تعاليقرأي

حوار.. خواطر وعتاب.

رشيد مصباح (فوزي)

  • تتكلّم عن الأخلاق تعتقد أن هناك من يهتم ويشغل نفسه بكلامك. وتحسب أنّك نبيّ أو وصيّ على هذه الأمّة؟ من خوّلك كي تكون واعظا ومرشدا للنّاس، ومن هذا الذي أجاز لك ومنح لك الحق في الكلام؟
  • أردتُّ أن أكفّر عن ذنوبي لاغير.
  • عجبا لك تكفّرعن ذنوبك بالقدح والذم !
    لماذا لا تنسحب وتترك الآخرين يعيشوا بسلام؟
  • ظروفي لاتسمح بذلك؛ فأنا على أعتاب الشيخوخة أعاني من كل الجوانب؛ المعنويّة والماديّة.
  • بل قل إنّك بحاجة إلى أيمان قويّ و قرار شجاع.
  • لستُ جبانا كما تتصوّر، لكن خشيتي من ارتجال قرار يجعلني أندم بقية العمر هو ما يمنعني. وهذا هروب من الواقع، وهو في الوقت ذاته عبارة عن انتحار بطيء بالنسبة لشخص مثلي.
  • اهتم بنفسك إذن، ولا تدع مشاعرك تطغى عليك. وراجع أمورك، وانظر إلى من هم تحت مسئوليتك، والوحدة التي أنت فيها، فقد هجرك الكل، ولم يبق لك سوى هذه الصفحات الصمّاء، و الغبيّة الحمقاء مثلك تتحمّل كلامك الفارغ.
  • لقد اخترتُ هذه الوحدة بملء إرادتي، ولم تُملى أو تُفرض عليّ كي أضيق ذعرا بها كما تظن. اخترتُ الوحدة عن طواعية ولم أكن مكرها، لأسباب شخصية وأخرى اجتماعية كما تعلم ويعلم الجميع.
  • جدّد حياتك يا رجل. واترك عنك هذا التشاؤم وهذا القنوط.
  • بالرّغم من كل الذي حدّثتك به فأنا لستُ متشائما كما تقول، ولا أقنط من رحمة الله لأن القنوط يخرج الإنسان من رحمة الله. ولكنّني وجدتُ في الوحدة راحة لي وللآخرين. ومن ذا يتحمّل شخصا مثلي سوى أن يكون مبتلى أو به مس؟
    ثمّ إنّني لا أحب أن أكون حملا ثقيلا على أحد، حفاظا على ماء الوجه وهذا أضعف الأيمان.
  • كيف ترى المستقبل، وما هو نصوّرك له؟
  • ليس لديّ أيّ تصوّر، وأنا أنتظر صاحب المهمّة كي يريحني من هذا العناء فحسب: ”الموت تعطي راحة“ كما ورد عن العجائز، اللّهم ارزقنا أيمان العجائز كي نعيش مطمئنّنين. ليس من باب التشاؤم، ولكن الموت حق، ولو كان مرّا. هادم اللّذات وحده يمكن أن يريح شخصا مثلي؛ من هذا الواقع وهذه المعاناة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى