أحوال عربيةأخبار

حسن نصر الله .. خطاب النصر

السيد نصرالله يكسب الرهان… ويستعد لخطاب النصر

الدكتور خيام الزعبي- كاتب سياسي سوري

إن الرهان على إضعاف المقاومة وإسقاطها فشل وهي ترفع شارة النصر، فالتطورات الميدانية والسياسية تفيد بأن خطاب النصر الذي سيلقيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله بات قريباً جداً بغض النظر عن التوقيت، وقد يتكرر المشهد بخطاب السيد نصرالله الذي كان رسالة ردع واضحة إلى كل من يهمه الأمر، ورسالة بقدرة رجال الله على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وتجاوز الصعاب، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن إسرائيل ومن ورائها على عتبة النهايات .

وفي ظل التطورات الجارية في المنطقة يتابع الأمين العام للحزب مجريات المواجهة بين المقاومة وقوات الاحتلال، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، ويشرف على كل المجريات الميدانية والعسكرية والسياسية، فهناك أخبار مؤكّدة عن تكبّد القوات الإسرائيلية لخسائر مهولة في الأرواح والعتاد، وقد تمّت إبادتهم في مناطق متعددة من شمال اسرائيل. فالمقاومة تتقدم وتكبد يومياً خسائر فادحة .

في السياق ذاته شهدت الأيام الأخيرة مواجهة علنية ومباشرة بين رجال المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، حيث وجهت المقاومة لطمة قوية لمغامرات إسرائيل الجنونية، إذ فقدَ الاحتلال توازنه وعقله، وتكبد خسائر فادحة، بشرياً، واقتصادياً، وسياسياً، وعسكرياً، وأجبر الاحتلال على إجلاء عشرات الآلاف من سكان المغتصبات.

في إنتصار جديد نشر حزب الله اللبناني مقطعاً مصوراً متضمناً مسحاً دقيقاً لمناطق حساسة بشمال إسرائيل، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، في هذا السياق أراد حزب الله أن يوصل عدة رسائل وأهمها، إنه على جهوزية كاملة لردع الإحتلال الصهيوني، وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها السيد نصر الله لأعداء محور المقاومة وهي أن من يخطط بشر أو سوء لهذا المحور سوف يمحى من على وجه الأرض وأن الردع هو المعادلةُ السابقةُ والباقيةُ بوجهِ الكِيانِ الصهيوني وحلفائه.

بالمقابل إن إندلاع المواجهة على ساحات لبنان، سورية، غزة، ورفح، وبمساعدة من ايران والمقاومة الاسلامية العراقية وأنصار الله في اليمن بات العنوان الابرز الذي يؤرق قادة الاحتلال الصهيوني، الذين عقدوا في الاسابيع الاخيرة مجموعة من المناقشات الأمنية تناولت حالة التصعيد المحتمل مع سورية و حزب الله وإيران، وهذا القلق لم يستطيع وزير خارجية الاحتلال ، يسرائيل كاتس، إخفائه حيث نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن يسرائيل قوله: إن “الأخطار التي تواجه إسرائيل تتزايد”، مضيفا بأن “المهام ثقيلة والتحديات كبيرة

اليوم تتجه منطقتنا نحو نافذة النصر والحسم، لتبعث برسائلها المبشرة بالخير والسلام والأمان، لغزة التي صنعت من صلابتها وعزيمتها عنواناً بارزاً سيتحدث عنها التاريخ والأجيال على مر الزمن وهي تقاوم بما أتيح لها من قوة واستطاعت أن تصمد في وجه الكيان الصهيوني ، فإسرائيل يواجه هذه الأيام إنكساراً كبيراً هو الأشد منذ دخولها غزة في إشارة واضحة على تراجع قوتها، وعلى خطى هذا الإنكسار ستتمكن غزة من الالتحاق بركب النصر والتحرر، وهو ما يسعى لأجله رجال المقاومة خلال الأيام القليلة القادمة.

وفي السياق، ترشح المعطيات أن تشهد الأيام المقبلة تطورات مثيرة بين حوب الله والكيان الصهيوني، التي يبدو أنها دخلت مساراً جديداً بعد تصريحات السيد نصرالله عن أن المقاومة أعدت مخططاً دقيقا لشن هجوم عسكري محتمل على الكيان الصهيوني. في خطوة من شأنها إعادة ترتيب الأوراق من جديد في المنطقة. هذا مما دفع الإسرائيليين إلى العيش في حالة خوف ورعب وتوترٍ، كونهم يخشون من أن تؤدّي هذه العملية إلى حرب شاملة ومفتوحة تندلع مع حزب الله وسورية والمقاومة العراقية واليمنية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.

لذلك ستنجلي الأيام القادمة عن تداعيات هامة وكبيرة لهذه الحرب أهمها انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد يفرضه محور المقاومة، فهناك شرق أوسط جديد سيظهر، لكنه ليس وفق رغبات تل أبيب، وإنما وفق توازن القوى الجديد، كل هذه التطورات المتوقعة تشكل مفصلا تاريخيا يؤثر بصورة كبيرة على كل المخططات والسياسات الإسرائيلية- الغربية في المنطقة، وستدخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تهدد بقاء إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في السيطرة على ثروات المنطقة، ولهذا فإن القوّة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراته الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع حزب الله، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع حزب الله سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل.

وبإخصار شديد لقد انتصرت المقاومة، وانتصر من راهن على رجالها، أما من راهن على إسرائيل وحلفائها فلا عزاء له، وما عليه إلا البحث عن سلم للنزول من على الشجرة التي ورط نفسه بالصعود إليها نتيجه الاندفاع اللامحسوب ، كل ذلك يؤكد بان رجال المقاومة اليوم يرسمون ملامح العزة والكرامة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدهم، وأن خطاب النصر النهائي الذي سيعلنه الأمين العام للحزب حسن نصر الله بات قريباً، وأن معارك الاحتلال الاسرائيلي باتت نهايتها قريبة على اقل تقدير في غزة والجنوب اللبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى