دراسات و تحقيقاتولايات ومراسلون

سيرة المجاهد محمد مولاي إبراهيم بن عبد القادر

عاشت الجزائر قرن وربع 132 سنة من الإستعمار ذاق فيه الشعب أشد أنواع التنكيل والتعذيب والقتل والتجهير والتشريد لمختلف الجهات داخل وخارج الوطن منها على سبيل المثال لا الحصر: سوريا. مصر وكاليدونيا الجديدة الخ..

وأمام ذلك قامت عديد الشخصيات بمقاومات شعبية وبطولات وحركات تمرد و إحتجاح تودلت معها فكرة المطالبة بالإستقلال وتحرير الوطن من المغتصب. وبإلحتاق ثلة من خيرة أبناء الجزائر العميقة ورجالها الابطال الاشاوس بداية مع الأمير عبد القادر وإبنه خالد. وباقي الابطال والمجاهدين المقراني الحداد الشيخ بوعمامة وغيرهم . أدت الى تشكيل نوايا وخلايا أدت الى تشكيل أحزاب سياسية ومنظمات إنبثقت مها النواة الأساسية الاصلية بكل قناعة بدون تراجع ولا تردد في قيام بمبادرة المطالبة بالاستقلال في تنظيم جهوة واحدة موحدة و هو ما كان في ظل خضم حركة الكفاح وإنتبثقت منها جبهت التحرير الوطنية ,والتي فجرت ثورتها العسكرية ليلة الفاتح نوفمبر/تشرين الثاني 1954 من جبال الأوراس الشامخة بكلمة السر عقبى ونافع والتي كانت على بركة الله ثورة عارمة كبدت الشعب الجزائري خسائر مادية ومعنوية وبشرية والتي دفعت من خلالها الجزائر ثمنا باهظا من أجل إستقلالها من خلال تقديمها قوافل من الشهداء الذين خضبت دماؤهم أرض البلاد الطاهرة، وحققت الجزائر بهاته الثورة العظيمة عدة مكاسب سياسية وعسكرية، مهدت الطريق لعدة حركات تحررية في العالم وفتحت شهيتها للحرية، فسارت على دربها لتسترد حريتها المسلوبة في ثورة راح ضحيتها وفق معطيات رسمية مليون ونصف شهيد.

ومن خلال هذه الثورة المظفرة قدمت الجزائر هاتة الأسماء من الثوار الأحرار الذين وهبوا أعمارهم لكي تعيش الجزائر حرة مستقلة، وتعد هذه الأسماء شخصيات ذات مكانة وسمعة في تاريخ الثورة الجزائرية المباركة، والتي ساقها القدر لخدمة الوطن وجرى إنتقاءها مراعاة لعامل التوزيع الجغرافي، وأعطيت لها صفة مجاهد من كلمة الجهاد تيمنا وتبركينا بالجهاد الإسلامي. علما كلمة مجاهد تعد مصطلحًا رسميا بالجزائر يصف المقاتلين محاربي العدو الفرنسي، وخصصت وازرة سيادية سميت تحمل إسم وزارة المجاهدين تتكفل بهم وبشوؤنهم وبكاتبة التاريخ وحفظ الذاكرة.

ومن بين هاته الشخصيات التاريخية من سياسي ومناضلين ومجاهدين

نتذكر سيرة لشخصية بارزة في ذكرى وفاته الثانية 12 عشر 20جانفي 2012. كعينة في تاريخ ثورة التحرير إبان الحرب التحريرية 1954 وفي ثورة البناء والتشييد والتربية والتعليم فجر الإستقلال 1962.

شخصية الفقيد مولاي إبراهيم محمد بن عبد القادر (سي محمد السياسي)

نسبه ومولده:

هو محمد مولاي إبراهيم بن عبد القادر بن عمار بن مولاي بن عومر بن أمحمد بن مولاي سليمان، أمه زاوية بنت محمد بن يحي، من مواليد خلال سنة 1930ـ بقصر متليلي الشعانبة عرش الشرفة.

نشأته وبيئته:

نشأ في أسرة بسيطة متواضعة محافظة تتكون من خمسة 5 أبناء ثلاثة 3 ذكور و2 بنتين. تعتمد على دخلها وموردها المالي من العمل الفلاحي.

تعليمه القرآني:

دخل الكتاتيب كباقي أبناء المدنية عامها في مسقط رأسه, المدرسة القرآنية للتعليم القرآني بمدرسة المسجد العتيق، بحيث درس رفقة أخويه كل من أحمد و سي قدور (قاضي ومحامي معتمد متقاعد). حفظ القرآني الكريم في سنة مبكرة في عمر 12 سنة على يد فضيلة الشيخ الطالب محمد كديد، كما تعلم أبجديات مبادئ اللغة العربية و مبادئ الفقه الإسلامي, سن مبكرة على يد فضيلة الشيخ شريف بكار بن إسماعيل ( الطالب بكار رحمه الله) بالمسجد العتيق بمتليلي، والفقه على يد الشيخ محجوب عبد الرحمن ( سي دحمان)

مسؤوليته الأسرية:

تحمل مسؤولية اسرته إخوته والدته في سن مبركة بعد وفات والده سي عبدالقادر بن عمار.

عمله:

بدأ عمله المهني في الأعمال الفلاحية بإحدى بساتين المدينة، ثم في أشغال البناء كعامل يومي منها مشاركته في بناء مدرسة ابن سينا.

سفره وهجرته:

سافر مهاجر إلى الجزائر العاصمة كبقية أهالي الشعانبة طلبا للرزق ولوسائل العيش هروبا من العيشة الضنكة عامها التي عرفتها المنطقة عامة، إشتغل بدكان خاله الفقيد يحي بودربالة بحي القصبة بالعاصمة.

نضاله ونشاطه السياسي:

تابع النشاط السياسي والنضال عن كتب طوال السنتين 1951/1953 مراقبا وملما به متشبعا بحسه الوطني. إنخرط سنة1953 في صفوف الحركة الوطنية الإصلاحية (C R V A) مؤديا قسم اليمين متعهدا بالدفاع عن الجزائر وإستقلالها.

إلتحاقه باللجنة الثورية للوحدة والعمل، التي تأسست خلال شهر مارس 1954. المشاركة في إندلاع الثورة المسلحة بالجزائر العاصمة بإدارة تسعة 9 أعضاء من المنظمة السرية (OS), المنبثقة عن حركة انتصار الحريات و الديمقراطية (MTLD), بعد تأسيسها إنخرط في صفوفها وعمل في تنظيم الخلايا السرية و الإتصال بين الثوار في الشمال و الجنوب عن طريق المناضلين كل من: بوسبحة رابح, سي عبدالقادر ولخضر بالجزائر العاصمة, وبمتليلي الشعانبة كل من: بلخضر محمد, بن عمار عبدالله, جبريط محمد, دهان محمد, كديد الحاج بشير, السيراج السيراج, مولاي إبراهيم عمار, سويلم موسى,وغيرهم. يقوم بعمله النضالي متخفيا وراء التجارة التي كان يعمل بها. وبدأ الإتصال بالنواحي بعد أداء اليمين الثورية.

إلتحاقه بجمعية العلماء المسلمين:

إلتحق بصفوف جمعية العلماء المسلمين، التي تأسست يوم 05 ماي 1931 على يد ثلة من علماء الجزائر ومشايخها.برئاسة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس. إنخرط فيها مناضلا فيها مساعدا من أجل التعبئة وتوعية الشباب للإنضمام إليها عاملا بالخلايا السرية على خط طبلات بالمدية و العاصمة، ومترددا على الحلقات العلمية لبعض مشايخ الجمعية كتوفيق المدني و العربي التبسي رحمهم الله.

مشاركته في إضراب التجار 28 جانفي 1957:

كباقي المناضلين شارك الفقيد سي محمد السياسي في إضراب ثمانية 8 أيام بكل قوة وعزيمة وثبات, خاصة أن دكان خاله يحي بودربالة الذي كان يعمل به أغلق متجره كباقي التجار إستجابة للنداء جبهة التحرير الوطنية,وبإجبار قوات الإحتلال أصحاب المخابز بفتحها عنوة وإرغام المواطنين بنقل مادة الفرينة بالشاحنات فكان الفقيد سي محمد السياسي من بينهم , وأثناء العمل تعرض لجرح عميق في فخذه, وفي سادس 6 يوم من الإضراب وصلته معلومات بإن إسمه ضمن قائمة المطلوب القبض عليهم , خاصة بعد علمه بإلقاء القبض على زميله من مناضلي منطقة القبائل المدعو سي عبد الرزاق , فر هاربا بعد فشل قوات الإحتلال الفرنسية في القبض و العثور عليه كونه كان معروف بإسمه الثوري سليم, وهو ما مكنه من السفر بواسطة حافلة بوكامل إلى مسقط رأسه ووصل إلى غرداية الساعة 10 العاشرة صباحا.

بداية العمل الثوري بالمنطقة:

كباقي مدن الوطن ساهمت المنطقة, متليلي الشعانبة وغرداية وغيرهم في التحضير للعمل الثوري و المسلح, بحكم الخبرة و الحنكة والوعي السياسي الذي أكتسبه أبناء المنطقة سواء من خلال مشاركتهم و إنخراطهم بقوة و بأعداد هائلة سواء محليا أو على مستوى العاصمة, في الحركات الوطنية والأحزاب السياسية منها حزب الشعب والجمعيات كجمعية العلماء المسلمين , وذلك ما ساهم في تسهيل القيام بثورة التحرير المظفرة الكبرى.

                   تاريخ وجود الخلايا الثورية بالمنطقة:

للعلم يعود تاريخ جذور الخلايا الثورية بالمنطقة لسنة 1947, مع بداية إنشاء المنظمة الخاصة, حيث إتصل روادها منهم محمد عبد العزيز و عمر بن محجوب بمناضلي الناحية, أين وجدوا عندهم الإستعداد التام من وعي وحس وطني و غيرة لا تقاوم. وفي سنة 1948 بعد خروج المناضلين من سجون الإحتلال الفرنسي, الذين سجنوا بعد الإنتحابات النيابية, فقاموا بتجديد الإتصال بالمسؤولين المركزيين بالمنظمة الخاصة وهما كل من أحمد شناف وعرابي الحاج لمواصلة مسيرة التحضير للعمل المسلح.

حيث بعد الموافقة و المواصلة كلف عرابي الحاج( إسمه الحقيقي العربي الهاشمي) من منطقة عين الصفراء بالجنوب الغربي. صاحب الإسم الثوري لاجودان مختار من طرف عمر بن محجوب سنة 1949, بتنظيم أماكن التدريب ومخابئ السلاح, فقام بجولة تفقدية وإستطلاعية لمنطقة الشبكة , فوقع الإختبار على منطقتي واد الطويل بتراب المنصورة و أفران , كأماكن للتدريب والتموين وإيواء المجاهدين. ولقد أعطى هذا الإختيار صدى كبير بالمنطقة, وكان له دور كبير في دعوته للشباب للإلتحاق بالتدريب العسكري.

وبعد إكتشاف المنظمة السرية (O S) من طرف العدو الفرنسي يوم 18 مارس 1950. توقف النشاط التحضري للعمل المسلح في المنطقة, وتم إعتقال عدد كبير من المناضلين منهم الشهيد الحاج علال بن بيتور بمتليلي الشعانبة رحمه الله. وبوعمامة بوخشبة بالمنيعة, مما عرض المنظمة على ضربة قاسية كما وقع لباقي مناطق الوطن.

بقي النشاط الثوري والنضالي في جمود لغاية سنة 1952 وصول سي الحواس ( أحمد عبدالرزاق) أين أعاد القيام بجولة إستطلاعية تفقدية للمنطقة بعد قيامه بجولة للجنوب الأوسط. وبعد إستطلاعه على التحضيرات التي قام بها المناضلون, فقام بالتأكيد على إختبار مركزي واد الطويل بالمنصورة و أفراد كأماكن للتدريب والتموين ومخابئ ومراكز للمناضلين , وألح على إبقاء الناحية قاعدة خلفية للدعم اللوجستيكي للمنطقة الشمالية , وذلك نظرا لصعوبة العمل المسلح بها و ندرة الغطاء النباتي وتباعد المراكز و قسوة المناخ.

التحضير الفعلي لثورة التحرير:

وفي شهر أكتوبر 1954, حل مجددا الحاج عرابي لا دجوان مختار, في زيارة للناحية للمرة الثانية مبعوث من طرف قيادة الولاية الأولى السيد مصطفى بن بولعيد,لإعطاء أوامر عاجلة بتشكيل خلايا ثورية من أشخاص مختارين من أبناء الحركة الوطنية, وهم من أبناء الناحية بمتليلي الشعانبة,غرداية و المنيعة ,الذين كانوا يمثلون نواة النظام السري للثورة الوليدة بالناحية وهم كالتالي:

المدينةأعضاء الخلايا السرية المحضرة لثورة بالمنطقة
متليليكديد بشير – دهان محمد – عبد الله بن ولهة
غردايةإبراهيم بن العيد الحاج عمر-محمد جبريط -محمد بن عمر بوحميدة
المنيعةبوعمامة بوخشبة -عبد القادر لبز – يحي الزهار

مهامه السياسية في صفوف جبهة التحرير الوطني:

عين المجاهد مولاي إبراهيم محمد ( سي محمد السياسي) في منصب عريف أول سياسي بالنيابة بالولاية الأولى المنطقة الثالثة من سنة 1957 إلى 1960.

ثم محافظ سياسي بالولاية السادسة المنطقة الثالثة.

مهام المحافظ السياسي:

يتمثل دور المحافظ السياسي في تفعيل العمل العسكري لجيش التحرير الوطني خلال فترة(1956-1962)، كون أن وظيفة المحافظ السياسي, جديدة إنبثقت عن مؤتمر الصومام بتاريخ 20 أوت 1956م ضمن هيكلة مختلف التنظيمات السياسية والإدارية للثورة وتعميمها، حيث تم ترسيمها مهامها في إطار التعبئة الشعبية وضمان إلتفاف الجماهير الشعبية والمواطنين حول العمل الثوري، لذلك كان للمجاهد مولاي إبراهيم محمد السياسي دور فعال من بين المهام التي قام بها كمحافظ السياسي والتي مست جوانب متعددة في نظام الثورة التحريرية. منها الجانب العسكري، حيث كانت له مساهمات فاعلة من خلال التربية السياسية في أوساط جيش التّحرير الوطني، والعمل الإستخباراتي والإشراف على التجنيد، الأمر الذي إنعكس إيجابا على الأداء العسكري للمجاهدين ومنح دفعا قويا لثورة التحرير الجزائرية نن هلال اللحمة الشعبية و تكاتف الجهود,

دوره في المجالس البلدية:

تقلد المجاهد سي محمد السياسي عدة مهام بالمجالس البلدية كان له دور فعال بها, بحيث ترأس المجلس البلدي رقم 2010. الذي خلفه المجلس 1773, كما سهم في إنشاء مجلس البادية تحت رقم 1174,ويعتبر المجلس البلدي الهيئة القاعدية التي تربط أبناء الشعب في جميع أماكن تواجدهم بقيادتهم الثورية.

إلتحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني:

إلتحق المجاهد مولاي إبراهيم محمد (سي محمد السياسي) ( سليم الإسم الثوري) بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1959.

مشاركته في الإشتباكات والحصارات :

شارك المجاهد مولاي إبراهيم محمد في عملية الإشتباك رفقة كل من المجاهدين دهان محمد بن سعيد وسيلم موسى رحمهم الله, الذي وقعت بغابة متليلي مع دورية جيش الاحتلال الفرنسي التي كانت تحاصر منزل الزاوي الدين ليلا رحمه الله , والذي أصيب فيه عدد من الجرحى في صفوف جيش العدو , بينما خرج المجاهدين سالمين. كما شارك في إشتباك معركة (إشبيل ) بواد الطويل بالمنصورة( بشبكة متليلي) ضمن فوج جيش التحرير لمناضلي القسمة 60, في شهر جانفي 1960. عن / عائلة الفقيد سي محمد السياسي  يتبع الجزء الثاني.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون.أمين ولائي للدراسات والأبحاث التاريخية بولاية غرداية وعضو المجلس الوطني للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين سابقا

 سيرة المجاهد مولاي إبراهيم محمد بن عبدالقادر سي محمد السياسي

                           الجزء الثاني:…………………………………..

العودة لمواصلة تعليمه النظامي بعد الإستقلال:

عاد لمقاعد الدراسة بعد الإستقلال متدرجا في صفوفه إلى غاية نيله شهادة التعليم. الكفاءة العليا في تخصص علم النفس. واصل مشوراه بالجامعة الصيفية للمجاهدين المركزية بالجزائر العاصمة متحصل على مستوى أولى جامعي. إضافة إلى ذلك تعلم مبادئ اللغة الفرنسية.

                                 مقدمة :

إستمدت الثورة التحريرية استراتيجيتها بداية بالمنظمة الخاصة التي تعتبر النواة الأولى لبداية وتفعيل العمل الثوري ورغم صعوبة دورها لكنها لم تعمر طويلا وتم اكتشافها من طرف السلطات الفرنسية، وبعد سنتين من إندلاع الثورة تم عقد مؤتمر الصومام حيث أعطى للثورة الجزائرية لأول مرة بعدها الوطني، وحقق أكبر نتيجة ىي انشاء الهياكل التنظيمية السياسية الادارية، العسكرية والهياكل القيادية من بينها المحافظ السياسي الذي يعد شخصية جد مهمة في تاريخ الثورة، كان له شروط يجب أن تتوفر فيه من أجل تعيينه حيث لديه مهام كثيرة ومتنوعة شملت عدة مجالات منها: سياسية، عسكرية ومالية، واعلامية تمثلت في تنظيم وتثقيف الشعب الجز ا ئري، ونشر أخبار الثورة، والدعاية، الاعلا مي و تبليغ أوامر الجبهة للسكان. فالمحافظ السياسي قام بدور جبار في تسيير الشؤون السياسية ولعسكرية لمواجهة الإستراتيجية الفرنسية

                          الهياكل القاعدية للثورة في للمنطقة:

ــ التنظيم الإداري للثورة في المنطقة بعد إجتماع مارس :1960

قامت قيادة الوالية السادسة في شهر مارس 1960ـ باستدعاء مجاهدي الولاية من أجل حضور المؤتمر العاك لإطارات الولاية السادسة في جبل الزعفرانية، من أجل دراسة المشاكل التنظيمية التي تعيق السَير الحسن للعمل الثوري، وكيفية مواجهة السياسة الإستعمارية، وتلبية للإستدعاء. أوفدت قيادة الناحية في نهاية شهر فيفري 1960. مجموعة من المناضلين من بينهم: السادة الفقيد سي محمد السياسي مولاي إبراهيم برفقة كل من قرمة بوجمعة، بن شرودة أحمد ، محجوب الطيب. وآخرين من المجاهدين، حيث تقرر في المؤتمر مناقشة كل المشاكل، والعوائق وتقديم المقترحات والحلول.

فجاء من اهم القرارات الناتجة عن المؤتمر، تأسيس ناحية عسكرية جديدة بإطاراتها، تشمل معظم الأراضي الصحراوية تتبع مباشرة للمنطقة الثالثة من الولاية السادسة، تحتوي ضمن حدودها على القسمات التالية :

59- 60 – 61 – 62 –

منها القسمة 60: التي تضم المجالس التالية/

،1179 ،1178 ،1177 ،1176 ،1175 ،1174 ،1173،1172،1171.

تٍرأسها يومها المجاهد سي محمد السياسي, برتبة عريف أول سياسي قيادة القسمة 60 الناحية 3 المنطقة 3 الولاية 6 .

والتي تشمل المدن التالية: متليلي -المنيعة- العطف- بن يسجن – بونورة- زلفانة- المنصورة – حاسي لفحل. من شهر أفريل 1961 إلى شهر ماي 1962. بتكليف من الضابط طالب أحمد رحمهم الله. 

كما ترأس المجلس البلدي رقم 1173 بمتليلي الذي خلف اللجنة رقم :2010

ــ المناصب التي تقلدها:

يتلخص نشاطه فيما يلي :

أمين قسمة حزب جبهة التحرير الوطٍني بمتليلي

منتدب من طرف جغابة محمد بصفته عضو ا بالحزبفي أواخر 1962، مباشرة بعد تسريحه من جيش التحرير الوطٍني في 10 أكتوبر 1962ـ من مقر الولاية السادسة من طرف محمد شعباني إلى غاية 1972.

أمين قسمة المجاهدين بمتليلي .

عضو منتخب ببلدية متليلي .

عضو المجالس الشعبي الولائي . وعضو المجلسي الوطني للمجاهدين و عضو لجان كتابة تاريخ ثورة التحرير الوطني,

رئيس هيئة إنتقالية ببلدية متليلي. برفقة مجموعة من المجاهدين، من بينهم: أولاد العربي الحاج عبدالقادر (قادة بلعربي) حرور عمر، زيطة بوعمامة.

بمبادرة من قبل المجاهدين الذين تقدموا طلب للسيد مصيطفى الحاج مصطفى رئيس البلدية. وبقبوله أشرفت هذه اللجنة على العمل في المجال الإجتماعي كما سعت إلي خدمة التعليم كأنموذج، بحيث عطا العمل للمصلحة العامة تحت شعار

المسؤولية تكليف وليست تشريف.

بصمته في الجانب التعليمي التربوي:

دوره في تأسيس ونشأة المعهد الإسلامي بمتليلي الشعانبة:

لم يكتفي الفقيد سي محمد بالتدريس والتعليم بل ساهم في تأسيس وإنشاء ملحقة المعهد الإسلامي لإصلاح التعليم والمنظومة التربوية بإنقاذ مئات الطلبة الراسبين والذين لم يسعفهم الحظ في التعليم النظامي، فقام بفتح ملحقة بمتليلي منتصف السبعينات والتي خصص هياكل أقسام المتوسطة القديمة وقاعة السينما وغيرهم. وأشرف على إدراته رفقة كوكبة من الأستاذة والمراقبين أذكر منهم الأخ شنيني محمد بن الحاج موسى. كما أستقبل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي الشيخ الأزهري أثناء زيارته للمعهد وإطلاعه على سيرورة العمل و نشاطه و تم اللقاء بنادي الشباب يومها دار الشباب الشهيد دهان إبراهيم بمتليلي وكان من بين الطلبة الحضور يومها عن لم تخني الذاكرة الأخ بن سمعون محمد بن سي جلول حفظه الله

دوره في تأسيس متحف المجاهد :

إلماما على حرصه وحسه الوطني وحماية للذاكرة التاريخية وتخليد مأثرها تقدم الفقيد المجاهد سي محمد السياسي مولاي ابراهيم. بفكرة إنشاء محتف للمجاهد بمتليلي الشعانبة وتحديد بمقر الحاكم العسكري الفرنسي, الذي كان مركز تعذيب وتنكيل بالسعب عامة و بالمجاهدين ورجال الثورة خصوصا, وذلك ليبقى شاهد على تلك المعاناة التي عرفتها أهلي المنقطة وتبقى متخف مفتوح يحكي للأجيال المتعاقبة مسيرة النضال والجهاد وما تكبده الشعب الجزائري.

خلال زيارة الفقيد السيد سعيد عبادو أحد كبار مجاهدي ورجال ثورة التحرير الوطني بالمنطقة. لا سيما معركة مليكة رفقة الشهيد طالبي أحمد رحمه الله أغتنم الفرصة وعرض عليه الفكرة التي قوبلت بعد مشاورات وتكللت بقرار إنشاء المتحف بمتليلي الشعانبة بقرار وزاري والي دشن سنة 2002. وجاء التأسيس على حسب الوثائق الموجودة بحوزة المجاهدين وكيفية إستثمارها.

وبتأسيس المتحف وتدشين أصبح المجاهد سي محمد السياسي ممثلا له في جميع المحافل. ومنها عضو المجلس العلمي له.

                      مساهماته في كتابة التاريخ:

ساهم في كتابة قاموس شهداء ثورة التحرير بالمنطقة والذي ككل بالنجاح وبات مرجعا للطلبة والباحثين والمؤخرين من كل الجهات لاسيما الجامعين.

                               تكريماته:

نظير مجهوداته الجبارة التي بطلها في خدمة الثورة التحريرية تضال وجهاد، وفي مجال التربية والتعليم,  تحصل على أوسمة و شهادات

منها وسام السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى السادسة و الأربعين 46 لثورة التحرير، وسام جيش التحرير الوطني 1954,من القانون:84.03 . ووسام الامة من طرف السيد سعيد عبادو وزير المجاهدين، وشهادة من من وزارة التربية الوطنية, وشهادات تكريمية عديدة منها جمعية الوفاق الثقافية سنة 2006 بمناسبة شهر التراث الوطني وذاكرة المشايخ و جمعية أقرا لمحو الأمية بمتليلي الشعانبة.

بصمته في حل الخلافات والنزاعات وإصلاح ذات البين بين الزواج والأصهار:

كان رحمه الله لا يهدأ له بال إلا ساعدة في حل المشاكل الإجتماعية والعائلية و تصفية النزاعات في القضايا الأسرية لا سيما منها الطلاق والرجوع لبعضهم و تخفيض مبالغ الطلاق وما شابه ذلك, إضافة إلى مسهامته المادية من ماله الخاص لحل النزاعات و إطفاء نارها الملتهبة.

                                  العمل الخيري الإنساني:

كان الفقيد سي محمد السياسي رحمه من أهل الجود والكرم لا يفوته واجب إلا ويقوم به, من صدقة وزكات وعطاءات متنوعة ومتعددة وتبرعات عينية ونقدية ومساهمات مادية في مختلف المناسبات والأحداث, نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تخصيص مبالغ شهرية كمساهمة مالية لبعض العائلات والأسر المعوزة الفقيرة سرا ولم ينكشف الأمر إلا بعد وفاته, كما كان من داعمي الجمعيات الثقافية والخيرية منها جمعية الوفاق الثقافية وجميعة أقرا لمحو الأمية بمتليلي الشعانبة, كما لا أنسى ولا أنكر فضله ومساعدته وتشجيعه لي ماديا ومعنويا, وخاصة تشجيعه لي في البحث وكتابة تاريخ الثورة والمنطقة عامة والثقافي التراثي المحلي خاصة وتحفيزي في كل مرة  قائلا تحرك كفى تكاسلا, ومن أهم الشاهدات التي أشهد بها بكل فخر وإعتزاز كان بمثابة الوالد رحمه ولا أنسى تنقله لمنزلي وتسليمي تصيبي من على التمور من بستانه و دعوته لي شخصيا لحضور زفافة أبنائه وما كان لا يعد ولا يحصى.

                              العمل الوقفي:

وختاما لأعماله الخيرية رحمه الله, لم بغفل عن الجانب الديني بتخصيص مرفق ديني هام, بحيث قام بتخصيص قطعة أرض. والتي أنشأ عليها مدرسة قرآنية قيد حياته بحي القمقومة بمتليلي الشعانبة. والتي هي الآن تقريبا مكتملة وتقام بها الصلوات الخمس لساكنة المنطقة. تقبل الله منه صدقته ووقفه وجعلها خاتمة اعماله الصالحة جزاه الله بها خير خلف على خلفه بخلفة الخير.

                              مؤلفاته و كتابته/

للفقيد سي محمد السياسي عديد المؤلفات و الكتابات و التي سوف نعرج عليها مستقبلا بأدق التفاصيل ريثما ننتهى من البحث و الجمع.

وفــــاتـــــه :

لم ينقطع المجاهىد سي محمد السياسي عن النضال المتواصل عن العطاء المستمر, إلى غاية أخر أيامه بعد أشهر من مرضه الذي أزلمه الفراش بعيادة الواحات بغرداية. ووفاته في سن 80 سنة، ودفن ظهيرة الجمعة يوم 20 جانفي 2012. في جو جنائزي وجموع غفيرة من عامة الناس و رفقاء الثورة و النصال و العمل السياسي و الأسرة الثورية للمجاهدين و أبناء المجاهدين و الشهداء وكبار السلطات الولائية والمحلية على رأسهم السيد أحمد عدلي والي ولاية غرداية, أين أقينت صلاة الجنازة عليه بمسجد السوايح و دفن بمقبرة سيدي بولنوار بناء على وصيته رحمه الله وطيب تراه ونور قبره.

عن عائلة الفقيد سي محمد السياسي مولاي إبراهيم – الأخ مولاي إبراهيم صادق – بأشراف الأستاذ مناع معطالله بن الحاج الشيخ مدير محتف المجاهد

الاستاذ الحاج بامون ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى