أخباررأي

  ”آلة زمن“.. ياله من ساذج ومغفّل!

فوزي مصباح

انتظرت طويلا حسب ما كان تظنّ ويعتقد، و لم ينجز ما وعدها به:
 أين القصّة يا سي ”كرفاص“؟
كان سيحملها معه في  آلة، تشبه تلك التي كان يشاهدها في أفلام عالم الخيال. يقصد بذلك آلة الزّمن التي ستعيدهما إلى الماضي، أو تعيد الماضي إليهما، لايهم.  كل ما كان يحلم به ويتمنّاه؛ لو يستطيع تحقيق هذا الحلم.
شرد باله وهو يفكّر في الخردة التي في زاوية البيت، بقايا من الأجهزة والأدوات الإلكترونية: هل تفي بالغرض المطلوب؟
لكنّ صاحبنا ليس لديه تخصّص في تركيب الأجزاء الإلكترونية المعقّدة، فماذا عساه يفعل؟ ومع ذلك يبدو الأمر قابلا للإنجاز،  ولأن الطموح أكبر بكثير من مجرّد الحلم الذي سيطر عليه.
يعاوده الشوق والحنين إلى الماضي. ومن كثرة ما استبدّ به الشعور بظلم الأيام له. ومع ذلك فهو صابر محتسب لا يتزعزع، مثل سقف البيت الذي تحمّل عبء العقود، ومثل حيطان البيت التي  نخرها التصدّع بمرور الأيام.
كل شيء يتبدّد من حوله، ولم يبق سوى هذا الحلم الذي راح يتشبّث به رغم صعوبة المهمّة. وكل ما يذكره منها صورتها وهي بتلك الرشاقة والجمال:

Mais elle est très mignonne

Super mème

She’s pretty awesome بينما هي أمام البوابة ترد بابتسامة على ابن العم الذي ظلّ يردّد هذه الكلمات.
لم يكن صاحبنا في تلك الأيام بمثل هذه الجرأة التي صار عليها في أواخر العمر البائس. وإلّـا لكان قد تغيّر كل شيء.    
ليته لم يلج إلى حظيرة الطّاعة ويربض مثل بهيمة الأنعام.
لم يبق لصحابنا سوى الاستسلام  لهواجسه، أو أضغاث أحلامه، أحلام  اليقظة؛ أو شيء ما يعيده إلى الوراء، إلى الزمن الجميل فيتدراك كل ما فاته.
ـ فهمتِ الآن ما كان يقصد من وراء هذه القصّة الطّريفة؛ التنقّل  عبر ”آلة الزّمن“ وإقامة علاقة جيّدة أو جادّة كما تشائين، لضمان حياة سعيدة، ومحو آثار هذا الواقع البائس المتعفّن.
ـ كيف يمكنه الوصول إلى حماكِ وإقناعكِ، وليس له في الأمر من وسيلة أو حيلة؟
ليس هناك سوى ”التخاطر“ لإيصال هذه المشاعر الجيّاشة. أو عبر الكتابة والنّشر في صفحتهما الفايسبوكيّة؛ هوايتهما المفضّلة.
ـ وماذا عن  الآلة العجيبة؟  
ـ وهل يستطيع توفير كل الضمانات وإقناعها.
ـ وهل لديها نفس الرغبة؟
ـ هل تبادله نفس الشعور؟
استفاق على رنين الهاتف، و الفجر قد لاح، وبسط الضيّاء ”الفيروزي“ أجنحته فاسحا الطريق أمام القرص الأصفر!
 ـ ”آلة زمن“.. ياله من ساذج ومغفّل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى