اسرار المضاربة في البورصة
هاله ابوليل
قبل 150 سنة كانت الشركة التجارية نسبيا مؤسسة قليلة الأهمية
أما اليوم فهي منتشرة بكثرة مثلها مثل الكنيسة والنظام الملكي والحزب الشيوعي
أن الشركات اليوم هي المؤسسات المهّيمنة
هذا ليس من بنات أفكاري بل من المخرج و كاتب السيناريو المحترف فهذا الفيلم الوثائقي
( 2003 Corporation The )
. يبحث في طبيعتها, تطورها , تأثيراتها وعن المستقبل المحتمل للشركات الحديثة .
الفيلم يتحدث أولا عن غياب الرقابة أو عدم وجود رقابة عامة على تلك الشركات الكبيرة ,
و كيف تم حصر النقاش الإعلامي حول مبادى التشغيل الأولية لعالم الشركات و تم تصغيره بسرعة إلى لعبة اتباع الزعيم
في حرب العراق كان كل الساسة في سدة الحكم لديهم شركات هيمنة على استخراج النفط من بوش إلى وزير الدفاع حتى السمراء كوندرا ريزا رايز التي كانت توجد ناقلة نفط باسمها تملكها.
لذلك يقول احدهم في الفيلم
تُلحق كلمة شركة بمعنى ازدرائي ( بمعنى ارتباطها بالأجندة بمعنى جدول الأعمال ) بمعنى آخر
أنها شر
وكأنها الخطة التي تسعى للسيطرة على العالم , ويقترح أن تسمى أعمال أو مجتمع الأعمال على كلمة شركة غير المحببة .
ظهرت في الفيلم أغنية كلماتها تقول:
: ” بعض الناس يدعونني شخص سيء لكن قد يكون لدي بعض الكدمات ولكني ما زلت حلو الطعم
” بعض الناس يدعونني شخص سيء ولكني قد أكون احلى تفاحة على الشجرة “.
(ظهر رجل يدعس على التفاحة برجله)
تناسب كلمات الأغنية موضوع الفيلم الذي يدور عن المال القذر الذين يتلاعبون فيه وعن غسيل الأموال التي تدور بالعالم كله
لتدخل جيب رجل مثل ترامب وصهرخ اليهودي الذي سرق اموال العربية السعودية بشركات وهمية كما
سرق ترامب كل محتويات البيت الأبيض قبل أن يغادر
الالاف من المستندات تحت ( Secret ) و ( Top Secret ) كان ينوي بيعها باعتباره مقاول أو كان ينوي تسريبها فيما بعد
مثل تسريبات بندورا التي فضحت املاك حكام عرب يدعون الفقر والعوز.
كان ذلك التقرير يتحدث عن شركات بعينها اشهر من علم في عالم الفساد
يتحدثون عن بعض العناصر الفاسدة التي لا تفصح عن ممتلكاتها وعن الإنفاق الفاخر طيارات وهليكوبتر وزيارات للمومس كل ذلك من أموال المودعين في شركات البورصة والبنوك .
كمثال للمال القذر هناك تقرير بذات الأسم بطله جاريد كوشنر زوج ايفانكا التي عملت مؤسسة امريكية لانعرف عن عملها شيء سوى أنها سحبت من ولي العهد السعودي عشرات الملايين لتكمل بناء قصرها
أما زوجها فهو الآخر استعان بولي العهد بتأسيس شركة رأس مالها دفعها ولي العهد السعودي نفسه الذي يبعزق اموال اهل الحجاز ونجد على الامريكان في حين يضع فتات الف ريال في حساب المواطن صاحب الأرض وصاحب عائدات البترول
لقد سرق الصبي جاريد كوشنر اليهودي الصهيوني – من المال القذر الذي وهبه له ولي العهد السعودي 2 مليار دولار بحجة المساهمة في شركة ناشئة
والحقيقة أنه مال قذر(-dir-ty Money)) لإعادة ترامب إلى الحكم.
يقول البعض ” هذه ليست حفنة من العناصر الفاسدة “
“هذه بضعة عناصر سيئة فحسب “
” إنها بضعة عناصر فاسدة “
ويظهر آخر
ليقول “هذه ليست بضعة بضع عناصر فاسدة فقط ” يجب عليك أن تتخلص من العناصر الفاسدة “.
يمكن أن نبدأ مع تايكو ( bad apple)
نحن نعرف كل شيء عن وورلد كوم ( bad apple )
مؤسسة زيروكس( bad apple )
آرثر أندرسون bad apple
إنرون bad apple
مؤسسة ك- مارت bad apple
يبدو أن عربة الفاكهة امتلأت زيادة عن حاجتها بعض الشيء “
bad apple تعني عناصر فاسدة
وعربة الفاكهة يقصد بها سوق الاستثمار والشركات التي وصفت بأنها تفاحة فاسدة بمعنى شركات فاسدة
يمكنك القول أنهم وحوش
لمحاولة إلتهام اكبر قدر من الربح على حساب أي احد
على حساب أي احد
في فيلم غرفة البويلر ” Boiler.Room.2000. “
كانت هناك احد الضحايا و التي كان يجمع ثمن منزل العمر مع زوجته بالتوفير المحتمل
كان الرجل فقير جدا ومن ذلك وقع فريسة معسول الكلام من بوكر حاذق يعمل في شركة ج-ت – مارلين التي يملكها مايكل برانتلي
متخصصة في سرقة احلام الناس
حدثه حول تحقيق الأحلام بضربتين فاستولى على الخمسين الأف دولار كاستثمار في دواء وهمي غير موجود
لشركات تبيع الوهم عبر سندات وأوراق قد تفرمها في أي وقت في فرامة الأوراق السريعة .
تركته زوجته لأوهامه وغادرت بيت الزوجية مع أولادها بعد أن تم تحطيمه
ولكن البطل في نهاية الفيلم يحاول ارجاع ماله بطريقة دراماتيكية نبيلة
انهم يسرقون الناس
هذه كلمات –
آخر كلمات والده له – القاضي الفدرالي قبل أن يقبض عليه.
انتم تسرقون أموال الناس
انتم تسرقون أموال الناس
فالمال لا ينام أبدا مثله مثل الفساد بل هو محرك الفساد
وهذا فعلا ما يحدث في المؤسسات رغم أن “مايكل برانتلي” المحتال يعرف أنه يسرق أموال الناس
ومع ذلك ظهر وهو يهتف
لا يستطيعون إيقاف الرجل الجيد
المشكلة يعتبرون انفسهم جيدين وأنهم يخدمون البشرية والوطن
لديك اصحاب المدارس الخاصة الذين يعتبرون انفسهم يقدمون خدمات مجتمعية تستحق الشكر والعرفان والامتنان
بغض النظر عما جنوه من فحش في الأموال لقاء تلك الخدمات المساندة لما يسمى التعليم الحكومي
استثمار اموالهم الذي يجنون منه اضعاف اضعاف رأس المال
ليضعهم في خانة الرجل الجيد
ولذلك لا يستطيعون إيقاف الرجل الجيد
لقد اصبحت شركة (ج-ت- مارلين ) شركة تجارة أبدية كما قال “مايكل برانتلي” في ذات الفيلم
اعتقد أن اصحاب الشركات هم من الحيتان
سمكة كبيرة يمكنها أن تبتلعك في لحظة
هل عليك أن تسميها اعمال أو شركة
ما هو معنى كلمة شركة
Corporation
يقول جوباداراكو برفيسور اخلاقيات العمل في جامعة هارفرد لإدارة الأعمال
” من المضحك أنني كنت أدرس في كلية التجارة طوال الزمن الذي صار لي بدون التعّرض لأن أُسُأل بالتحديد لأن أقول ما برأيي
ما هي الشركة
ان يشترك اكثر من أثنين في عمل يقدم خدمة لقاء مقابل
مثل اصلاح جسر أو شق نفق أو اعمال بنية تحتية
هذا ابسط تعريف للشركة
ربما هذا يجعلها ذات معنى ازدرائي كما يقولون عندما تبدأ ارباحها تتضاعف فوق رأس المال أضعافا مضاعفة بدون تقديم خدمة ذات جودة تناسب ما يدخل جيوبهم.
وكانت بداية نمو هذه الائتلافات والتجمعات مع بداية العصر الصناعي
لقد بدأ العصر الصناعي في 1712 مع رجل انكليزي يدعو ” توماس نيوكومن ” الذي اخترع مضخة تعمل بالبخار لضخ المياه خارج منجم الفحم الانجليزي الذي كان الفحامين الانكليزي بامكانهم الحصول على مزيد من الفحم لاستخراجه بدلا من السحب باسطل الماء خارج المنجم
كل ذلك لزيادة الانتاجية لكل رجل في الساعة
كان ذلك فجر العالم الصناعي ثم ظهرت تجارة الصلب ثم تجارة الملبوسات
ثم المزيد من السيارات لكل فرد في الساعة
انه النظام نفسه ينتج المزيد من المنتجات المتطورة
وهكذا نمت الشركات واصبحت فيما بعد جزءا من منظومة الهيمنة التي تستطيع بقوة نفوذها تعيين حاكم أو اسقاطه
كما في امريكا
الآن اي شركة للإعلام الجماهيري مثل شركة فوكس نيوز تستطيع بقوة اعلامها
الاطاحة بأكبر رئيس في العالم
مثلها مثل فاعلية أي رصاصة قد تطيح برأس امريكا الحاكم مثلما حدث مع كنيدي
أو فضيحة جنسية مثل سكرتيرة كلينتون التي جمدت مشاريعه لفترة
في فيلم ( inside-job)
يقول احد الخبراء :”ستجني مليوني دولار اضافيين كل عام أو عشرة ملايين كل عام
مقابل تعريض مؤسستك المالية للمخاطر , وشخص آخر سيدفع الثمن لا أنت
فهل تقبل هذا الرهان؟
قال معظم العاملين بالبورصة:” بالتأكيد ,سأقبل بهذا الرهان”
عندما يكون من يتعرض للخطر شخص آخر
فلماذا لا يراهن بأموال الناس
في بلد عربي عريق بعمليات النصب الخفية , ابتداء من شركات الأدوية النصابة التي تبيعك الدواء باعلى من سعره بعشر مرات من الدول المجاورة .
استيقظ حوالي مائة الف مواطن , كانوا قد استثمروا أموالهم في شركات البورصة ما بين ( الف إلى 100 الف )
التي اتضح أنها شركات وهمية , حيث كان المودعين , يمنحونه اموالهم مقابل عائد شهري يقتطعه النصاب من اموالهم المودعة لديه ,
ويلهو بكامل المبلغ في شراء قصور وسيارات وسفريات و ترف وبذخ على حساب المودعين.
سرقت تلك الشركات مدخراتهم (نحو 300 مليون في شركات البورصة العالمية )
هذا ما تم التصريح عنه ولكن المبالغ المودعة لتلك الشركات , ربما هي أكثر من ذلك
فالبعض تحفظ عن رفع الدواعي لدواعي عائلية وشخصية تتعلق بالمنصب و المركز .
والبعض لم يكن يرد أن تذكر اسماء عائلته في سجلات المحاضر , خوفا من أن يعرف الناس حجم ثرواتهم المخبأة .
ولم تنتهي القصة , فالأموال التي صودرت في المحكمة لم توزع على اصحابها حسب كل شركة ومساهميها
بل تم التلكؤ في اصدار الأحكام وتم دمج القضايا كلها بقضية واحدة لإطالة عمرها في المحاكم والاستفادة من المال المودع , كودائع في البنوك , تتلقى مقابلها أرباح مضمونة.
فلماذا أوزع المال اذا كان لدي فرصة لأستفيد منه!
وهكذا بعد عشر سنوات من القضية التي كشفت عن المال القذر الذي تلاعبت به شركات مدعومة وبرعاية حكومية
استدعت 10 % ممن خسروا أموالهم باعطاءهم الفتات
والباقي مازال يتذكر تلك الأيام وينوح على اللبن المصبوب
” لم يكتفوا ,لم يريدوا امتلاك منزل واحد بل خمسة منازل “
بل و أرادوا امتلاك طائرة خاصة
الحديث لم يكن عن املاك ملك الأردن حسب وثائق باندورا
بل كان عن ريتشارد فورد – رئيس مؤسسة ليمان براذرز – الذي لم يظهر أبدا في صالة التداول
وكان لديه مصعد خفي يخصه لوحده تمت برمجته من قبل فنيين لنقله للطابق 31 مباشرة ولوحده.
والذي اتضح انه يملك قصرا ب 14 مليون دولار في فلوريدا ومنزلا صيفيا في سان فالي ب إيداهو ” (مثل عبد الفتاح السيسي) ومجموعة فنية مليئة بلوحات بملايين الدولارات (مثل ابن سلمان الصغير اشترى لوحة المسيح بنصف مليار”
يعتقدون أن اللوحات تستكمل الديكور الرئاسي وتظهرهم مثقفين
ولم يكتفوا بذلك
فشركة ليمان براذرز تتعامل مع الأمر وكأنها دولة
تم سؤال “هارفي ميلر ” محامي افلاس ليمان عن عدد الطائرات التي تملكها الشركة
هارفي:” ست طائرات ومنها طراز 767 بالإضافة إلى مروحية
أليس هذا عددا كبيرا من الطيارات ؟!
هارفي: …………
يجيب “جيفري لين” نائب رئيس ليمان براذرز
بدلا عنه
:”نحن نتعامل مع شخصيات تنشد الكمال
في مقال في بلومبرغ :” ان الترفيه المؤسسي يمثل خمسة بالمائة من عائدات سماسرة العقود الإشتقاقية وكثيرا ما تتضمن ملاهي التعري والدعارة والمخدرات.
وفي مقابلة مع مومس” كريستن ديفيس “تدير بيت بغاء رفيع المستوى في نيويورك و تبعد بضع مربعات سكنية من بورصة نيويورك عند سؤالها عن عدد العملاء الذين يرتادون شقتها .
تقول:” وصل إلى عشر الآف عميل في مرحلة ما , نصفهم من العاملين في سوق البورصة
“.تبدأ الأسعار من الف دولار للساعة. تقول يتصلون ويطلبون :”هل يمكنك توفير سيارة لامبرغيني مع مرافقتي ,
كانوا ينفقون اموال المؤسسات على متعهم الشخصية عن طريق تسجيلها بفواتير جاهزة لديهم مثل نفقات اصلاح اجهزة الحاسوب أو ابحاث للبورصة أو إستشارات للأهلية التسويقية . في النهاية يستثمرون مالك ويمنحونه للآخرين ويحاسبونهم على أي تأخير وهم مجرد وسطاء لا غير أن تتاجر بمال غيرك وتأخذ الغلة كلها ولا تمنح صاحب المال إلآ ورقة
مجرد ورقة في حين أن المال لا ينام في جيبك ولا في جيب البنك
انه يبحث عن الفساد ليراكمه والفاسدين ما أكثرهم
يسرقون رغيفك ومن ثم يعطونك لقمة ويطالبونك أن تشكرهم
يا لوقاحتهم
1/1
الكلام منقول من المحققين والمتهمين في الأفلام المذكورة