أخبارأخبار العالمأمن وإستراتيجية

شبكة أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة  السلاح الأخطر ..  أنواع الانفاق  كيف تم حفرها وما هو عمقها

شبكة أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة  السلاح الأخطر ..  أنواع الانفاق  كيف تم حفرها وما هو عمقها

محمد نصار

ماهي أنفاق المقاومة  الفلسطينية في قطاع غزة ، وما هو مدى عمقها تحت الأرض  ، ولماذا فشلت إسرائيل في تدميرها ، و ماهي أنواع الأنفاق التي تستعملها فصائل المقاومة الفلسطينية، وهل حقا شاركت دول داعما للمقاومة  في إقامة  شبكة الانفاق هذه ؟ كل هذه  الاسئلة سيجيب  عليها هذا التقرير المطول الذي حضره صحفي متخصص بناء على عدة مصادر ، و معلومات.

اشتركوا في صحيفة الجزائرية للأخبار للمزيد من الاخبار والتقارير الحصرية

لم يشارك أي اجنبي غير فلسطيني في إقامة شبكة الانفاق التي تتمركز فيها المقاومة الفلسطينية الآن في هذه الحرب مع إسرائيل ، و هذا رغم أن خبراء من دول داعمة للمقاومة قدموا مشورة تقنية لخبراء قسم الهندسة في كتائب القسام .

أولا  كيف اقامت  فصائل المقاومة كل هذه الشبكة من الانفاق

ساهمت الحروب التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة في السنوات الماضية بشكل مباشر في تمكين المقاومة الفلسطينية من انجاز  شبكة الانفاق الضخمة في قطاع غزة ، و ادركت إسرائيل متأخرة وبعد فوات الأوان أن عمليات تدمير المباني في حروب سابقة ضد قطاع غزة ، ساهمت في نجاح انجاز انفاق غزة التي لعبت  الدور المحوري، في العملية البطولية في 07 أكتوبر تشرين الأول 2023 ،  فقد  استغلت المقاومة الفلسطينية كل مبنى تم تدميره لإقامة شبكة  الانفاق من خلال استغلال آلاف الاطنان من القضبان الحديدية من بقايا المباني التي تم تدميرها ، في إقامة شبكة الانفاق و تحصينها بشكل  حولها  الى حصون غير قابلة للتدمير ، بل ان بعض الأجزاء في الانفاق الموجودة تحت الأرض في غزة يمكنها ، الصمود حتى لو ضربت المنطقة بقنبلة نووية ، بل ان المقاومة الفلسطينية استغلت حتى بعض أجزاء المباني في تحصين الانفاق، و كانت عملية مرهقة و طويلة ، لكنها كللت بالنجاح ، و تقول  الشهادات ان الأتربة و التي كانت تسحب  من الأرض، كان يجري التخلص منها ليلا فقط ، و بكل خاص في  المواقع الاستراتيجية في قطاع غزة حتى لا ينتبه عملاء العدو ،        

خبرة 20 سنة من حفر الأنفاق

في البداية استفادت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة  من خبرة 20  سنة من اعمال حفر الانفاق تحت الأرض  في فترة حفر الأنفاق  التي كانت تستخدم في التهريب من سيناء بجمهورية مصر المجاورة لقطاع غزة ،  وكانت هذه خبرة عملية مهمة فقد توفرت  خبرة طويلة لدى عدد كبير من الرجال ، لكن اعتبارا من عام 2006 تحول حفر الأنفاق تحت الأرض الى عمل علمي تم العمل عليه  بتوفر خرائط جيولوجية للأرض و طبيعتها ، و لكن الأكثر أهمية هو تحول الانفاق من مجرد ممرات لتهريب السلع والأسلحة الى انفاق تستغل في التخفي من العدو الإسرائيلي و الاحتماء من الغارات الجوية.

تطور الأنفاق في غزة

أدركت المقاومة الفلسطينية بسرعة كبرة أهمية الأنفاق ، وخطورتها في أي حرب قادمة أو مواجهة مع إسرائيل ، وهذا  لعدة أسباب أبرزها سيطرة إسرائيل على الجو و استمرار الغارات الجوية المتقطعة ضد اهداف في قطاع غزة ، وانكشاف القطاع بشكل كامل أمام الاستطلاع الجوي المتواصل 24/24 ساعة ، و أيضا الغارات الجوية النوعية التي نفذتها إسرائيل ضد اهداف على الأرض مثل بعض الورش المتخصصة التي كانت تعمل على صناعة صواريخ تقليدية ، و أخيرا استغلت الانفاق في إخفاء الصواريخ قبل اطلاقها ضد اهداف اسرائيلية و كانت قيادات الصف الأول في المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة ، تعتقد تماما أن حصار إسرائيل لقطاع غزة له هدف وحيد  هو العودة لاحتلال القطاع والسيطرة عليه عسكريا، وفي السنوات التسعة  الأخيرة او اعتبارا من العدوان الاسرائيلي  عام 2014 ، تحولت الانفاق الى سلاح من أسلحة المقاومة ، و بشكل خاص مع الحاجة لإخفاء ترسانة السلاح الكبيرة التي توفرت لدى المقاومة الفلسطينية، و تحولت الانفاق من مواقع لإخفاء الصواريخ الى شبكة  متكاملة تستخدم في كل ما يتعلق بنشاط المقاتلين في المقاومة وقياداتهم .

اشتركوا في صحيفة الجزائرية للأخبار للمزيد من الاخبار والتقارير الحصرية

ما هي أنواع الانفاق  في قطاع غزة

يزيد  الطول  الإجمالي لشبكة الأنفاق التي انجزتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عن 600 كلم ،  و قد انجز 80 بالمئة منها في الفترة بعد حرب2014  ضد القطاع ، فقد استفادت المقاومة كثيرا من دروس هذه الحرب القاسية في تطوير شبكة الأنفاق في عدة اتجاهات،  وهي جعلها أكثر عمقا في بعض المحاور ، و  انجاز شبكة كاملة من الانفاق المخصصة  للتنقل  والاتصال، و انجاز مجموعة كبيرة من الأنفاق التي تخصص فقط لإطلاق رشقات الصواريخ ضد إسرائيل ،  وتنقسم  الانفاق الموجودة في غزة الى نوعين حسب الفصيل الذي يستغل النفق أو مجموعة الأنفاق ، فـ مجموعة سريا  القدس مثلا لديها شبكة الانفاق الخاصة بها المستقلة عن باقي الفصائل ، و مجموعة كتائب القسام لديها أيضا شبكتها الخاصة ، و مقراتها تحت الأرض ، التي لا يعرف عنها الا المقاتلون التابعون لهذه المجموعة ،  وغيرها ، و من جهة ثانية  اتفقت كل فصائل المقاومة الفلسطينية منذ سنوات على انجاز شبكة انفاق موحدة ، يمكن لأي فصيل من المقاومة استغلالها، وهذه هي الأكثر أهمية ، وهي مجموعة أنفاق الاتصال و التنقل و هي الأكثر طولا ، وتمتد بالطول والعرض و تسمح بكسر أي حصار تقوم به إسرائيل.

أنواع الأنفاق

الانفاق القتالية ، وهي التي تستغل في القتال الآن ضد قوات  الاحتلال الإسرائيلي ، و تمتد في محيط غزة ، و اغلبها بعيد عن التجمعات السكنية ،  و  قد نجحت إسرائيل في تدمير الكثير من هذه الانفاق ، التي تم كشفها و أيضا تدميرها في الغارات الجوية في الأسابيع الماضية لأنها الأقل عمقا ، و لا يزيد عمقها عن 10 امتار، في افضل الحالات و في بعض الأحيان تكون هذه الانفاق  هي مجرد خنادق عميقة محمية و مغطاة بسواتر، بسيطة  للتمويه فقط .

 انفاق القيادة و السيطرة  وهي الأكثر خطورة و التي يختبئ بها قادة قوات المقاومة الفلسطينية ، و لا يعرف بمواقعها إلا عدد قليل جدا من المقاتلين وأغلبهم من القيادات في الصفين الثاني و الثالث،  وتشير بعض التقارير الى أن عمق هذه الانفاق يصل الى 60 مترا ، و هي مخفية بشكل جيد جدا ، و لا يمكن الوصول اليها الا بعد دخول انفاق مخصصة للتمويه .

أنفاق الاتصال و التنقل

وهي شبكة أنفاق تمتد بالطول  والعرض،  وهي انفاق عميقة ، وكبيرة الحجم نوعيا و تستغل من كل فروع وفصائل المقاومة للتنقل خفية تحت الأرض ، و التحرك السريع ، و تشير بعض التقارير الى أن هذه الانفاق هي الأكثر أهمية و استراتيجية  في الحرب الحالية ضد إسرائيل ، ولا يقل عمقها عن  30 مترا  تحت الأرض ، و يقم حاليا كل المقاومين في غزة في هذه الانفاق ، و تستغل بيس فقط لتنقل المقاومين  من مكان الى آخر بل أيضا تستغل في نقل الذخائر و الصواريخ من  قطاع الى قطاع آخر ، في غزة حسب تطور المعركة ضد إسرائيل .

 مخابئ الصواريخ و ذخائر

ادركت المقاومة الفلسطينية خطورة وجود الذخائر، و الصواريخ في نفس مواقع استقرار المقاتلين و قيادتهم ، لهذا السبب وزعت كل فروع وفصائل المقاومة ، الصواريخ و الذخائر ، عبر مجموعة كبيرة من الأنفاق التي تستعمل لإخفاء الذخائر و الصواريخ، و يتم الوصول اليها عبر انفاق تستعمل فقط لإطلاق الصواريخ ، وعندما تستهدف اسرائيل مصدر  اطلاق الصواريخ ، تكون الضربة في مكان بعيد عن مخابئ الصواريخ .     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى