تعاليق حرةتقاريرتقارير وأخباررأي

أيّها الخطباء كفّوا من الدّعاء.. قد يئسنا والله، وصرنا نستحي.

—-


رشيد مصباح(فوزي)
الجزائر
*
لماذا كل هذا البكاء على فلسطين، ونحن لا نقدر على تحريرها، ولا نحن نستطيع فعل شيء مقابل ما يقوم به الصهاينة الأوغاد من إبادة جماعية وقتل شنيع وتشريد؟ في تحدّ كبير وواضح وغير مسبوق لكل القرارات الأممية، والعالم من حولها يشاهد ويتابع في حيرة وصمت، لا يتجرّأ على الكلام. بل وهناك من يؤيّد و يقدّم كل الدّعم لإسرائيل في السر وفي العلن، ولا يبالي؟
وماذا عسى ينفع البكاء والنّحيب على الفلسطينيّ المظلوم المضطهد، ومجرّد مشاعر لا تنفع ولا تضرّ لا ترفع الظلم ولا تدفع عنه الضرّر، بينما هو في حاجة إلى من يقتحم الحدود و يقدّم روحه فداء للمظلومين المقهورين وينتقم لهم؟
أيّتها الأنظمة الخانعة التي ترصد الأموال الطائلة لتقتني أنواع الأسلحة وتجنّد الملايين من الشّباب ”لردع شعوبها“؛ متى تقرّين وتعترفين بضعفكِ وفشلكِ أمام هذا الغرب الصهيو-ليبرالي المتوحّش؟
أيّتها الشعوب المدجّنة، المغلوبة على أمرها، كفى بكاء ونياحا فقد أذهبتم حناجركم في الصُّراخ والصياح والنيّاح؛ كخراف سمعت عواء ذئب فتجمّدت في مكانها!
إلى متى وهذه الشعوب لا تستطيع فعل شيئ، بينما، وهي قادرة على فك شفرة الحدود الوهميّة التي تحرص الأنظمة الخانعة الفاشلة على ابقائها؛ ظلما وجورا؟
كفانا نفاقا فنحن لا نية لنا ولا إرادة، ولا نريد التحرّر من هذه القيود المفروضة علينا!
كفى من هذه القومية المقيتة التي تلاعبت بكثرتنا وقطّعت أوصالنا، فصرنا أشلاء بعد أن كنّا جسدا واحدا!
يا أصحاب الفخامة والمعالي، أصحاب السموّ، يا من تطلّون علينا مثل الهلال في ليلة بدر، لقد سئمنا من خطبكم الرنّانة!
أيّتها الأبواق النّاعقة: انكشف أمركِ ولم يعد ينطلي كذبكِ ونفاقكِ على أحد!
أضحيتِ وسيلة للكذب، والتنكيت، وترويج صورة الفشل.
لم يعد بإمكان الشعوب مجتمعة أن ترفع الظّلم عن نفسها، فما بالك برفع الظلم عن هؤلاء الفلسطينيّين المضطهدين!؟
لم يعد بإمكان الشعوب أن تتحرّك، إلّـا عند الإشارة؛ فالشعوب لا تملك الخيار، الشعوب ”المسخرة“ فقدت إرادتها. شعوب تم تدجينها في حظائر الطّاعة بأقل التكاليف، فشعوب الأمّة أصابها الوهن، لكنها لم تيأس من البكاء ”على الأطلال“ الذي نشأت وتربّت عليه، فهي لاتملّ ولا تستحي من البكاء والنّحيب. وهل بإمكان الشعوب المدجّنة أن تفعل غير هذا؟
فقدنا كل معاني التضحيّة، فلا تنتظر منّا أيّها الفلسطيني المضطهد سوى الصياح والنياح، ونحن في ذلك أكفاء، وفي اللّعن والشتم، وعلى الكذب والنّفاق قادرين لا نملّ؟
أيّها الخطباء كفّوا من الدّعاء، فقد يئسنا والله وصرنا نستحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى