وفد برلماني عن لجنة الشؤون الخارجية بغرفة النواب للجمهورية الإيطالية في مجلس الأمة الجزائري

بتكليف من السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، استقبل السيد محمد عمرون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الوطنية بالخارج لمجلس الأمة، بمعية وفد عن اللجنة، وفدا برلمانيا عن لجنة الشؤون الخارجية والمحلية بغرفة النواب للجمهورية الإيطالية، برئاسة السيد جيانجياكومو كالوفيني Gian Giacomo CALOVINI، عضو اللجنة ومقرر مخطط “ماتي” للتنمية في إفريقيا. وذلك صباح اليوم الأربعاء 12 جوان 2024 بمقر مجلس الأمة.

اللقاء شكل سانحة لاستعراض واقع وآفاق العلاقات الثنائية التاريخية المميزة بين الجزائر وإيطاليا، والتي تعرف زخما كبيرا وانتعاشا واعدا لاسيما على المستوى الاقتصادي، وذلك وفق توجيهات رئيسي البلدين السيد عبد المجيد تبون، والسيد سيرجيو ماتاريلا.

السيد محمد عمرون، هنأ الوفد بيوم الجمهورية الذي يحييه الشعب الإيطالي في الثاني جوان من كل عام، تخليدا لذكرى الاستفتاء الدستوري الإيطالي عام 1946،

رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة رحب بالشراكة الاستراتيجية المثمرة التي تربط بلادنا بإيطاليا، في إطار التنسيق وحسن الجوار بين ضفتي المتوسط، وفي ظل مشاريع مخطط ماتي الذي يُعنى بتعزيز التنمية المستدامة وتبادل المصالح والخبرات وترقية التعاون والتضامن والاستثمار في إفريقيا.. والذي يتطابق ورؤية الجزائر نحو تعزيز التنمية في افريقيا من خلال انخراطها في عديد المشاريع القارية كطريق الوحدة الافريقية، وشبكة الألياف البصرية العابرة للقارة، والمنطقة الاقتصادية الافريقية الحرة.

مؤكدا أن مناخ الأعمال في الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يحفز على خلق الثروة بما يوفره من ضمانات وتحفيزات نص عليها قانون الاستثمار الجديد، وكذا، الزخم الاقتصادي الذي تشهده الجزائر في إطار توجهها الاستراتيجي نحو تنويع الاقتصاد والولوج بثقة إلى الابتكار والمعرفة والاقتصاد الأخضر..

من جهته، عبر السيد جيانجياكومو كالوفيني، عن سعادته بزيارته إلى الجزائر واعتزازه بعلاقات الصداقة القوية التي تربطها ببلاده في إطار اتفاق الصداقة والتعاون وحسن الجوار، وكذا، الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي تعرف ديناميكية ووتيرة تعاون بين البلدين في كافة المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي، والتي تتناسب والمكانة الرفيعة التي تحتلها الجزائر في ترتيب الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لإيطاليا.. مؤكدا على ضرورة مرافقة الدبلوماسية البرلمانية لهذه الوتيرة.

السيد جيانجياكومو كالوفيني مقرر مخطط ماتي، استعرض تفاصيل وأهداف واستراتيجيات ومشاريع هذا المخطط الذي يرمي إلى تعزيز التنمية المستدامة في إفريقيا، وذلك في مجالات التعليم والتكوين والفلاحة والصحة والطاقة والمياه، في اطار مقاربة تشاركية تنموية تعود بالنفع على شعبي البلدين،.. كما استعرض الإنجازات الممكن تحقيقها في إطار هذا المخطط وتحدياته وآفاقه، مؤكدا حرص إيطاليا على أن تكون جسرا فاعلا بين أوروبا وإفريقيا وذلك بالتعاون مع الدول الإفريقية وعلى رأسها الجزائر..

السيد محمد عمرون بارك مكاسب مخطط ماتي، ورحب باهتمام إيطاليا بتنمية القارة الإفريقية، أكد على ان الجزائر شريك موثوق فيه، وتشهد استقرار مؤسساتي وتشريعي، وتعمل من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي على تعزيز دورها من أجل تحقيق الأمن والسلم الدوليين… وفي هذا السياق، دعا إلى تكثيف الجهود من أجل إنهاء الاستعمار في القارة عبر منح الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال..

الطرفان تطرقا إلى القضية الفلسطينية، وإلى الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث جدد رئيس اللجنة موقف الجزائر الداعم للشعب الفلسطيني في الأرض والعودة، وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ودعا إلى مساندة الجزائر في جهودها الداعية إلى الحماية وتجريم المحتل الإسرائيلي، وإلى منح فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة… من جهته، أكد المقرر الإيطالي أن إيطاليا تدعم بقوة حل الدولتين في كل المنصات الدولية وتسعى إلى تجسيده في أقرب الآجال.

الطرفان اتفقا على تكثيف الزيارات وكافة مظاهر التعاون البرلماني بين مجلس الأمة ومجلس الشيوخ الإيطالي، وتعزيز التواصل من خلال مجموعات الصداقة، وذلك في إطار دبلوماسية برلمانية فاعلة، ترافق التقارب الذي يطبع العلاقات بين البلدين، وتؤسس لشراكة برلمانية تخدم المصالح المتبادلة، وتعكس تطلعات الشعبين الصديقين اللذين يجمعهما إرث ثقافي متوسطي مشترك.