![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2022/11/mask-780x470.jpg)
إيلون ماسك: الأفكار اليساريّة قتلت ابني.
–
رشيد مصباح (فوزي)
الجزائر
*
يعتقد بعض الآباء أن الفضل يعود إليهم وحدهم في نجاح أبنائهم، كما ينسب آخرون فشل أبنائهم في الحياة إلى تقصيرهم في تربيتهم تربية سليمة وناجعة. ويتجاهل كلا الفريقين أن الله هو الهادي، يهدي من يشاء. ثم من بعده يأتي الدّور على الأم، فالمدرسة.. والمجتمع… منظومة كاملة ومتكاملة، دون أن نستثني دور الإعلام.. والمسجد. هذا وبصرف النّظر عن العوامل النّفسية والرّوحية التي نتوارثها التي لا تقل أهمية، والتي تلعب دورا مهمّا في توازن شخصية الطفل.
دفعني كلام رجل؛ حاله كحالي أو أتفه بكثير، كلامٌ كلّه ”فوخ وزوخ“ وغرور.. جعلني أخجل وأشكّ، في نفسي وفي كل من هم من حولي.
نظرتُ في كلام الرّجل ”الأميّ“ المتواضع، الذي لديه اعتقاد راسخ ”لا يتبدّل ولا يتزحزح“ بأن الفضل يعود إليه وحده في نجاح أبنائه الثلاثة أو الأربعة، ووجدتُ أن مثل هذا الكلام هو اعتقاد السواد الأعظم من النّاس. بل إن المجتمع بمختلف شرائحه ومكوّناته العديدة يعتبر أن الأب هو المسئول الأوّل والأخير عن نجاح الأبناء من عدمه. لكن هناك ما يناقض هذا الرّأي؛ وهو أنّك قد تجد في أكثر من أسرة أبناء صالحين بينما الأب فاسد، و العكس!
وهذا موجود في الواقع وليس مجرّد كلام إنشائي. كما أنّ مثل هذا الكلام لا يقلّل من جهد الآباء و دورهم في تنشئة الأبناء.
(إيلون ماسك)؛ اسم، ”أشهر من نار على علم“، هذا العبقري، ورجل الأعمال النّاجح الذي تحدّى العالم بإبداعاته وأفكاره، وخضع له العديد من الوكالات والموسّسات والشخصيات، مثل وكالة ناسا والرّئيس ترامب… هو في الحقيقة نموذج للأب الفاشل، ولأنّه لم يستطع إقناع ابنه المراهق بالعدول عن فكرة التحوّل الجنسيّ. فكان ذلك سببا في بثّ روح التشاؤم في نفسية أبيه (ماسك)، ودفع به إلى عالم النضال و السيّاسة؛ فغدا (ماسك) من أكبر المناهضين للمثلية والتحوّل الجنسي.
وله من الدلالات، إنه مهما كانت قدرتك، ومهما بلغتْ بك قوّتك، و كان لديك من العلم والحلم والجاه… فإنك قد لا تستطيع أن تؤثّر في أقرب النّاس منزلة، أو تحاول تغيّير قناعاته، إلّـا أن يشاء الله وحده. والآية الكريمة من سورة القصص صريحة؛ يقول الله عزّ وجل فيها:
﴿ إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾
وأمّا المسئولية فلا تقع على الأب وحده، بل وكذلك الأم، باعتبارها اللاّعبة الرّئيسيّة ولها يعود الفضل في نجاح الأبناء، وحين لا يصل الأب إلى أبنائه، تستطيع الأم التّاثير في روح ونفسية أبنائها، برقّة مشاعرها ودفء وعذوبة كلامها، فكلام الأم كالغيث بالنسبة لليابسة، وقطرات النّدى في أكاليل الأزهار والورود الجميلة. وصدق الشّاعر إذ يقول:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
[حافظ ابراهيم]