أحوال عربيةامن و استراتيجياجواسيس

أدلة و شهادات على هزيمة اسرائيل في حرب غزة

احمد الحاج

الكاتب الصهيو أمريكي ديفيد ريس،في مقاله المنشور بصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الذي عنونه بـ ( لأول مرة ..إسرائيل تخسر حربًا) يقول :
لقد نجحت المقاومة الفلسطينية في تحويل الرأي العالمي ضد إسرائيل +خلقت انقساما كبيرا بين إسرائيل والولايات المتحدة+ تسببت بزيادة الديون الوطنية وتضرر الاقتصاد بنسبة 20%+ لا يزال 40% من الأنفاق قائما، ما يسمح لها بإعادة البناء والاستعداد لحروب مستقبلية + استمرار سيطرة المقاومة على غزة ووجود وكالة الأونروا كما هي + لم نتمكن من القضاء عليها+ لقد عوضوا قادتهم وجنودهم الذين قُتلوا بآخرين جدد + لقد تمكنوا من بناء قوتهم العسكرية وفقا لتقارير عديدة = ما حصلت عليه إسرائيل: لا شيء يُذكر !
بدوره يقول البروفيسور الأمريكي ، جون ميرشايمر، مؤلف كتاب ” اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية” في مقابلة صحفية معه ” لقد خسرت إسرائيل الحرب، لجملة أسباب ،أولها الانسحاب الكامل من غزة بعد السعي لاحتلالها والبقاء فيها،اضافة الى الانسحاب من محور فيلادلفيا الإستراتيجي، الذي طالما رفضت مغادرته ، كذلك الموافقة على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطقهم و توقف التطهير العرقي مع إذعان نتنياهو لضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بضرورة وقف الحرب قبل تسنمه منصبه، علاوة على الضغوط الاسرائيلية الداخلية المتزايدة بعد سلسلة من الإحباط والخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات الإسرائيلية التي أدركت بأنها قد تورطت بحرب طويلة بدلا من الحروب الخاطفة التي اعتادت عليها “.
ولم يخرج ما طرحته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن دائرة ما طرح سلفا مؤكدة بالقول ” لقد خسرت اسرائيل حربها على غزة، بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب، وهي القضاء على المقاومة وإعادة جميع الأسرى، فيما استمرت المقاومة بالوجود كقوة برغم حجم الدمار، والأهم من ذلك كله هو أن المقاومة قد نجحت في إعادة الفلسطينيين إلى الخريطة الدولية بعد سنوات من الإهمال، كما نجحت في جعل –إسرائيل- منبوذة في العالم مرة أخرى، زيادة على تعريض اتفاقات ابراهام التي ترعاها الولايات المتحدة لزج عدد من الدول العربية في قطار التطبيع مع اسرائيل للخطر !
أما الجنرال “الإسرائيلي” يسرائيل زئيف ،فقد كشف عن أن “الحرب قد تحولت إلى عبء لا يمكن تحمله، وهي أشبه بحرب الولايات المتحدة في فيتنام، لأن دولة إسرائيل لم تعتد خوض حروب طويلة، لكن هذه الحرب، الأطول في تاريخها، قد كلّفتها آلاف القتلى والجرحى من الجنود، إضافة إلى استنزاف بشري ومالي هائل”.
من جانبه أضاف المحلل العسكري “الإسرائيلي” يوسي يهوشوع ،بأنه “لم يعد هناك خيارات سوى القبول بصفقة سيئة، بعد فشل محاولات تحرير المختطفين عبر العمليات العسكرية، فكل لحظة كانت تمر ، كانت تزيد من تعقيد المشهد وتفاقم الخسائر البشرية والمادية، ما جعل الحل التفاوضي هو الخيار الوحيد المتبقي”.
أما موقع “Middle East Monitor” البريطاني فقد كشف عن أنه ” وبعد 15 شهرا من الهجمات الوحشية وارتكاب جرائم غير مسبوقة، فقد وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار من دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة في بداية الحرب المتمثلة بتدمير المقاومة، وتحرير الرهائن الإسرائيليين ، وتأمين عودة آمنة للمستوطنين في محيط غزة”، مضيفا بالقول ” بعد 467 يومًا من الحرب وافق نتنياهو على عقد صفقة مع حماس تضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين عبر صفقة من الواضح أنها استجابت وبشكل شبه كامل لكل المطالب التي طرحتها حماس خلال الحرب، ومن الواضح جدًا بأن مطلبًا واحدًا من مطالب نتنياهو لم يتم تلبيته” .
من جهته كشف معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي، عن استنزاف الجيش الإسرائيلي في مهام لم يكن لها تأثير على شروط إنهاء الحرب، وأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيّز التنفيذ يوم الأحد 19 كانون الثاني / 2025يعني أن إسرائيل لن تدمر المقاومة لأنها لم تكن قادرة على ذلك ،وأن إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب كان لأسباب سياسية أو بسبب قصر النظر ، حيث حافظت المقاومة على بقائها قوةً حاكمة وعسكرية في قطاع غزة بعد خمسة عشر شهراً من الحرب ضد أقوى جيش في الشرق الأوسط ، فيما بعث الاتفاق روح النضال المتجددة في قواعد المقاومة وقيادتها”.
ليردف موقع “عبري لايف” أنه ” وبعد 470 يوماً من حرب مدمرة على قطاع غزة، فقد اضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار، رغم أنه كان قد رفض نفس الصيغة في أيار من عام 2024″.
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا صاحب “خطة الجنرالات”،الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند ، علق بالقول” هذه الحرب تمثل فشلا إسرائيليا مدويا في غزة ولقد انتصرت حماس بالتأكيد”.
وفي أعقاب تقرير للقناة الـ”12″ الإسرائيلية وخلاصته، أنّه ” وبعد 15 شهراً من الحرب، فإنّ المقاومة قد وقفت على قدميها” وإذا برئيس الموساد السابق، تامير باردو، يقر ويعترف ،بأنّ “إسرائيل سترحل من غزّة وستبقى حماس”.
لتنشر صحيفة هآرتس افتتاحية أكدت فيها ،بأن “المقاومة الفلسطينية قد نجحت بالفعل في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وذلك بعد إلحاق خسائر جسيمة به اضافة الى استهداف تل أبيب بالصواريخ، وعمليات أسر وقتل الجنود، ما أسفر عن اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي أمام العالم وأمام مواطنيه وبالتالي فأن استمرار الاحتلال على المدى الطويل غير ممكن، وأنه عاجلًا أم آجلًا ستنقلب المعادلة لصالح الشعب الفلسطيني” .
لتأتي تلكم المقدمة متوافقة تماما مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، الذي أقر غداة إعلان خطة اليوم التالي للحرب في غزة، بأنه” لا يمكن هزيمة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عسكريًا لأنها باتت تمتلك قدرات عسكرية أكبر مما كانت عليه قبل عملية طوفان الأقصى”.
أما وزير “الأمن القومي إيتمار بن غفير، وحزبه “عوتسما يهوديت”، فلم يجدا بدا من تقديمهم استقالة جماعية من الائتلاف اليميني الحاكم بقيادة النتن جدا ياهو ، وذلك احتجاجا على اتفاق وقف النار الذي وصفوه بالشائن ، وبما يعني هزيمة إسرائيل على الرغم من أنّ المقاومة لم تُهزم ، مؤكدين أنه ” وعندما نشاهد احتفالات الفرح لأنصار المقاومة في غزة والضفة الغربية، ندرك من هو الطرف الذي استسلم في الحرب ” ،وفقا لموقع “واينت” الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى