أخطر واصعب الايام في حرب الابادة بـ غزة

ساعات حاسمة في غزة… وإسرائيل تحبس أنفاسها

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

أيام حاسمة في غزة, ساعات عصيبة على الكيان الصهيوني الذي لم يبقى لديه شيء ليخفيه، يعترف بفشله وانسحابه علناً وعلى محطات وسائل الإعلام الغربية والعربية، وذلك لأن المقاومة الفلسطينية فضحت حقيقة ضعفة وهشاشته، بالمقابل بدأ محور المقاومة يقترب من القدس أكثر من أي وقت مضى، والخط الإنحداري تجاه زوال وفناء إسرائيل قد بدأ، فكانت الصفعة مجلجلة بعثرت ساسة الغرب وسماسرة أمريكا لتتخبط الأخيرة بهذا الصمود.

يقود نتنياهو “إسرائيل” نحو طريق دموي مسدود ، فالمظاهرات الواسعة النطاق في إسرائيل المطالبة بإقالة رئيس الوزراء نتنياهو ، تظهر مدى المعارضة للطريقة التي أدار فيها هذه الحرب القاسية في غزة ونتائجها العسكرية، و تدل أيضاً على حجم الرفض الداخلي للحرب لعقيمة على قطاع غزة، بذلك تصاعدت التوترات داخل إسرائيل مع استئناف مفاوضات الهدنة ، ولكن تضع هذه الضغوط نتنياهو على حافة الهاوية والاستسلام.

جميع المعطيات تشير الى أن احتجاجات عائلات المحتجزين ضد نتنياهو وحكومته المتطرفة بعد فشلهم الكبير في تنفيذ أي من أهداف حرب غزة، وعلى رأسها تحرير المحتجزين، تزيد الضغوط على نتنياهو من أجل التوصل لاتفاق وتقديم المزيد من التنازلات ، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي سحب قواته البرية من خان يونس.

وعلى الطرف الأخر، حذر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، من أنه “إذا قرر نتنياهو، إنهاء الحرب دون شن هجوم واسع النطاق على رفح لهزيمة حماس، فلن يكون لديه تفويض لمواصلة العمل كرئيس للوزراء في إسرائيل.

اليوم نتنياهو غير قادر على ما يبدو، على فهم الحقيقة وهي بأن المقاومة تقاوم السقوط، وترفض الاستسلام ، بعد أن أصبح لديها حلفاء جدد في اليمن، فالمقاومة اليمنية أجبرت الملاحة البحرية على حرف طرقها عن قناة السويس نصرة لأهل غزة، بالإضافة الى المقاومة الإسلامية في العراق التي قصفت مواقع حيوية في تل أبيب ، وبالمقابل تجمدت الجهود الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها من المغرب إلى الإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت نفسه أصبحت اتفاقيات أبراهام ميتة، وبذلك تلاشى حلم نتنياهو بتحقيق كتلة إقليمية اقتصادية معها التي كان يسعى الى تحقيقها.

وفي السياق نفسه تشعر أمريكا بالقلق الشديد من عودة النفوذ الإيراني في المنطقة، وكذلك علاقتها القريبة مع روسيا، وترفض أمريكا الآن استخدام الفيتو بشكل أوتوماتيكي لحماية حليفها “الكيان الصهيوني” بعد أن رأت أنه خرج عن السيطرة. وعلى إسرائيل المثول أمام محكمة العدل الدولية والإجابة على اتهامات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة.

لقد ظن نتنياهو وحلفاؤه إن المقاومة غير قادرة على سحق قواته، والكل يعلم ان المقاومة هي التحدي الأبرز في استراتيجية الكيان الصهيوني، وفي ضوء هذا الواقع، أن المعركة البائسة لإسقاط المقاومة في غزة لن يكتب لها النجاح، وإنطلاقاً من كل ذلك، إن الانتصارات التي حققها رجال المقاومة، قلبت الطاولة على اسرائيل وحلفاؤها بما عليها من استراتيجيات ومخططات، لذا يجب عليهم إعادة النظر في الرهانات الخاطئة قبل فوات الأوان، كون زمن الحديث عن إسقاط المقاومة قد إنتهى، وإنطلقت مرحلة التسويات، وباتت المنطقة تعيش مرحلة مفصلية وما سيحدد وجهتها هو صمود غزة ومقاومتها في وجه ما تتعرض له، إضافة إلى قناعة أطراف دولية وإقليمية أخرى بخطورة الإرهاب الصهيوني على استقرار المنطقة .

أمام هذا الواقع يمكن القول، إن الكرة الآن في ملعب رجال المقاومة، وباتت بيدهم أي مبادرة هجومية قادمة على الكيان الصهيوني بإسناد حلفاؤهم من محور المقاومة، ومن الواضح من سلسلة الهزائم التي منيت بها إسرائيل في غزة، فإن الأيام القادمة يمكن ان تكون مصيرية بالنسبة لنتنياهو ، يتحقق فيه كسر وهزيمة حزبه المتطرف، وعليه نتمنى من كافة الدول الوقوف ضد الكيان الصهيوني ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها.

وأختم بالقول، إن هذا الانتصار لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة تضحيات رجال المقاومة لتؤكد إن الكيان الصهيوني ليس بهذا التهويل الذي تحاول بعض القوى أن تجعل منه قوة كبيرة، فمعركة غزة شكلت لوحة إنتصار فلسطينية متكاملة الجوانب، ساهمت بشكل كبير في دحر إسرائيل وإدخالها نفق الهزيمة، وهي معركة ستكون لها تأثيراتها في معركة تحرير المناطق الأخرى التي أرى بأنها دخلت قيد التنفيذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى