أخبارأخبار العالمفي الواجهة

أمريكا و العالم بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية

محمد عبد الكريم يوسف

مقدمة

كانت فترة ولاية دونالد ترامب كرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من عام
2017 إلى عام 2021 فترة تميزت بالجدل والانقسام. ويثير احتمال عودة ترامب إلى
الرئاسة تساؤلات كبيرة حول التأثير الذي ستحدثه سياساته وأسلوب قيادته على كل
من الولايات المتحدة والساحة العالمية. في هذا المقال، سوف نستكشف العواقب
المحتملة لرئاسة ترامب، وندرس جوانب مختلفة مثل السياسة الداخلية، والعلاقات
الدولية، والاهتمامات البيئية، والديناميات الاجتماعية.

السياسة المحلية

إذا عاد ترامب إلى الرئاسة، فمن المرجح أن يتم إحياء بعض السياسات التي تم تنفيذها
خلال فترة ولايته الأولى، مثل التخفيضات الضريبية للشركات وإلغاء القيود
التنظيمية. ومع ذلك، ونظرا للديناميكيات المتغيرة والاستقطاب العميق في المجتمع
الأمريكي، فمن غير المؤكد مدى نجاح هذه السياسات في حشد الدعم من كلا الحزبين
السياسيين. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت سياسة “أمريكا أولا” التي
ينتهجها قد تؤدي إلى تفاقم الانقسامات وإعاقة التعاون بين الحزبين أو تؤدي إلى
التوسع الاقتصادي المتجدد.

العلاقات الدولية

اتسم نهج ترامب في السياسة الخارجية بالتحول نحو تدابير الحماية، وإعادة التفاوض
على الصفقات التجارية، والتشكيك في التحالفات القائمة منذ فترة طويلة. وإذا عاد إلى
الرئاسة، فمن المرجح أن يكون هناك استمرار لمثل هذه السياسات، مما قد يؤدي إلى
توتر العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين مثل الناتو. علاوة على ذلك، فإن سياساته المثيرة
للجدل المتعلقة بالهجرة يمكن أن تزيد من توتر العلاقات الدولية وتؤثر على سمعة
الولايات المتحدة كزعيم عالمي في مجال حقوق الإنسان.

المخاوف البيئية

أثار انسحاب ترامب من اتفاقية باريس وتشككه تجاه علم تغير المناخ مخاوف عالمية
بشأن التزام الولايات المتحدة بالاستدامة البيئية. وإذا استعاد الرئاسة، فمن المرجح أن
يتم إعاقة الجهود الرامية إلى عكس التقدم الذي أحرزته البلاد في القضايا البيئية، مثل
العودة إلى اتفاق باريس. إن تأثيرات مثل هذا الموقف التراجعي بشأن تغير المناخ
سوف تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود الوطنية وتلحق الضرر بالجهود العالمية
لمكافحة هذه القضية الحاسمة.

الديناميكية الاجتماعية

اتسمت رئاسة ترامب بالانقسامات العميقة والتوترات الاجتماعية المتزايدة في
الولايات المتحدة. غالبا ما أدى خطابه وأفعاله إلى استقطاب المجتمعات على أسس
عرقية وإثنية ودينية. وإذا عاد إلى الرئاسة، فمن المحتمل أن تتفاقم هذه الانقسامات،
مما يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية أكبر. إن الحاجة إلى التعافي والوحدة في المجتمع
الأمريكي قد تأخذ مقعدا خلفيا لمزيد من الانقسام السياسي، مما يؤثر سلبا على نسيج
المجتمع الأمريكي.

الأثر الاقتصادي

وفي ظل رئاسة ترامب، شهدت الولايات المتحدة فترات من النمو الاقتصادي، لكنها
واجهت أيضا تحديات مثل الحروب التجارية وفجوة الثروة المتزايدة. وإذا عاد إلى
الرئاسة فإن سياساته الحمائية العدوانية قد تخلق المزيد من التقلبات في الأسواق
العالمية، مما يعطل التجارة الدولية وربما يؤثر على الاستقرار العام للاقتصاد
العالمي. علاوة على ذلك، فإن عدم التركيز على عدم المساواة في الدخل ودعم
اقتصاد السوق الحرة قد يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاقتصادية داخل الولايات المتحدة.

الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية

خلال فترة ولايته السابقة، حاول ترامب إلغاء قانون الرعاية الميسرة، المعروف
شعبيا باسم أوباماكير، دون توفير بديل قوي. وإذا عاد إلى الرئاسة، فإن مستقبل
إصلاح الرعاية الصحية في الولايات المتحدة سيظل غير مؤكد، مما قد يترك الملايين
من الأميركيين غير مؤمنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن نهجه في برامج الرعاية
الاجتماعية قد يفضل التخفيضات والتخفيضات، مما يضع عبئا متزايدا على
المجتمعات الضعيفة.

الأمن القومي

تميزت رئاسة ترامب بالتركيز على أمن الحدود وسياسات الهجرة الصارمة. وإذا عاد
إلى السلطة، فمن المرجح أن تعود هذه المواضيع إلى الظهور. ورغم أن الأمن القومي
يشكل أهمية لا يمكن إنكارها، فإن السؤال يظل كيف يمكن موازنة هذه السياسات مع
احترام حقوق الإنسان والتزام الولايات المتحدة التاريخي بقبول اللاجئين والمهاجرين
الباحثين عن حياة أفضل.

التكنولوجيا والابتكار

خلال رئاسته الأولى، بذل ترامب الحد الأدنى من الجهود لمعالجة الآثار المترتبة على
التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة. وإذا عاد إلى منصبه، فلا
يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه القضايا ستصبح ذات أولوية. وقد تتأثر قدرة
الولايات المتحدة على البقاء في طليعة الابتكار التكنولوجي وقدرتها التنافسية في
السوق العالمية إذا لم يتم تنفيذ تدابير استباقية.

خاتمة

ويثير احتمال عودة ترامب إلى الرئاسة مخاوف كبيرة بشأن الاتجاه المستقبلي
للولايات المتحدة وتأثيره على العالم. من السياسة الداخلية إلى العلاقات الدولية، ومن
المخاوف البيئية إلى الديناميكيات الاجتماعية، والعواقب المحتملة لأسلوب قيادته
وسياساته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى