إيران تطالب بمخاطبتها بمنطق القوة

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

من أهم مايتميز به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من صفات، هو إنه وفي الاوقات التي يشعر فيها بالضعف والاحباط والتراجع، فإنه يحاول بکل الطرق والوسائل من أجل الإيحاء بأنه في موقع القوة والاقتدار وإنه في مستوى مختلف التهديدات والتحديات التي تحدق به، وهذا ماقد عود به هذا النظام أعدائه وخصومه على مر العقود الاربعة الماضية.
اليوم، وعندما تراجعت إحتمالات العودة للإتفاق النووي بعد الرد الامريکي الحازم برفض كل الشروط الإضافية التي ناشدت بها طهران في ردها على المقترح الأوروبي، فقد أعلن الجيش الإيراني على أثر ذلك يوم الاربعاء الماضي إطلاق مناورة بمشاركة 150 طائرة مسيرة سوف تستمر ليومين، ووفق ماأفاد به المركز الإعلامي للمناورة، فإن نطاق المناورة يشمل الخليج وبحر عمان في جنوب إيران ويمتد إلى المناطق الشرقية والغربية والشمالية والوسطى. وهذه المناورة تأتي بمثابة إستعراض للعضلات والقوة من جانب إيران ولاسيما بعد التأکيدات الامريکية بإستخدام خطط أخرى في حال عدم التوصل للإتفاق ويبدو إن إيران سعت لإستباق الاحداث وإظهار إنها لاتخاف، وکأنها تستصغر الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا.
هذه المناورات التي ترکز فيها إيران على الطائرات المسيرة، وکأنها تهدد بضرب القواعد والقطع الامريکية في المنطقة بإستخدام هذه الطائرات، متصورة بأنه بإمکانها أن تحسم الموقف لصالحها في حال إقدام الولايات المتحدة على الهجوم عليها، وهو تصور يبدو واضحا جدا بأن إيران تبالغ فيها وخصوصا بعد أن قامت بتزويد روسيا بالمسيرات حيث تحاول الإيحاء بأنها قد أصبحت قوة عظمى وهو زعم بات يتم ترديده من قبل أذرعه في المنطقة بصورة ملفتة للنظر.
الحقيقة إن النظام الايراني بأمس الحاجة الى إستعراض القوة لکي يثبت قوته وإقتداره ولاسيما وإن العاملين الداخلي والخارجي في غير صالحه، حيث إنه وعلى الصعيد الداخلي فإن الاحتجاجات الشعبية تتواصل على قدم وساق وإحتمالات أن تتسع دائرتها وتغدو إنتفاضة ضد النظام تتزايد يوم بعد يوم کما إن المعارضة الايرانية الفعالة والمٶثرة على الشارع الايراني والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، يتصاعد دورها وتأثيرا وخصوصا بعد أن باتت عناصرها في داخل إيران تهاجم مقرات الحرس الثوري والباسيج والمخابرات، أما خارجيا فإن العزلة الدولية وإنکفاء النظام على نفسه تضاعف من وخامة الازمات والمشاکل التي تعاني منها وبشکل خاص الاقتصادية منها.
إيران ومن خلال لجوئها وفي هذه الظروف الحرجة الى إستعراض القوة بوجه الغرب فإکإنها تطالب من دون أن تدري بأن يخاطبها خصومها بمنطق القوة، وهو أمر لو حدث فإن النظام الايراني لن يکون بأفضل من کل تلك النظم الاستبدادية الاخرى التي وقفت بوجه الغرب خلال العقود الاخيرة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى