الحدث الجزائري

الجزائر في مواجهة المخطط الصهيومغربي التوسعي

زكرياء حبيبي

إن البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية يوم الخميس، هو رسالة واضحة للكيان الصهيوني ومخططاته لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.

وأكدت الجزائر، من خلال وزارة خارجيتها، أن هذا الاعتراف بالاحتلال المغربي لأراضي الصحراء الغربية، ليس له أي تأثير على الساحة الدولية من الناحية القانونية ، لأن مسألة هذه الأراضي هي مسألة تصفية استعمار مدرجة في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة.

في هذا السجل، من المهم التركيز على البيان الصحفي الصادر عن القصر الملكي المغربي الذي يستحضر اعترافًا صهيونيًا بأراضي الصحراء الغربية وليس “الصحراء المغربية” كما ظل يردده نظام الاحتلال المغربي، ومن هنا تم التعبير عن هذا الحزم الجزائري، من خلال البيان الصحفي الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية، الذي يحذر الكيان الصهيوني وبيدقه العلوي من أية أطماع للأراضي الموروثة من الحقبة الاستعمارية.

ويتزامن هذا التحول مع تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ ، الذي تعد بلاده عضوًا دائمًا في مجلس الأمن ، بعد لقائه بالرئيس تبون ، والذي تطرق لقضية الصحراء الغربية ، كمسألة تقرير المصير للشعب الصحراوي. وهو ما يعتبر دعم كبير للمسألة الصحراوية، الذي يأتي بعد أيام قليلة من الصفعة التي تلقاها نظام المخزن، خلال الاجتماع الأخير لحركة عدم الانحياز ، الذي عقد في باكو ، عاصمة أذربيجان. وكان البيان الختامي الذي أقره هذا الاجتماع قد أدرج لأول مرة – جنبًا إلى جنب – قضية فلسطين والصحراء الغربية.

اقرأ: البريكس ودعم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من قبل حركة عدم الانحياز: هلع المخزن

وعلى الرغم من الخزعبلات المعتادة والأقاويل الكاذبة للممثل الدائم للمخزن لدى الأمم المتحدة ، تم اعتماد البيان الختامي بالإجماع من قبل 120 مشاركًا في هذا الاجتماع. وهو ما يجعل من هذا القرار، قرار اكثر من ثوري، بما أنه اتخذته الأغلبية المطلقة لبلدان المنظمة.

وهنا، لا يتعلق الأمر بنقاش حول المسألة داخل الاتحاد الأفريقي، أو أي انتصار دبلوماسي رمزي. لأنه، في ضوء الاضطرابات الجيوسياسية العالمية التي نشهدها جميعا، والموقف المحايد بشكل أساسي لبقية العالم (غير الغربيين) مع كل ما يعنيه ذلك من تحول ثوري لجميع المؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة وإعادة إصلاحها، سيتم دمج الدول الجديدة الناشئة والمهمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، مثل البرازيل والهند و/ أو جنوب إفريقيا.

إلإسلاميين في المغرب.. بدون صوت

مقابل دعوة “أمير المؤمنين” لقاتل الأطفال الفلسطينيين، الصهيوني بنيامين نتنياهو ، دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي ، عبد الإله بن كيران ، أنصاره إلى عدم إبداء أية ردة فعل،. ولا تصريحات أو تعليقات على هذا التحول، مع العلم أنه أشار قبل أسابيع قليلة إلى أن غياب قائده ليس له تأثير على إدارة البلاد. فبالنسبة لبنكيران، يمكن للملك محمد السادس أن يقود البلاد ، “عبر الهاتف أو الواتساب أو الإنترنت أو الزوم” أينما كان.

وجدير بالذكر ، أنه بتاريخ 13 مارس 2023 ، صوب القصر الملكي الحزب الإسلامي، حزب العدالة والتنمية، مذكرا إياه بأن السياسة الخارجية من اختصاص “أمير المؤمنين” ، علما أن حزب العدالة والتنمية الذي ترأس الحكومة المغربية بقيادة سعد الدين العثماني في ديسمبر 2020 ، كان لـه “شرف” توقيع التطبيع مع الكيان الصهيوني.

نظامان توسعيان بعقيدة الضم

النظامان المخزني والصهيوني مرتبطان بعقيدة الضم ، كما يدل على ذلك عدم وجود دساتير تحدد حدود الكيانين، حتى لو لم يكن للكيان الصهيوني أرض يطالب بها في فلسطين. فإسرائيل الكبرى أو المغرب الكبير هما كذبتان يتناقلهما نظامان بهدف الاستيلاء على أراضي الجيران. فنظام المخزن ، كما تشير الوثيقة التي نشرها موقع الجزائر 54 على الإنترنت ، هو نظام إقطاعي يعتبر الجزائر “دولة معادية” منذ عام 1960 ، حتى قبل حصولها على الاستقلال، والذي سبق له أن حاول الاعتداء عليها في أكتوبر 63 بإرسال قوات الجيش الملكي في الجنوب الغربي الجزائري بمناسبة ما يسمى “حرب الرمال”.

ويؤكد هذا العناد في الادعاء والاعتداء، رفض نظام المخزن عدم المصادقة على اتفاقيات الصخيرات الموقعة عام 1972 بشأن ترسيم الحدود بين البلدين ، وفق ميثاق الأمم المتحدة ، الذي يعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار.

بل إن نظام المخزن رفض الاعتراف باستقلال موريتانيا ، مع العلم أن الحسن الثاني اعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في الستينيات من القرن الماضي ، قبل أن ينطلق في مسيرة احتلاله الحمراء عام 1975 ، ويجر المنطقة بأكملها إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني ​​، وبالتالي حرمان شعوب هذه المنطقة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وهو الحسن الثاني نفسه الذي وافق في وقت لاحق على استفتاء تقرير المصير الذي أدى إلى وقف إطلاق النار الموقع في عام 1991.

وهو وقف إطلاق النار الذي خرقه ودمره ابنه وخليفته محمد السادس، عبر خطته للحكم الذاتي التي أعلن عنها في عام 2007، لتعزيز سلطته، من خلال منح كل السخاء لعسكريي القوات المسلحة الملكية ، الذين أصبحوا رجال أعمال من خلال نهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي.

وهي القوات المسلحة الملكية، التي تجعل من نفسها اليوم الداعم رقم واحد للنظام الإقطاعي العلوي، والانبطاح الكلي تحت سلطة الحماية الصهيونية.

فرسالة نتنياهو المتعطش للدماء، والتي تزامنت مع زيارة الرئيس تبون للصين، لييت سوى مواساة لنظام علوي في حالة فوضى كاملة، ويحاول، وهو يحتضر، النجاة من الاضطرابات التي يمر بها العالم. ومن الواضح اليوم أن الكيان الصهيوني يأتي لحماية النظام العلوي وليس الشعب المغربي الذي يكافح يوميا من أجل العيش.

وليس من قبيل الصدفة أن يدعو بن كيران المثير للجدل مناضليه إلى التزام الصمت، على زيارة نتنياهو المتعطش للدماء إلى المغرب ، بدعوة من “أمير المؤمنين”. كما أنه من الواضح أن الاجتماع الذي عقده الموساد والمخزن والمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، في تل أبيب، تناول هذه القضية ، من خارطة الطريق التي يجب اتباعها ، لزعزعة استقرار المنطقة.

وكما أوضح لنا الصحفي الفرنسي المغربي جاكوب كوهين ، ومؤلف كتاب “ربيع السيانيم Printemps des Sayanims” ، فإن نظام المخزن هو مصدر توتر مع جميع جيرانه (الجزائر ، إسبانيا ، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، وموريتانيا) بسبب سياسته التوسعية المشابهة لسياسة الكيان الصهيوني.

وبن كيران، مثله مثل الرئيس السابق للاتحاد الدولي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني ، قد سبق لهم أن كشفوا عن نواياهم بشأن الخطط التوسعية لنظام المخزن.

في الختام، يتناسى بيادق الاستعمار الجديد والصهيونية أن جزائر 2023 أقوى بكثير من جزائر عام 1963 والحديث قياس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى