أغاني المهد
توضح الباحثة خديجة بنت محمد العامرية في كتاب “أغاني المهد في نماذج من الأدب العربي المعاصر” كيف استلهم الأدباء أغاني المهد وطوَّروها وأضافوا إليها وجدَّدوا فيها.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 398 صفحات من القطع المتوسط، وضم أربعة فصول ومقدمة وخاتمة.
تقول العامرية في مقدمة الكتاب: «إن مصطلح التناص ظهر منذ ستينيات القرن العشرين وانتشر واتسع، وكثُرت الدراسات حوله، وصرنا نرى أن النص مجموعة من نصوص مختلفة، وقد أفقد التعميم مصطلح التناص معناه الحقيقي، إذ يجب أن نقر أن لكل نص خصوصيتَه، فهو وإن تناصَّ مع غيره من النصوص لا يمكن أن نعده تكرارًا لهذه النصوص فقط، بل هو يشكل إبداع نص من جملة نصوص. وليست العبرة في وجود تقنية التناص في النص المقروء، وإنما العبرة في نجاح هذه التقنية في أن تضيف إلى النص بعدًا جماليًّا وفنيًّا، مؤثرًا في القارئ، يأخذه إلى جوهر العمل الأدبي. ويوفر التناص بعدًا معرفيًّا يتمثَّل في الإيماءات إلى النصوص السابقة، سواء أكانت أسطورية أم دينية أم غيرها، ولذا حرصت في دراستي على بيان مكامن الإبداع في النصوص المدروسة، وكيف تشكِّل الإبداع في النص من خلال تأثُّره بأغاني المهد، وكيف أن هذه الأغاني البسيطة دخلت في بنية الأعمال الأدبية، فالبحث في التناص يسهم في كشف طبيعة النص، ويعمل على تفسير بعض جوانبه وخباياه».
وقد جاء اختيار الباحثة لدراسة تناص أغاني المهد مع نصوص من الأدب العربي المعاصر بعد أن لاحظتْ أن هناك عددًا من الأدباء المعاصرين وظفوا هذه الأغاني في أعمالهم الأدبية، لذا حرصت على أن تبين كيف أثرت أغاني المهد في النصوص المعاصرة، وولَّدت نصوصًا جديدة لها طابُعها الخاص، وسماتها المميزة، حاصرة الموضوع في خمسة نصوص: نصين شعريين، ونص مسرحي، وقصة، ورواية، واتخذت التناص وسيلة لبيان ذلك الأثر.
ومن الجدير ذكره أن خديجة بنت محمد بن حامد العامرية باحثة عمانية حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها.