أخبار العالمفي الواجهة

زينلسكي يدفع فاتورة خسارة ماكرون للنيجر

زينلسكي يدفع فاتورة خسارة ماكرون للنيجر

محمود نجم الدين المعمار

اجبر الغرب بوتن على النزول في الدهليز الأوكراني لجدية التحديات التي تواجهها بلاده بغية استنزافه عسكريا واقتصاديا عن طريق عقوبات تفرضها الإدارة الأمريكية على روسيا فكما قال ثعلب السياسة نيكولا ميكافلي “ان على الرغم من ان الغرض من شن الحرب كان دائما كسب الثراء وإفقار الأعداء وعلى هذا فان الدولة التي تمنى بالفقر والضعف من جراء الحرب على الرغم من انتصارها , تكون أسوا حالا في النصر منها في الهزيمة ” مما قد يشكل بيئة ملائمة لخلق حالة من السخط الشعبي على ادارة بوتين للتحديات التي سيتحتم عليه مواجهتها التي قد تهدد الاستقرار الداخلي والتي ستضرب شرعيته في مقتل فالاستقرار هو مصدر الشرعية كما يرى الفيلسوف الألماني المعاصر يورغن هابر ماس” حيث إن أصل الشرعية هو وجود إقرار على إن النظام السياسي حقيقي وعادل والاعتراف يشمل وجود تقييم يعزو العدل والملائمة للوضع الراهن ويعتبر الاستقرار احد أهم نتائج الشرعية وهذه النتيجة تؤخذ على أنها استقرار الوضع القائم والمحافظة عليه مع إمكانية التكيف مع حجم التوترات أو التغيرات التي تواجهه فالشرعية اليوم رهينة بنيل رضا المجتمع وتجنب سخطه والتوترات الناتجة عن ذلك السخط” وان بوتين متنبه جدا لهذا هوهالأمر وحاول طمأنة الشعب الروسي في لقاء متلفز في يوم المرأة العالمي بأنه لن يستدعي قوات الاحتياط بعد دخوله مستنقع أوكرانيا والذي أطلق عليه اسم العملية العسكرية تصغيرا من حجم الحرب التي تدور رحاها إلى ألان .
راهن الغرب على وسائل الردع الاقتصادية عن طريق خلق حالة من الاحتقان الداخلي لتأديب الدب الروسي فيما راهن سيد الكرملن على إدمان الغرب للغاز الروسي وبعد تهديدات كاذبة من قبل ألمانيا التي على ما يبدو أنها استعجلت بتحويل مصادر الطاقة لديها إلى طاقة نضيفه بعد غلقها للمفاعلات النووية المنتجة للطاقة واعتمادها على الغاز الروسي وأمالها التي علقتها على خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي تم تفجيره بسيناريوهات يشوبها الغموض واللبس وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في العالم مما جعل الدول الصناعية هي الدول الأكثر تضررا من جراء هذه الأزمة على رأسها ألمانيا التي هي ألان في أحوج وقت لمصادر جديدة للطاقة.
قامت روسيا بخلق حالة من الاحتقان العالمي عبر إيقافها لاتفاقية الحبوب التي ضغطت على القارة السمراء والتي تعاني أساسا من الجوع والفقر وقامت بدعم رئيس الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني بالانقلاب على رئيس النيجر محمد بازوم حليف فرنسا الذي أعلن بعد ان أطاح بغريمه بإيقاف تصدير اليورانيوم والذهب إلى فرنسا.
اليورانيوم الذي يعد شريان الطاقة الرئيسي لدولة محورية في حلف الناتو كفرنسا التي تمتلك 56 مفاعلا نوويا لتغذية 18 محطة طاقة موزعة على أراضيها والتي تستهلك ما يقارب 800 طن سنويا من اوكسيد اليورانيوم المستخرج من دولة النيجر والذي يكفي فرنسا لتوفير 70% من احتياجها للطاقة وجعلها اكبر مصدر للطاقة النووية بعائدات تقدر بحوالي 3 مليار يورو سنويا مما جعل هذا الانقلاب الذي حصل في النيجر كارثة على الفرنسيين .
أعاد هذا الانقلاب التوازن في القوى الجيوسياسية مما اثر على نبرة الخطاب الموجهة إلى قيصر روسيا من قبل الفرنسيين الذي بدا شديد الوضوح من خلال اقتراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الاستفتاء كحل للنزاع الروسي الأوكراني وأكد بضرورة بقاء أوكرانيا كأرض حيادية غير قابلة للأنضمام للناتو او للاتحاد الأوربي الذي يفسر كمبادرة لجس النبض الروسي من قبل مسؤول غير رسمي فان لاقى القبول يتم تسوية الأمر وان قوبل بالرفض فلن يجعل باريس في موقف محرج أمام الرأي الدولي الذي تزعمته في دعم الاوكران ضد الغزو الروسي ولكن, على ما يبدوا إن هذه التسوية التي طرحها ساركوزي لا تلبي رغبات الروس لان المقابل الذي يتم طرحه من تحت الطاولة هو رفع الدعم عن الرئيس النيجيري المنقلب واستعادة النفوذ الفرنسي في المنطقة الإفريقية وهو في ظل الظروف الراهنة يعتبر مقايضه خاسرة أمام النكبات التي تعرض لها الجيش الاوكراني في الآونة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى