أشتاق إليك بكل معاني الشوق وكل أبعاده ويتعدى شوقي إليك حتى كلمة الشوق نفسها….
شوقي إليك ياحبيبي يفوق شوق الأرض القاحلة الجدباء لزخات المطر …فهلا رأيت تشققها وتفطرها ترقبا لنزوله بعدما هجرتها كل صنوف الحياة من نبات وحيوان وحشرات …؟
كذلك هو قلبي متشقق ومتفطر يترقب زخات أخبارك..،وقطرات تحاياك العطرة وسلامك الرطب الندي ..لعل وعسى وربما الأنسام تحمله إلي…
لتغيث بها هذا القلب المقفر وتمطرها عليه فيفارقه الجفاف والجدب ..ويخضل فيه عشب الحب ويزهر.. وتندمل جروحه وتشقاقاته وتنبت قيعانه وواحاته وتثمر…وبالورد والرياحين تتزين وتتعطر…وبثوب الإخضرار تتجمل وتتستر…
فشوقي إليك ياحبيبي مثل إشتياق مياسم الزهر لقطرات الندى..وحنين الزوايا المظلمة لبؤر الضوء المنسابة إليها عبر الثقوب والشقوق في ليالي الشتاء وأيامه الحالكة الظلام ..كذلك يشتاق قلبي لإطلالة شعاع محياك البارق الأخاذ…
فتريني ياساحرتي أطارد أطياف صورتك مثلما يلهث الضمآن في الصحاري المقفرة خلف السراب ظنا منه أنه الماء…
ويغلب حنيني إليك حنين الأسير إلى الحرية وأطوق إليك طوق الغريب للعودة إلى الأوطان …
يامن قتلتني بطول أمد الإنتظار ..وأججت نيران اللوعة واللهفة في قلبي ليل نهار ..
لاتدع اليأس يقظي على بقايا أملي في لقياك..خبرني متى يكون الموعد المرتقب فلقد أوشكت على فقدان أملي في ذلك ..لولا إيماني بأن ذلك سوف يكون طالما أنه لايزال للشمس شروق وغروب ..وللحياة حركة وسكون ..وأنه لايزال لريح الشمال هبوب …وأنه لها مع عودة الصيف جنوب ..وأن الطيور المهاجرة حتما مع حلول الربيع سوف تؤوب وأن أرواح المحبين والمشتاقين تتعانق في الخيال رغم بعد القلوب..وأن الأنهار لاتتغير مجاريها حتى ولو تزايدت عليها أطنان الرسوب …
ولأجل ذلك فأنا ماض في عشقك ولو إنقطعت بي السبل ..وسدت في وجهي كل الدروب …
رغم أن الساعات تمضي متثاقلة علي وكأن الزمن قد توقف عندي وماعاد للأرض دوران ولاحركة…والثواني تغتالني بطول الرجاء..فلا يكاد ينسلخ الليل عن النهار حتى يلبسني الحلم بذلة جديدة من بذلاته الزاهية الألوان ..ويخيط لي الخيال قميصا جديدا من قمصانه الوردية ..فتراني كم من بذلة وكم من قميص أرتدي في الشهر ..أو في العام ..أو في طول عمري وإشتياقي لك ياحبيبتي…
بقلم الطيب دخان /خنشلة / الجزائر
