هل من مهتم ؟ !
الجميع يمارس هواية الهروب والتخفي ، والبعض الآخر يفضل الهروب والفرار ، وفينا المتفرج الهاوي ، وآخر معزول عن الواقع لا يدري ما الساعة ، الكل في غياب .
في هذا الغياب جرح ينزف ، وأكباد تكتوى بنار المحرقة ، وقطاع الأرزاق يمنعون مد اليد للمستغيث، يمنعون الماء والدواء ، قد لا ألومهم لأنهم ببساطة ينصرون حليلهم، ينصرون حليفهم ، ومع ذلك فأن لغة الإنسان ترفض التمييز ، كون النفس الإنسانية واحدة .
لا ألومهم لأن المعني بالاهتمام في غياب مطلق ، قد أصابه صمم منذ عهد بعيد ، فمات إحساسه ، و تجمدت عواطفه ، وباتت كل الأواصر معدومة ، حتى الأوراد والآيات والسنن باتت حبرا على ورق ، حتى المواعظ أصبحت كاذبة ، يكذبها أنين الوجع وألم الحرج .
فمتى يستمر هذا الحال المحزن ؟ ومتى يعود نبض المهتم للقضية ؟ ومتى يلتف الجميع لصوت المستغيث ؟ ومتى تتجمع الإيرادات والهمم تجدد الأنفاس وتعيد دورة الحياة للجسم المترهل ؟
فيحصل الانطلاق و تتجدد الحركة ، و تعود لأيامنا بريقها السابق ،
فيجيب المعتصم استغاثة امرأة ، ويلبي عمر حرمان العجوز ، ويسقي عثمان ظمأ العطشان ، ويفك خالد حصار الحصون ، و نظل نحلم ونحلم أن يخرج صوت من خلف الجدر ينبه سارية أن خلفك عدو يترصد .
الحال يقول من للأمة إذا غاب المهتم ، وغاب الحارس المؤتمن ؟ !
الأستاذ حشاني زغيدي