
تهب نسائم شهر رمضان الكريم على المسلمين في فرنسا عامة وفي ستراسبورغ خاصة بشرق فرنسا بالألزاس, كما على جميع المسلمين في كل ربوع المعمورة أرض الله الواسعة، تسمو أشواقهم لتستقبل شهر الرحمة والفرقان بنفحاته اٌيمانية الروحانية، وتسعى نفوسهم للترقي في مدارج المؤمنين السائرين في طاعة ربهم وعبادته. تحل مواسم الخير والبهجة والتواصل طوال أيام هذا الشهر الفضيل، وتمتزج فيه روح الإسلام بالعادات والتقاليد العريقة الأصيلة، ويحرص المسلمون في ستراسبورغ على إظهار فرحتهم بالحفاظ على طقوسهم الدينية المتوارثة من سلف لخلف من جيلا لجيل ترعرع بين أحضان التربية الإسلامية المنبثقة عن فطرة الأباء. يشكل شهر رمضان الفضيل في ستراسبورغ بفرنسا مناسبة غالية للمسلمين ، للتعبير عن تضامنهم وتأزرهم مع الفئات المعوزة المحرومة والهشة بينها المهاجرون عامة من طلبة وعمال وبطالين حراقة ولاجئون، الذين يكنون في حاجة ماسة للمساعدة، وتقوم المساجد بتنظيم موائد إفطار فردية وأسرية و جماعية، وتقوم المساجد بمبادرة تنظيم موائد للإفطار يستفيد منها الجميع.
شهر رمضان الفضيل, شهر مقدس لدى المسلمين عامة بطقوسه و عاداته و تقاليده الراسخة التي لا تتبدل ولا تتغير, غنيا بالمشاركة والتبادل بين المواطنة والساكنة بستراسبورغ وهو الحدث السنوي الذي يحرص عليه المسجد الكبير بستراسبورغ. الحدث الذي لا ينبغي تفويته ولا نسيانه, ليكون حدث تاريخي مفتوح للجميع لمشاركة الجميع المدعوين وجبة الإفطار الجماعية وفقًا للتقاليد والعادات الإسلامية برمتها. حدث يلتقي فيه عديد الأشخاص من مختلف مناحي الحياة وجميع الأديان لتبادل الخبرات العلمية المعرفية وإكتشاف عديد الثقافات وتمازجها والتعرف على العادات والتقاليد وباقي الطقوس الأخرى لاسيما الرمضانية في ساعات صفاء وجو ودي وأخوي.
تأتي هذه المبادرة الإنسانية الأخوية الإجتماعية التي يقيمها مسجد ستراسبورغ الكبير سنويا في سياق ترسيخ قيم المواطنة للتعايش السلمي والتسامح بين الساكنة.
أفتح اللقاء بآيات بينات من المقرئ الامام فضيلة الشيخ مصطفى حمدان مبعوث وزارة الأوقاف المغربية لإمامة صلاة التراويح طيلة شهر رمضان.
فقرة الكلمات والمداخلات:
سبقت وجبة الإفطار التي حضرها قرابة ألف شخص وفقا للإحصائيات، كلمة ترحيبية للأستاذ سعيد علاء، رئيس مسجد ستراسبورغ الكبير. و نائب عمدة المدينة نيابة عن عمدة المدينة, ثم نائب رئيس مجلس إقليم الألزاس نيابة عن رئيس المجلس الإقليمي الأوروبي الالزاس, ونائبة رئيس جهة الشرق الكبير نيابة عن رئيس الجهة.
مشاركة نوعية متعددة واسعة:
شارك في الإفطار السنوي الرمضاني عدد كبير من المسؤولين المنتخبين وإطارات ممثلي الدولة، وعدة شخصيات سياسية ومدنية وممثلين عن جمعيات الحوار بين الأديان وممثلين عن باقي الطوائف الدينية و جمع غفير من مسلمي ستراسبورغ
إفطار المواطنة بشكل طابعه الإنساني مفتوح للجميع مسلمين وغير مسلمين. فهو قبل كل شيء دعوة لتجديد القاء والتبادل والمشاركة في دفئ واجب الضيافة والجود والكرم والترحيب الحار على خطى السلف.تجسد المبادرة التي تعمل على مد الجسور بين المجتمعات المختلفة، أنموذجا ناجحا لتعزيز المواطنة والتماسك الإجتماعي في إطار الإحترام المتبادل. وبذلك ترسم طريقا نحو مستقبل تسير فيه الوحدة والأخوة والتنوع جنبا إلى جنب، ويدا بيد. يعكس هذا الإفطار الكبير الأهمية الخاصة التي يحظى بها هذا الحدث، الذي يتجاوز في مضمونه البعد الديني ليصبح رمزا للمواطنة. والوحدة والتعايش السلمي والتماسك الإجتماعي التضامني. والذي يحمل في حذ ذاته رسالة أخوة وتسامح بكل المواصفات والمقاييس الإنسانية. وهو صورة قوية للسلام والأمن المشترك في تعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد المجتمعات.
لحظة لقاء صفاء روحانية:
بعيدا عن فقرات الكلمات والخطابات الرسمية، كان هذا الإفطار لحظة جد متميزة من الود والتناغم بإقتسام أحلى الأوقات حول مائدة الإفطار المعدة للأمسية، حيث تبادل الحاضرون أطراف الحديث حول الوجبة الجماعية المعدة من فريق الطبخ المختص. بحيث أكد حدث الإفطار إن شهر رمضان لا يقتصر فقط على ركن الصيام، بل هو أيضا شهر للتضامن والتآخي والتآزر بكل روحانية، وهو رسالة تم الحرص عليها بكل تأكيد بشكل واسع منذ سنوات لا يحاد عليه اليوم و غدا.
يعد مسجد ستراسبورغ الكبير ركيزة داعمة وعرصة متينة للمواطنة وللتعايش السلمي المشترك بين أطياف المجتمع برمته, و مركز إشعاع علمي تربوي تعليمي ثقافي برمته.
مسجد ستراسبورغ الكبير أحد معالم التراث الثقافي التاريخي التراثي:
يعتبر مسجد ستراسبورغ الكبير بهندسته البديعة، وزخرفاته ونقوشه المستلهمة من الفن الإسلامي والعربي العريق، ومساحته الشاسعة، وطرازه الأندلسي، تحفة فنية ومنارة دينية وعلمية وثقافية، فضلا عن كونه أحد معالم التراث المعترف به.
ومسجد ستراسبورغ الكبير ليس مجرد مسجد كبير فقط لإقامة الصلاة والشعائر الدينية، وإنما هو مركز ثقافي إسلامي متكامل المهام يشرف عليها, التي تحتوي على أقسام وأجتحة متعددة، ويقدم أنشطة دينية فقهية وأكاديمية علمية ومعرفية ودروس تثقيفية ودورات تكوينية، وتنظيم ندوات ومحاضرات ومجالس للشباب والنساء و للأوراد والأذكار,على كامل أيام السنة يشارك فيها نخبة من الدكاترة والأساتذة الأكفاء والعلماء والفقهاء والباحثين في الدراسات الاسلامية القديمة والحديثة. يقدم الكثير من الأنشطة الإجتماعية الخيرية الإنسانية، ولكن هذه الأنشطة تتكثف أكثر وتشهد ذروتها في شهر رمضان، حيث يقيم موائد الإفطار ويقدم أكثر من 300 وجبة إفطار يوميا، للمحتاجين والفقراء والمهاجرين والمشردين وعابري السبيل ولا يفرق بين إنسان وآخر، وإنما يقدم الإفطار لكل الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين، لأن الإسلام هو دين للإنسانية كافة، وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في كل كبد رطبة أجر.
ومن بين أنشطة المسجد الإفطار الجماعي بنوعيه العادي والمواطنة:
في مشهد عكس بكل وضوح وشفافية صور المواطنة والتضامن و الأخوة بين الساكنة في ستراسبورغ وبروح التعايش والتسامح بين مختلف الأديان، شهد المسجد الكبير بستراسبورغ بعاصمة الإلزاس واحدة من أكبر الفعاليات الرمضانية في ستراسبورغ، حيث نظّم المسجد إفطاراً جماعياً بعنوان إفطار المواطنة في طبعته السنوية 42 لعام 1446هــ/2025م, ، بحضور أكثر من 9000 شخص من مختلف الجنسيات والجاليات برمتها الدينية والعلمية والثقافية.
الحدث السنوي الكبير، الذي أقيم في المسجد الكبير، حمل رسالة قوية عن التعايش السلمي والمواطنة في أوج معاني صورها والتبادل الثقافي والحضاري بين المسلمين وغير المسلمين، مما جعله يحظى بإهتمام واسع من الإعلام والمجتمع المدني ومختلف الوسائل الصحفية .
الإفطار الجماعي تقليد راسخ بستراسبورغ:
أصبح تنظيم إحتفالية الإفطار المواطنة الجماعي على شرف جميع المدعوين بمختلف جنسياتهم ودياناتهم ومهامهم ومراكزهم في ستراسبورغ تقليدا إجتماعي إنساني ثقافي ديني روحاني راسخا. منذ تنظيمه منذ 42سنة خلت
الفرحة كانت أكثر من إفطار جماعي:
تعدت مناسبة إفطار المواطنة الجماعي لهذا العام طابعها الإحتفالي الديني الروحاني من إفطار رمضاني جماعي. لتتحول إلى فرحة إجتماعية إنسانية جمعت الأسر والعائلات، إمتزجت فيه كل الثقافات التي كانت حاضرة بقوة تحت ألوان حدث الأفطار، فبعثت في طيف واحد بألوان إنسانية وبريشة تضامنية خالصة. والفرحة الكبيرة ممزوجة بسعادة وبهجة لا توصف لقاء أصدقاء قدماء جمعهم الإفطار. بعد سنوات عديدة من الفراق إستعادوا فيه ذكريات الطفولة والدراسة والتي مرت عليها عشرات السنوات. وجيران و زملاء عمل وغيرهم الذين عبروا من أعماق قلبوهم على المبادرة شاكرين المنظمين والقائمين عليها لإتاحة الفرصة بهذا اللقاء الساخن الغير منتظر ولا متوقع والذي أدهشهم.
تصريحات وإشادة المشاركين والمدعوين بالمبادرة:
أجمع المشاركون والمدعوين من الضيوف على أهمية الفعالية ودورها في تعزيز الإندماج الإيجابي للمسلمين في المجتمع الفرنسي، حيث عبّروا عن آرائهم حول الحدث
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون ستراسبورغ فرنسا.