آخر جزائري أعدمته فرنسا الاستعمارية
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2022/10/02.-revolution-................martire-780x470.jpg)
يعد الشهيد البطل شريط علي شريف, المنحدر من مدينة سيق بمعسكر, وهو آخر من أعدمه المستعمر الفرنسي بالمقصلة بتاريخ 28 يناير 1958 , نموذجا في الصمود و التحدي, حسبما ذكره أستاذ تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر بجامعة “مصطفى سطمبولي” لمعسكر, لحسن جاكر.
و أشار السيد جاكر, إلى أن البطل علي شريف كان يتحلى بشخصية ثورية فريدة من نوعها من حيث الذكاء و الحنكة في التخطيط و التخفي من ملاحقات القوات الفرنسية, لقن فرنسا الاستعمارية درسا في الصبر و الوفاء للوطن من خلال صموده في وجه من عذبه و من ساقه إلى المقصلة.
و أضاف بأنه يمكن تصنيفه في خانة مسؤولي العمليات الفدائية على مستوى مدينة وهران و كذا مناطق من ولاية معسكر, على غرار سيق التي جند بها عددا لا بأس به من شبابها للالتحاق بصفوف ثورة التحرير المجيدة في فترة التحضير لاندلاعها.
و ذكر السيد جاكر أن الشهيد كانت له بصمة كبيرة في التحضير لحرب التحرير بمنطقة الغرب الجزائري لاسيما بوهران و معسكر بصفته عضوا فعالا في اللجنة الثورة للوحدة و العمل, مشيرا إلى أن تكوينه بدأ مع انضمامه للكشافة الإسلامية الجزائرية و احتكاكه بمناضلي الحركة الوطنية و منهم الشهيد أحمد زبانة, الذي كان مصدر إلهام له و الذي شكل معه الخلية الأولى للتحضير لثورة التحري
المجيدة بوهران و معسكر.
سيرة رجل قيادي فذ
من جهتها, أشارت مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق إلى أن شريط علي شريف المولود يوم 6 أغسطس 1931 بمدينة سيق نشأ وسط عائلة فقيرة تتكون من سبعة أطفال هو رابعهم ليلتحق بالمدرسة الابتدائية التي تابع فيها دراسته لمدة أربع سنوات لكنه ما لبث أن انقطع عنها, مفضلا الالتحاق بصفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية التي تلقن بها المبادئ الأولى لحب الوطن و الاعتماد على النفس.
و اشتغل الشهيد في مهنة تصليح العجلات ثم مارس مهنة البناء لإعالة أسرته قبل أن ينتقل إلى مدينة وهران أين أصبح عضوا فعالا في اللجنة الثورة للوحدة و العمل حيث عين مسؤولا للعمليات الفدائية بذات المدينة لتوكل له قيادة الفوج مكلف بالهجوم على ثكنة حي “أكميل سابقا” (حي محي الدين حاليا) بوهران و الاستيلاء على ما بها من أسلحة و معدات عسكرية في إطار الهجمات التي خطط لها قادة ثورة التحرير بالناحية الغربية للوطن ليلة الفاتح نوفمبر 1954.
و ألقت القوات الاستعمارية الفرنسية القبض على الشهيد بتاريخ 11 نوفمبر 1954 بحي “الحمري” بمدينة وهران حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب و التنكيل لتتم محاكمته من طرف المحكمة العسكرية الفرنسية بذات المدينة و يصدر في حقه حكم بالإعدام يوم 18 ديسمبر 1955. و بقي معتقلا بسجن وهران المركزي ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة لمدة 36 شهرا, وفق ذات المصدر.
و في تاريخ 28 يناير 1958 و على الساعة الخامسة صباحا أعدم الشهيد رفقة زميله في الزنزانة الشهيد سلماني شعبان بواسطة المقصلة.
و أبرزت ذات المديرية, استنادا لوثائق تاريخية قديمة, أن البطل شريط علي شريف أذهل المحامين الذين حضروا عملية الإعدام, بشجاعته, خاصة لما ارتسمت ابتسامة في وجهه و هو ينظر للمقصلة ثم استدار نحو جلاديه قائلا “إنني أشكركم جميعا أنتم و كل القضاة لسماحكم لي بأن أضحي بحياتي من أجل الجزائر. انه شرف عظيم قدمتموه لي و سوف أريكم كيف أن الجزائري يعرف كيف يموت في سبيل وطنه”, صارخا ثلاث مرات “الله أكبر” و مقدما رأسه لشفرة المقصلة.
و تقديرا لهذا البطل و تخليدا لروحه الطاهرة تحيي ولاية معسكر بتاريخ 28 يناير من كل سنة ذكرى استشهاده لاستحضار تضحياته و نضاله في سبيل الحرية و الاستقلال.