محاورات حول الجنس
روژێار جمال علي
كاتب وباحث
في محَاورة المائدَة لأفلاطُون، و هيَ رائعَة من روائع الفكر العَالمي، يتحَاور ستة أصدقَاء حوْل المعنَى الحقيقي للحُب. فنجدُ مثلا أن فيدرُوس يرى أن الحُب هو إله رائع بين الآلهة، هو أكبرهُم جميعًا و هو مصدرُ المنافع الأعظَم لنَا جميعًا، يزرع الألفَة و المحبَة و الوفَاء بين المحبّين. بوزيانوس يميز بين نوعين من الحب، الحب السماوي المرتبط بأفروديت السماوية، و الحب العَام المرتبط بأفروديت الفتيَة (الأرضية) و هو الحب الذي يحرك أحقَر الرجال، الذينَ يغرمُون بالجسد بدل الروح، أما الحب السماوي فيجعلُ الملهمينَ به يستيدرُون نحوَ الذكور، لأن حب الرجل للرجل أسمَى ما دام الرجل أعلى مكانةً من المرأة ! ( المثلية)، أما أرسطوفان فيقول أن الحب هو رغبة في التّوحّد مع ذاك النصف الآخر المفقود، حيث أن الأجناس في الأصل ثلاثة لا واحد : الرجل، المرأة، التآلف الحاصِل بينهما، و قد كان الجنْس الثالث وَحده الموجود لولا أنّ الإله زُيوس وجدَ طريقة لفَصل الرجُل عَن المَرأة و سواهمَا كما همَا الآن. و أخيرًا يختم سقرَاط المداخَلات بنقله لما قالَته النّبية ديُوتيمَا، معلمتُه في فن الحُب، حيث ترى ديوتيمَا أن الحب نفس عظيمَة وهو توسط بين الإلهي و الفَاني. إن الحب هو الرغبَة الأبدية و السرمدية في بلوغ الخير الأسمى.