استشهاد الأسد المقنع ناصر أبو حميد تحت قهر السجان ومرض السرطان
سامي إبراهيم فودة
قال تعالى:”مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم”
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل ثائر شجاع فدائي عنيد من خيرة رجال الوطن قدم أروع الملاحم البطولية وصور العطاء والتضحية والفداء وأنبل معاني الوفا وهو يقارع الاحتلال وأذنابه في ساحات الشرف والقتال دفاعا عن الوطن, ليترجل عن صهوة جودة ويلتحق بموكب قوافل الشهداء الذين ساروا في هذه الدرب من قبله,
الشهيد البطل القائد/ ناصر أبو حميد ابن حركة التحرير الوطني الفلسطيني” فـتح” الفدائي الأسد المقنع الفارس المغوار الصنديد المقاوم والمطارد والأسير والشهيد, قائد العمل المقاوم والنضالي, أحد أبرز قادتها الميدانيين في الانتفاضتين الأولى والثانية وداخل معتقلات الاحتلال حيث أمضى ما مجموعه ٣٣ عاماً داخل الأسر, وتعرفه أزقة وشوارع وحارات وميادين وساحات الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني وكان الشهيد ناصر حاضراً ومثل في مواجهة إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية,
المناضل القائد الفتحاوي الكبير ناصر أبو حميد شهيد الإهمال الطبي, نقل يوم الأحد الموافق 11/12/2022م ,بشكل عاجل إلى المستشفى بعد ارتفاع حاد في درجة حرارته وهبوط في دقات القلب “مستشفى اساف هورفيه” بوضع حرج ودخل في غيبوبة, وعلي الفور سارعت قوات الاحتلال الصهيوني مساء يوم الاثنين الموافق 19/12 بالسماح لوالدته وشقيقة بزيارته في المستشفى لخطورة وضعة الصحي,
ارتقت روحة الطاهرة إلي العلياء شهيداً عن عمر يناهز الخمسين عاما” متأثراً بإصابته بمرض السرطان بسبب جريمة الإهمال الطبي المتعمد وهي جريمة حرب تضاف إلي سلسلة طويلة من جرائم الاحتلال الصهيوني المتلاحقة بحق أسرانا وأسراتنا الابطال في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني,
ولد القائد الفتحاوي الكبير الأسر المناضل الشهيد/ ناصر محمد يوسف أبو حميد في مخيم النصيرات بقطاع غزة بتاريخ5/10/1972م وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة قدمت فلذات كبدها شهداء وجرحي وأسرى, محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي, وانتقلت أسرته للإقامة في مخيم الأمعري بالضفة الغربية, وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة قرية السوافير الشمالية في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها قسراً بقوة السلاح إلي قطاع غزة, وتتكون عائلته من عشر افراد والوالدة أم ناصر في حين توفي والده وهو داخل السجن ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه,
وسجن سبعه من أفراد من العائلة واستشهد شقيقة الشهيد القسامي/ عبد المنعم أبو حميد المعروف بصائد الشاباك عام 2002,ولازال أربعة أشقاء منهم في سجون الاحتلال وهم نصر المحكوم بخمسة مؤبدات، وشريف المحكوم بأربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدين وثلاثين عام، وإسلام المحكوم بمؤبد وثمانية سنوات، وقد هدم الاحتلال منزل العائلة خمس مرات، كان آخرها عام 2019,ومنع أمه من زيارته لسنوات طويلة،وقد أُطلِقَ على والدته لقب خنساء فلسطين وسنديانة فلسطين،
محطات مضيئة في حياة المناضل القائد الفتحاوي الكبير الشهيد/ ناصر أبو جميد
- التحق ناصر أبو حميد بصفوف حركة فتح في شبابه المبكر ويعتبر من كوادر الانتفاضة الأولى المباركة وشارك في نشاطاتها الوطنية وكان نشط في استهداف عملاء الاحتلال.
- أعتقل من قبل سلطات الاحتلال أول مرة عندما كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وأصيب إصابة بالغة.
- عام 1990م، أعتقل وأمضى بالسجن أربع سنوات حتى عام 1994م ليفرج عنه إثر توقيع اتفاق القاهرة.
- استعاد نشاطه داخل صفوف حركة فتح وفي مؤسساتها التنظيمية وأصبح من قادة كتائب شه/داء الأقصى في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى).
- أصبح القائد / ناصر أبو حميد ملاحقاً ومطارداً لقوات الاحتلال حيث تعرض لمحاولة اغتيال أكثر من مرة الآ انه نجا بأعجوبة.
- أعتقل من قبل قوات الاحتلال بتاريخ 12/4/2002م ورافق اعتقاله الاعتداء عليه بالضرب بشكل مبرح وإصابته إصابات بالغه في أنحاء من جسده وتعرض لتحقيق قاسي في أقبية التحقيق على أيدي مخابرات (الشين بيت).
- حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن (7) مرات مؤبد + 50 عام,
رحم الله شهيدنا الابرار
وعظَّم الله أجر أهلنا وشعبنا الفلسطيني الأبي برحيل الشهيد القائد الفتحاوي/ ناصر أبو حميد
أتقدم الي خنساء فلسطين والدة الشهيد ناصر والدة الشهداء والأسرى والجرحى المناضلة الصلبة” أم ناصر أبو حميد ” ومن أسرته المناضلة باحر العزاء والمواساة سائلة المولى عز وجل أن يلهمها الصبر والسلوان.
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي “