أكاذيب تاريخية

 
طارق رؤوف محمود
الكذب هو سلوك مكتسب لا ينشأ مع الفرد أنما يتعلمه من البيئة التي عاش فيها. والكذب يكون بتزييف الحقائق وخلق روايات وأحداث، بقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون مادي أو اجتماعي، وسلطوي،
والكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصابا بمرض الكذب. ويؤدى ذلك بالتأكيد إلى انهيار شخصيته وتقبلها كل أنواع الجرائم الماسة بكرامته
والكذب محرم في اغلب الأديان.
وحرم الإسلام الكذب، ذكر في القرآن الكريم (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) [سورة غافر: 28]والكذب في الديانتين المسيحية واليهودية يعتبر محرماً، حيث يذكر العهد القديم “لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ،”[4] وَهَذَا مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوهُ: لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْض.
. علم النفس الاجتماعي فسر الكذب من خلال العملية العقلية التي تعتمد بان الناس تفحص محاكاة رد فعل الآخرين وتحديد ما إذا سيتم تصديق كذبتهم. .
يقول مارتن لوثر كنج.
“الكذبة كرةٌ ثـلجيةٌ تـكـبـر كلّما دحرجته.”
ومن الأكاذيب في التاريخ أدعاء مسيلمة وزوجته سجاح النبوة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ا
ومن الأكاذيب التي حدثت في القرون الثلاثة الاولى للهجرة، اختلاق الأحاديث ونسبتها للرسول (ص) وهذا النوع انتشر بين الكذابين لأسباب أهمها الخلافات السياسية والانحرافات الفكرية المذهبية والإمراض النفسية.
ومن المؤلم إن نجد كل أنواع الكذب متفشية في بعض مجتمعاتنا وهي شائعة على عكس ما يحصل في العالم من تطور اجتماعي وقانوني الذي استأصل كل الآفات التي تنخر في جسد المجتمع، لإدراكه ان الكذب له صلة وثيقة مع الغش والسرقة والخيانة والفساد. العالم المتحضر يعتبر الكذب جريمة ماسه بكرامة الإنسان، يحاسب عليها الفرد مهما كان مركزه أو صفته.
لو أجرينا إحصائية دقيقة عن الإضرار التي سببتها آفة الكذب لشعبنا: لوجدنا مقدار تفشيها في كل مرافق حياتنا الرسمية وغيرها.. لقد تسبب الكذب بإضرار جسيمة في حيتنا السياسية والاجتماعية، والدينية فكم من أشخاص منتفعين أوهموا المسئولين بكذبهم الذي تسبب بإضرار لأبناء شعبنا وكم من أشخاص مرتشين سهلوا للغير إيذاء اقتصادنا ونهب ثرواتنا عن طريق معلومات كاذبة.. وكم من مخبر سري هدم بيوت العالم وتسبب بحبس وموت أبنائهم باستخدامه الكذب من اجل المنفعة الشخصية. وكم من الكذابين المأجورين اللذين امتهنوا أثارة الطائفية ومسخوا هويتنا الوطنية. وكم من المسئولين يكذب يوميا وفي محافل خارجية وداخلية.
ولغرض معالجة هذه آلافه التي تسببت في الحقبة الأخيرة بخدش الخلق الاجتماعي من خلال ما صنعه هؤلاء الذين مسخت إنسانيتهم وإصلاحهم أصبح في عداد الاستحالة ، عليه يقتضي حماية مستقبل أبنائنا من هذا المرض الخطير إذا ما أردنا اللحاق بالأمم المتحضرة وذلك بأنشاء جيل صالح في بيئة نظيفة وأسرة مترابطة تبعده عن السوء وتعلمه المبادئ والقيم وحب الشعب الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى