شارة القيادة
طارق العقرباوي
على رغم من عدم اهمية شارة القيادة في قواعد كرة القدم فهي من ناحية القواعد فقط تعطي هذا اللاعب مسؤولية المشاركة في قرعة ركلة بداية المباراة
و لكن عندما يقرر التحدث الحكم الى قائد الفريق حول بتهدىة فريقه او في اتخاذ القرارات فهذا اصبح امر متعارف عليه من الحكام و ليس في قواعد كرة القدم
لكن اصبحت شارة القيادة جزء لا يتجزأ من كرة القدم الحديثة. حيث كل فريق لديه قائد – لاعب يقود الفريق على أرض الملعب ممثل المدير الفني للفريق في الملعب.
حيث هذا لاعب مهم جدا بالنسبة للنادي في نواح كثيرة، وعلى الرغم من هذا اللقب ولا يعطيه أي الفوائد الفعلية على ملعب لكرة القدم. شارة الكابتن – هو الرمز الذي يميز اللاعب الرئيسي في الفريق بين كل الآخرين.
و اهمية دوره تكمن في فرض شخصيته على اللاعبين حيث من وجهة نظر المدرب يجب ان يرى فيه الشخص القادر على اعطاء الاوامر للفريق في الملعب دون ان يعترض اي احد من اللاعبين
وللدلالة على مدى أهمية وظيفة الكابتن وتكريماً له فإنه أول لاعب يتسلم الكؤوس خلال المسابقات والبطولات، وذلك لإعطائه هالة خاصة تنعكس على شخصيته وتجعله لاعباً مسؤولاً.
وتاريخياً كان هناك خوف من تسلم شارة القيادة وعندما أراد القيصر بكنباور مدرب ألمانيا في مونديال 1990 تقليد شارة الكابتن إلى لوثار ماتيوس رفض الأخير بشدة في بادئ الأمر ومن ثم قبل الأمر لاحقاً، وهو قال جملته الشهيرة :
“أنا لا أوافق أن أكون قائداً للفريق لأنها مسؤولية كبيرة ولا أريدها”
وعندما درب الأسطورة الراحل دييجو مارادونا المنتخب الأرجنتيني قام بتعيين ماسكيرانو قائداً للمنتخب الأرجنتيني بعد مفاوضات مطولة معه، حيث وصف ماسكيرانو قائلا
” هو الأقرب إلى الفكرة التي عندي حول قميص المنتخب الأرجنتين فهو يضحي من أجله ومحترف بعقله وأرى أنه يستطيع نقل توجهاتي إلى زملائه داخل الملعب”
وحسب الشائع فإن الكابتن هو من يكون الأكبر سناً في الفريق أو الأقدم والأكثر نجومية، لكن ذلك غير صحيح لأنه من الممكن أن يكون القائد اصغر سنا او لاعب جديد في النادي و اهم الخصائص التي يجب على القائد التمتع بها ومن اهم صفات القائد تميزه كلاعب حيث ينفرد بكونه صاحب شخصية قيادية تجعله مهاب الجانب عند زملائه اللاعبين وكلمته دائماً مسموعة لما يحظى به من احترام عندهم.
وأكثر ما يجب أن يتمتع به الكابتن أيضاً أن يكون هادئ الأعصاب وصاحب تركيز عال على حصر الأخطاء وأعمق فهماً وإدراكاً للواجبات، إضافة إلى تمتعه بأخلاق رفيعة وعلاقة اجتماعية جيدة مع سائر اللاعبين والمدرب، وهي مسؤولية كبيرة ومهمة ليست باستطاعة أي لاعب أن يتقلدها
و قد اختصر الاسطورة في عالم التدريب الاسكتلندي اليكس فيرغسون صفات القائد و طريقته في اختياره صفات الكابتن عندما يتحدث عن كيفية اختياره له فيقول:
“الاختيار تحدده جملة من العوامل الذاتية والموضوعية، وهو غير خاضع للعمر أو المستوى الفني والأقدمية في اللعب، حيث إن الأمر الأهم هو الشخصية الكاريزمية وهي لا تتوفر عادة في كل لاعبي الفريق، ثم احترام زملائه له، ورؤيته لما يدور في الملعب وقيادته لزملائه أثناء المباراة.”
ويحدد فيرجسون خيارات الكابتن عندما يكشف أن اللاعب السابق برايان روبسون الذي كان قائداً لنادي مانشستر يونايتد عندما أستلم هو تدريبه عام 1996 كان أفضل كابتن شاهده في حياته لقدرته الكبيرة على تغيير دفة اللعب في ثوان وخصوصاً في اللحظات العصيبة.
أما اللاعب الغاني السابق اليكس نيركو والذي سبق له الاحتراف في نادي إيفرتون الإنجليزي فقد كان له تعريفه الخاص عن الكابتن عندما برر سبب رفضه لحملة شارة القيادة في منتخب بلاده بالقول:
“رفضت منصب الكابتن احتراماً لنفسي فكابتن الفريق يجب أن يكون من اللاعبين المقيمين في غانا لأن عليه مسؤوليات كبيرة منها حل مشكلات زملائه والموافقة على مكان المعسكرات والرد على الصحافة ووسائل الإعلام وتنفيذ التكتيكات في الملعب وتوصيل أفكار المدرب إلى باقي اللاعبين، وكل هذه الأمور لن أقدر عليها.”
و ايضا ما يؤكد ان اختيار اللاعب الذي يستحق شارة القيادة يجب ان يتم بناء على شخصية اللاعب و ليس الاقدمية قرارات نراها في الاندية الانجليزية مؤخرا
حيث شاهدنا كيف قرر ارتيتا منح شارة القيادة لنادي ارسنال للوافد الجديد في النادي مارتن اوديغارد و عندما سؤل عن الامر اجاب :
“أنا واضح جداً فيما يخص ذلك، المدير الفني السابق إيمري كانت له طريقته الخاصة، وقد رأيت أندية ناجحة تعتمد على التوصيت وأخرى يتسبب لها الأمر في اختيار قادة دون المستوى المطلوب”.
“أعتقد أن الأمر يعتمد أكثر بكثير على الشخصيات والصفات البشرية التي لدى اللاعبين”.
“بالنسبة إليّ، الشيء الأكثر أهمية هو أن الآخرين – سواء كانوا مدربين أو موظفين أو لاعبين – عندما تتحدث فإنهم يستمعون إليك، وليس عليك أن تتحدث طوال الوقت، عليك أن تكون قادراً على نقل أفكارك بطريقة قوية حتى تتمكن من إلهام الناس وجعل الجميع خلفك”.
“مارتن لديه كثير من الصفات التي نريدها في القائد، إحدها أنه يفكر في الفريق قبل نفسه”.
و هذا ما جعله يفضله على لاعبين اقدم منه كثل هولدنغ و وايت و تشاكا حتى
من جهة اخرى ايضا اصرار اغلب من درب مانشستر يونايتد باعطاء شارة القيادة في مانشستر الى مايغواير على حساب دافيد دي خيا رغم انه الاقدم و ذلك بسبب برود اعصاب و شخصية مايغواير
و شاهدنا قبل ايام الجدل الذي حدث لبينزيما الذي جعلنا ربما نرى له كمثال سيء للقائد
و هنا تكمن المشكلة دور بينزيما السيء والسلبي حيث ما يفعله بينزيما فعله قبله كاسياس و المشكلة الاهم في الريال بالوقت الحالي ان جمهور ريال مدريد يشاهد هكذا حالة الفريق بعد رحيل لاعب ربما يمثل الجانب المثالي لمواصفات القائد حيث من شاهد راموس حتى في بداياته كلاعب و دون شارة قيادة كان قائد في الكثير من الاحيان
رغم انه حصل على شارة بعد رحيل العديد من اللاعبين لكن كانت شخصيته تبرز كقائد رغم وجود قائد اخر للفريق في الملعب
و لهذا يجب ان ينظر المدربين لامر قائد الفريق بنفس نظرة ارتيتا في اختياره لاوديغارد
حيث فكرة ان شارة القيادة للاعب الاقدم هي تقلل كثيرا من شارة القيادة
برايكم هل انتم مع منح شارة القيادة للاقدم في النادي ام لصاحب الشخصية الافضل ؟