أحوال عربيةأخبار

إسرائيل واحتلال سيناء من جديد ؟

عصام أبوبكر

هل ستعيد أسرائيل أحتلال سيناء
أثار وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف عميحاي إلياهو الجدل من جديد، عندما أعاد نشر تغريدة على منصة “إكس” تروج إلى “احتلال شبه جزيرة سيناء” في مصر.ويدعو المنشور إلى شراء قميص مطبوع عليه ما يُفترض أنه خريطة لإسرائيل، بما في ذلك الضفة الغربية وغزة وسيناء، مزينا بشعار “الاحتلال الآن”.كما تحتوي التغريدة على رابط لموقع يبيع بضائع تحمل شعار “الاحتلال الآن”، ويدعو إلى توسيع السيادة الإسرائيلية في سيناء وجنوب لبنان، وفي النهاية الأردن.
ويقول المنشور الأصلي الذي روج له إلياهو: “الشعب يطالب بالاحتلال! الاحتلال الآن!”.ولم يستجب المتحدث باسم الوزير لطلب التعليق، ولا المتحدث باسم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زعيم حزب أوتزما يهوديت اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه إلياهو كما رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق عندما سُئل عن رأيه في منشور الوزير مما يوحي الي ان الحكومه الاسرائيليه توافق علي ما قاله الوزير
.
وكانت المخابرات الاسرائيليه وضعت خطه بعد تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة عباره عن وثيقة من أجل نقل المدنيين في القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى “مخيمات” في شبه جزيرة سيناء المصرية.واقترحت تلك الوثيقة التي نشرها لأول مرة الموقع الإخباري المحلي Sicha Mekomit، نقل السكان المدنيين من غزة إلى “مدن خيام” في شمال سينا، ثم بناء مدن دائمة وممر إنساني.كما اقترحت إنشاء منطقة أمنية داخل إسرائيل لمنع النازحين الفلسطينيين من الدخول وفيما أقر واضعو هذا الاقتراح أن الخطة قد تبدو معقدة للوهلة الأولى لاسيما أن المجتمع الدولي قد يرفضها، لكنهم برروا الأمر بأن “القتال بعد إجلاء السكان سيؤدي إلى سقوط عدد أقل من الضحايا المدنيين مقارنة بما يمكن توقعه إذا بقوا”.إلا أن التقرير الاستخباراتي لم يوضح ما الذي سيحدث لغزة بمجرد إخلاء سكانها، لكن واضعيه اعتبروا أن هذا البديل الأفضل لأمن إسرائيل. وكانت السلطات الإسرائيلية اعترفت لأول مرة بأن وزارة المخابرات صاغت مثل هذا الاقتراح.إلا أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قلل من شأن هذا التقرير ووصفه بأنه مجرد ورقة افتراضية.

وتبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلومتر مربع، تمثل قرابة 6 في المئة من مساحة مصر الإجمالي، وهي امتدادها في القارة الآسيوية. وتعادل ما يقرب من ربع مساحة إسرائيل.وبعد توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 ، بدأ الإسرائيليون الانسحاب، على مراحل، من شبه جزيرة سيناء. وتمت المرحلة الأولى ، بالانسحاب من العريش، ونُفذت المرحلة الأخيرة يوم 26 أبريل/نيسان عام 1982 وقد كانت المقايضة الإسرائيلية على سيناء في عملية السلام التي عقدتها مع أنور السادات برعاية أميركية عام 1979- ذات شقين من الربح والخسارة: الأول أن تربح إسرائيل تحييد عدوها الأول مصر في الصراع العربي الإسرائيلي، والثاني أن تخسر إسرائيل شبه جزيرة سيناء التي كانت تمثل لها حماية ممتازة للعمق.وقد حاولت تل أبيب تعويض هذه الخسارة باشتراط خلوّ ثلثيْ شبه الجزيرة الشرقييْن من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ووجود القوات المتعددة الجنسيات.لكن اتضح عقب ثورة 25 يناير المصرية أن هذا الشرط ليس راسخا بدرجة كافية؛ فأي حكومة تأتي في القاهرة غير متعاطفة أو متفاهمة مع تل أبيب كما كان الحال في العام الذي حكم فيه الرئيس السابق مرسي يمكنها أن تلتف على هذه الاتفاقية

حيث تعاني بنية الدولة في إسرائيل في الأصل من مشكلتين متناقضتين: الأولى ضعف العمق الإستراتيجي، والثانية عدم تحمل كلفة التوسع خلف الحدود وإن توفرت لديها القدرة العسكرية، وتحاول الدولة العبرية المحتلة علاج هاتين المشكلتين وركزت في هذا على وسيلتين أساسيتين؛ أولاهما: السعي بقوة إلى التطبيع وعقد معاهدات سلام أو علاقات سياسية مع الدول العربية خاصة في الدائره الجغرافية القريبة،
والثانية: ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي الكاسح على الجيران العرب. وهذا الأخير يمثل الوسيلة الأبرز إلى الآن في الإستراتيجية الإسرائيلية لعلاج هذه المشكلةبوسائل مختلفة.إلا أن التفوق العسكري الواضح لإسرائيل على مجموع الدول العربية لم يمنع جماعة مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية من تهديد العمق الإسرائيلي، ودفع الجيش العبري للانسحاب من مساحات من الأرض احتلها بالقوة في جولات حربية سابقة.

وفي هذا السياق؛ فإن سيناء -التي تزيد مساحتها على مساحة فلسطين المحتلة بأكثر من ضعفين ونصف ضعف- مثلت لإسرائيل بعد حرب يونيو/حزيران عام 1967 وقبل الانسحاب منها عام 1982 عمقا إستراتيجياً مهما من الجهة
الجنوبية.وقد كان الحرص الإسرائيلي على بقاء سيناء -بعد إعادتها إلى مصر- منزوعة السلاح في معظمها وبلا تنمية وبكثافة سكانية ضئيلة جدا، جزءا من الاستراتيجيه الاسرائيليه لعلاج هذه المشكله كما كانت جزءا من علاج مشكلة ضعف العمق الاستراتيجي ومع أن شاطئ البحر المتوسط يمثل متنفسا جغرافياً مهما لإسرائيل، إلا أنه لا يمكنه إزالة الخطر الذي يحيط بالدولة المحتلة ويهددها في العمق كما أنه لا يحمي عمق الدوله من صواريخ تقليديه تأتيها من وراء الحدود

وكشفت وثائق بريطانيه ان سيناء كانت وستظل ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل وحلما لن تعوّضه حيث ان موقع الجزيرة الاستراتيجية لن تفارق خيال الإسرائيليين وتقول الوثائق إن الإسرائيليين لن يجدوا العوض عن سيناء التي هي “حلم” يراودهم فسيناء بالنسبة للإسرائيليين “تعني أشياء كثيرة”. وأضاف أنها “ساحة قتال ضار، غير أنها في أوقات أخرى ملعب مترامي الأطراف لجيش الدفاع الإسرائيلي، وحلم سياحي وذخيرة طبيعية ومشروع تجريبي زراعي وفوق كل هذا هي امتداد لحدود إسرائيل الضيقة يوفر متنفسا روحيا من ضغوط الحياة اما فيما يتعلق بالجانب الأمني لهذه الأهمية، قال التقرير إن إسرائيل “بررت احتلالها شبه الجزيرة بحرمان العدو من استغلالها في الهجوم عليها، أو خنق وصول إسرائيل إلى البحر الأحمر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى