عندما يصبح الطموح قاتلا في الإدارة

محمد عبد الكريم يوسف

غالبا ما يُنظر إلى الطموح على أنه سمة إيجابية تدفع الأفراد إلى تحقيق أهدافهم
والوصول إلى آفاق جديدة من النجاح. ومع ذلك، عندما يصبح الطموح مفرطا
ومستهلكا للغاية، فقد يكون له عواقب سلبية وقد يؤدي حتى إلى سلوك مدمر. وهذا ما
يسمى عندما يقتل الطموح، وهي ظاهرة يمكن رؤيتها في مختلف جوانب الحياة، بما
في ذلك الإدارة.

أحد الأمثلة على الحالات التي يقتل فيها الطموح في الإدارة هو عندما يركز القادة
بشدة على تقدمهم الشخصي لدرجة أنهم يهملون احتياجات ورفاهية أعضاء فريقهم.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى بيئة عمل سامة حيث يشعر الموظفون بالتقليل من قيمتهم
وعدم تقديرهم، مما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية والإنتاجية. وفي الحالات
القصوى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات دوران الموظفين، حيث قد يختار
الموظفون ترك المنظمة بدلا من الاستمرار في العمل تحت قيادة قائد لا يرحم ويخدم
نفسه.

ثمة مثال آخر على الحالات التي يقتل فيها الطموح في الإدارة هو عندما يلجأ القادة
إلى وسائل غير أخلاقية أو غير قانونية من أجل تحقيق أهدافهم. ويمكن أن يظهر ذلك
بأشكال مختلفة، مثل الانخراط في الاحتيال أو الفساد، أو التلاعب بالبيانات لإظهار
تقدم زائف، أو استغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية. عندما يعطي القادة
الأولوية لطموحهم الخاص على حساب المصالح الفضلى للمنظمة وأصحاب
المصلحة فيها، فقد يكون لذلك عواقب مدمرة على سمعة الشركة ونجاحها على المدى
الطويل.

في بعض الحالات، عندما يقتل الطموح في الإدارة، قد يصبح القادة يركزون بشدة
على تحقيق هدف محدد لدرجة أنهم يفقدون رؤية الصورة الأكبر. وقد يعطون
الأولوية للمكاسب قصيرة المدى على الاستقرار على المدى الطويل، أو يتبعون
استراتيجيات محفوفة بالمخاطر تؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالمنظمة على
المدى الطويل. يمكن أن يؤدي هذا النقص في الرؤية الاستراتيجية إلى ضعف عملية
اتخاذ القرار والافتقار إلى القدرة على التكيف، مما يجعل من الصعب على المنظمة
التعامل مع ظروف السوق المتغيرة والحفاظ على قدرتها التنافسية.

علاوة على ذلك، عندما يقتل الطموح في الإدارة، قد يكون القادة غير راغبين في
الاستماع إلى ردود الفعل أو النظر في وجهات نظر بديلة. وقد يحيطون أنفسهم
بالمتملقين الذين يخبرونهم بما يريدون سماعه، بدلا من البحث عن وجهات نظر
متنوعة يمكن أن تتحدى افتراضاتهم وتؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل. ويمكن أن
يؤدي هذا إلى ثقافة التفكير الجماعي، حيث يتم إسكات الأصوات المعارضة وتثبيط
التفكير النقدي، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى خنق الابتكار والنمو.

عندما يقتل الطموح في الإدارة، قد يصبح القادة أيضا منشغلين بطموحهم الخاص
لدرجة أنهم يهملون رفاهية موظفيهم ويفشلون في خلق بيئة عمل إيجابية وشاملة.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من التوتر والإرهاق بين الموظفين، فضلا
عن مشاعر الاغتراب وعدم الارتباط. وفي نهاية المطاف، يمكن أن يؤدي هذا إلى
انخفاض الإنتاجية، وارتفاع معدلات دوران الموظفين، وانخفاض الأداء التنظيمي
العام.

وعندما يقتل الطموح في الإدارة، قد يعطي القادة الأولوية لطموحاتهم الشخصية على
الأهداف الأوسع للمنظمة، مما يؤدي إلى عدم التوافق بين الأهداف الفردية
والتنظيمية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى صراعات داخلية وصراعات على السلطة،
فضلا عن الافتقار إلى التماسك والوحدة بين أعضاء الفريق. عندما يعطي القادة

الأولوية لمصالحهم الخاصة على مصالح المنظمة ككل، فقد يؤدي ذلك إلى خلق ثقافة
من عدم الثقة والاستياء، مما يقوض التعاون.

عندما يقتل الطموح في الإدارة، قد يصبح القادة مهووسين بتحقيق أهدافهم الخاصة
إلى الحد الذي يجعلهم يغيب عن بالهم الاعتبارات والقيم الأخلاقية التي ينبغي أن توجه
عملية اتخاذ القرار. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخراط القادة في سلوك تلاعبي أو خادع،
والتضحية بنزاهة المنظمة ومصداقيتها من أجل تعزيز طموحاتهم الخاصة. عندما
يعطي القادة الأولوية لنجاحهم الشخصي على المبادئ والقيم التي ينبغي أن توجه
أفعالهم، فقد يكون لذلك تأثير مدمر على ثقافة المنظمة وسمعتها.

عندما يقتل الطموح في الإدارة، يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى وضارة لكل
من الأفراد والمنظمات. قد يعطي القادة الذين ينشغلون بطموحاتهم الخاصة الأولوية
للمكاسب الشخصية على رفاهية أعضاء فريقهم، وينخرطون في سلوك غير أخلاقي
أو غير قانوني، ويغفلون عن الصورة الأكبر، ويفشلون في الاستماع إلى ردود الفعل
أو النظر في وجهات نظر بديلة. وفي نهاية المطاف، يمكن أن يؤدي ذلك إلى بيئات
عمل سامة، وسوء اتخاذ القرارات، وعدم التوافق بين الأهداف الفردية والتنظيمية،
وانخفاض الأداء التنظيمي. ولتجنب الآثار السلبية للطموح المفرط، يجب على القادة
أن يسعوا جاهدين لتحقيق التوازن بين تطلعاتهم الشخصية واحتياجات ومصالح
أعضاء فريقهم والمنظمة ككل، مع الحفاظ على التركيز على السلوك الأخلاقي
والرؤية الاستراتيجية وممارسات القيادة الشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى