أصل الألقاب العائلية في الجزائر بالتفصيل
عزالدين معزة
كاتب
أصل نظام الحالة المدنية المعاصر أوروبي، ولم تكن الجزائر ولا الدول العربية تعرف هذا النظام ولا منهجية إحصاء السكان كذلك، وقد عرفت الجزائر خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي اول إحصاء لسكانها سنة 1845، وتلاه سنة 1854نظام الحالة المدينة، وهذه الأنظمة الإدارية وغيرها موروثة عن الاستعمار في بلادنا العربية.
لقد كانت الأعراف هي التي تنظم الحياة الاجتماعية قبل دخول الاستعمار الأوروبي لأوطاننا العربية، فلا وجود لعقود مدنية للزواج ولا الطلاق ولا لسجلات المواليد، ذلك أن الناس كانوا يتعارفون على بعضهم بالانتماء القبلي والعشائري، والتي عادة ما تنسب لجد مشترك.
ففي الجزائر كان مرسوم 8 اوث 1854 أول نص لنظام الحالة المدينة في الجزائر، ونصت المادة 10 منه: “على أن يتلقى شيوخ القبائل شهادات الحالة المدنية المتعلقة بالمواليد و بالوفيات والزواج والطلاق لدى الأهالي ـ الجزائريون ـ الذين يقطنون خارج القرى، يحررها شيخ القبيلة بالعربية وفقا للصيغ المحددة، ثم يحولها إلى رئيس البلدية، حيث يقوم هذا الخير بترجمتها إلى الفرنسية، ويعاقب كل أهلي ـ جزائري ـ لم يلتزم بذلك بغرامة مالية ما بين 4 و 5 فرنكات فرنسية ـ ما يعادل ما بين 40 و 50 دولار امريكي ـ وهو ما يساوي راتب شهر كامل لعامل بسيط في مزارع المستوطنين .
في 13/3/1882 صدر مرسوم الحالة المدنية في الجزائر، وصدر المرسوم التطبيقي له في 13/3/1883 وقد اشتمل القانون على فصلين:
الفصل الأول: حدد طريقة وكيفية تأسيس نظام الحالة المدنية للأهالي ـ الجزائريون ـ وتدوينها في سجلات محددة سماها ” السجلات الأم «Registres matrices”
الفصل الثاني: التدوين في سجلات الحالة المدنية سماها: ” Registres d’état civil “
وهذا النظام الإداري العنصري سبب اضرارا معنوية ونفسية واجتماعية للجزائريين، حيث قام بتغيير جذري لألقاب الجزائريين بهدف تشويه اصالة الجزائريين والانتماء الشريف للقبائل والعرب، فقد كانت للجزائريين أسماء والقاب قبل دخول العثمانيين للجزائر في بداية القرن 16 الميلادي، حيث أسماء الجزائريين ثلاثية ورباعية وحتى خماسية، مثل ما هو عليه الآن في المشرق العربي، اسم الشخص متبوع باسم أبيه ثم جده، مثل: عبد الصمد بن محمد بن احمد. وأحيانا خماسية التركيب حيث يضاف له المهنة والمنطقة، واغلبية الأسماء في الجزائر كانت ذات دلالات إسلامية ودينية، كأسماء الرسل والانبياء وصحابة الرسول صلوات الله عليه وسلم. وهذا ما كان يقلقل الاستعمار في الجزائر، الذي عمل على تفتيت البنية الاجتماعية القائمة على القبيلة والعرش والثقافة الإسلامية العربية، ولم يكتف بهذه الجريمة فقط بل حارب اللغة العربية ومنع تداولها في إداراته ومحاكمه ومن تعليمها في مدارسه معتبرا إياها لغة ميتة مثلها مثل اللاتينية مع تشويه تاريخنا بطرق ممنهجة واعتبار ارض الجزائر ارض سائبة لا شعب فيها .وأن العرب قوم محتلون في الجزائر جاؤوا من الحجاز واستوطنوا بقوة السيف على أرض الجزائر ، عاملا على زرع العنصرية والعداوة بين العرب والأمازيغ السكان الأصليين للجزائر ، رغم أن التاريخ والدم والدين قد وحد بين هاذين العنصريين ولم يعرف تاريخيا أي نوع من الصراع بين العرب والأمازيغ باستثناء بعض الصراع السياسي وليس الاجتماعي او الاثني ، فقد عاش العرب والأمازيغ أخوة متحابين في الدين والوطن لمدة اكثر من 13 قرن إلى جاء الاستعمار الفرنسي وزرع قنابله الموقوتة بين العرب والامازيغ .
ولم يكتف بهذا بل شوه اسماءنا وألقابنا، وهذه عينة من الألقاب المشينة ال