبرت السيدات عن بهجتهن ومشاركتهن لهذا الحدث الذي إعتبرنه عرس سنوي بهيج طالبين تثبيته في باقي المناسبات لإدخال الدفي المفقود لهاته الفئة.

وبجلسة نقاش وتعارف وتبادل أخبار ومعلومات عن أوضاع الجالية وحنين الشوق لأوطانهم وعن تطلعات السنة الجديدة وقوانينها المنتظرة وعن إستقبال شهر رمضان الكريم خلال شهر مارس 2024 إن شاء الله وعلى أنغام وأهازيج تراثنا المغاربي وبوصلات عربية مشرقية وبالصور التذكارية الجماعية و الفردية أسدل الستار على الطبعة 7 السابعة الأولى لتكريم الشوابين والشيبانيات لسنة2024 على أمل اللقاء مستقبلا إن شاء الله.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى