أحوال عربية

اعتصام احتجاجي للاجئين الفلسطينيين من سوريا في مخيم برج البراجنة

تأكيداً على حقوق اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان بتوزيع المستحقات النقدية التي تأخرت لأكثر من ثلاثة أشهر، وتوفير خطة إغاثية، صحية، تعليمية، وحمائية لجميع اللاجئين الفلسطينيين، نُظّم اليوم اعتصام حاشد أمام مركز الأونروا في مخيم برج البراجنة، شارك فيه ممثلون عن الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وفصائل الثورة الفلسطينية، إلى جانب حشد واسع من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا.

افتتحت الفعالية السيدة ابتسام ميعاري موجهةً التحية إلى أمهات العالم بمناسبة يوم الأم، وخصّت بالتحية أمهات الشهداء في غزة والضفة وكل الميادين، مشددةً على صمود المرأة الفلسطينية التي لم تكتفِ بدور الأم، بل كانت وما زالت شريكةً في النضال والمقاومة.

ثم تحدث الدكتور ناصر حيدر مقرر الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة مؤكداً أن قضية اللاجئين الفلسطينيين عادلة، ولا يمكن محوها بالمؤامرات أو اختزالها بالمساعدات، مشدداً على أن فلسطين ستبقى القضية المركزية لكل الأحرار في العالم. وقال:

“نقف اليوم في هذا الاعتصام لنرفع الصوت عالياً ضد الاستهداف الممنهج لوكالة الأونروا، وإن أي محاولة لإنهائها أو تقليص خدماتها هي مؤامرة في سياق المخطط الإسرائيلي الأمريكي لإنهاء ملف اللاجئين وطمس حقوقهم.”

وأكد د.حيدر على ضرورة فتح حوار لبناني فلسطيني شامل، يضمن تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، ووقف كل أشكال التمييز ضدهم، ويعزّز وحدة الصف لمواجهة مشاريع التصفية.

بدوره، شدد القيادي في الجبهة الديمقراطية، أحمد سخنيني على أن المجازر والمحارق لن تثني شعبنا عن مواصلة نضاله لانتزاع حقوقه، وأنّ الأزمة التي تتعرض لها الأونروا ليست مجرد أزمة مالية، بل تأتي في إطار مشاريع التصفية والتبديد لشعبنا وحقوقه، وقال:

“نحن هنا لنؤكد أن اللاجئين الفلسطينيين لن يكونوا ضحايا لمشاريع التصفية، وأن حقوقهم غير قابلة للتفاوض أو التنازل. إن وحدتنا الوطنية، والتزامنا بخيار المقاومة، هما السبيل الوحيد لإفشال هذه المؤامرات. ولن نقبل بأن يتحول اللاجئون إلى أرقام في حسابات الدول، بل هم أصحاب حق في الحياة الكريمة حتى تحقيق العودة.”

وتحدث الناشط رامي منصور باسم اللاجئين الفلسطينيين من سوريا معبراً عن حجم المعاناة التي يعيشونها في لبنان نتيجة تقليصات الأونروا والإهمال الدولي. وقال:

“ثلاثة أشهر وأكثر ونحن ننتظر المساعدات النقدية التي تأخرت دون أي مبرر، في ظل ظروف معيشية كارثية. نحن هنا اليوم لأننا لم نعد نملك إلا صوتنا، ولن نقبل بأن نُترك لمصير مجهول. كفى استخفافاً بكرامتنا، وكفى تلاعباً بحقوقنا. لن نقبل أن تكون المساعدات الغذائية الهزيلة بديلاً عن المساعدات النقدية، ولن نقبل أن تستمر سياسة التجاهل والمماطلة.”

وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيواصلون تحركاتهم حتى تتحقق مطالبهم العادلة، مشدداً على أن الصمت لم يعد خياراً، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التصعيد الاحتجاجي إن لم تتم الاستجابة للمطالب.

وقام بتلاوة المذكرة المطلبية الموجهة إلى مديرة شؤون الأونروا في لبنان عضو اللجنة الميدانية للتحركات الرفيق أبوعايد والتي تضمنت المطالب التالية:

  1. صرف المساعدات النقدية فورًا للاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان عن الأشهر المتأخرة، بغض النظر عن تاريخ دخولهم، وضمان انتظام توزيعها شهريًا.
  2. معالجة ملف الإقامات بالتعاون مع الجهات الفلسطينية واللبنانية المختصة، بما يضمن حقوق اللاجئين القانونية والإنسانية.
  3. توفير خطة إغاثية شاملة ومستدامة، وتحسين الخدمات الإغاثية والصحية والتعليمية بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية للاجئين.
  4. تحرك المفوض العام للأونروا لحشد الدعم المالي، وضمان استمرارية الخدمات دون تقليص أو تكيّف مع العجز المالي على حساب حقوق اللاجئين.

وفي الختام، تم تسليم المذكرة إلى مدير خدمات الأونروا في المخيم، الأستاذ ناصر صالح، وسط تأكيد المشاركين على استمرار التحركات بشكل تصعيدي حتى تحقيق المطالب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى