في يوم من ذات الأيام سألت المذيعه سعيد صالح عن الفرق بينه وبين عادل إمام فرد قائلا : أنا حرفوش وعادل صعلوك ..قالت المذيعه ماذا تقصد ؟ قال عادل بيخلص ( الواد سيد الشغال ) وبعدين يسهر مع الوزرا ورجال الأعمال أما أنا بخلص ( كعبلون ) وبعدين أسهر في السيده لغايه الصبح ..
بدايه اود أن أشير تقديري للفنان عادل امام ( الزعيم ) الفنان الذي حافظ علي النجومية أكثر من أربعين عاماً حتي لا يختلط الأمر علي البعض ..هنا اتكلم عن السمات الشخصيه لكل منهما فقط .
من هنا نحكي البدايات في أوائل الستينات كان سعيد صالح موهبه جامحه متوهجه تتوافر فيها كل مقومات النجاح سابقاً لزملائه بعده خطوات منذ اعتلاء خشبه المسرح في ( عوده الروح ) ومن بعدها ( البيجاما الحمرا ) إلي ( هالو شلبي ) ..توقع له الكثيرون أن يكون امتداد للجيل السابق للاساتذه فؤاد المهندس وأمين الهنيدي ومحمد عوض ..
أتذكر عند عرض ( مدرسه المشاغبين ) كان الصديقان سعيد صالح وعادل امام يقفان علي نفس المسافه والمساواة وندا لند .. بل إن البعض يري أن سعيد صالح كان الأكثر اضحاكا بدليل أن ايفيهاته باقيه حتي الآن و يتداولها الجيل الجديد من خلال مايسمي ( الكوميكس ).
بعدها كانت ( العيال كبرت ) وكان النجاح الجماهيري منقطع النظير ..
لكن بمرور الوقت حدثت أشياء جعلته يتأخر ..ربما شخصيته فهو بوهيمي يعمل مايحلو له دون استشاره أحد كذلك لم يكن يملك الذكاء الاجتماعي الذي يمكنه من اداره موهبته واستثمارها بالشكل اللائق .. أو ربما أراد أن يتنحي جانباً لإفساح الطريق إلي صديق عمره ( عادل إمام ) ورضي أن يكون معه داعماً ومؤيدا ولكن بشرط أن يكون اسم الزعيم دائما قبله ..
هنا تحضرني نفس العلاقة كانت بين اسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي …ظل الاخير سنيدا للأول في كل أفلامه إلا أن قرر عبد السلام النابلسي أن يقوم ببطوله فيلم وأن يتصدر الافيش ..وقد كان …رحب اسماعيل ياسين وظهر فيلم ( حلاق السيدات ) … هذا للحقيقه لم يحدث بين عادل امام وسعيد صالح طوال حياتهما الفنيه
في النهايه …عند سؤال الكاتب الساخر ( محمود السعدني )
عن رأيه في الإثنين قال : سعيد صالح أكثر المضحكين موهبه علي الإطلاق … أما عادل إمام .. فأكثرهم…ذكاء
رحم الله سعيد صالح …رجل فضل الصداقه عن صراع الزعامه
