ثقافة الكسل

لوكيل مجيد
اليوم سأتحدث عن العامة، يعني عامة الناس … وليس من ينوبون عنهم في الكسل والخمول، لن أنتقد هنا النواب الذين ينامون في البرلمان، ولا أي من المسؤولين الذي يتكاسلون في أداء مهامهم … لأن كل هؤلاء فقط ينوبون ويمثلون مجتمعا كسولا.
في مجتمعنا أغلب الموظفين يدخلون مكاتبهم في الصباح مرهقين كأن بهم سكرات الموت .. رغم أن من يحترم عمله، يُـفترض فيه أن ينام باكرا حتى يشتغل بنشاط في اليوم الموالي!
في الإدارات نجد أن طلبات بسيطة يمكن أن تنجز في وقت وجيز، لكن يضطر الإنسان للانتظار ساعات وساعات .. و ربما أيام وشهور، لأن الموظفين متعبين كأنهم أنهو للتو بناء سور الصين العظيم!!
كل هذا نتاج ثقافة تقدس الكسل والخمول، وفي الأمثال الشعبية نجد أقوال مثل : “كـل تأخير فيها خير” !!!!! .. لماذا التأخير ؟! .. أ لم نتأخر بما فيه الكفاية عن الأمم المتقدمة؟!!
بالله عليكم يا أمة “ما أنا بقارئ” .. أ لم تقرؤوا شيئا عن أهمية حب العمل؟ وأننا عندما نشتغل فيما نحب لا نتعب كثيرا كما هو حالكم؟
ربما تتساءل أخي القارئ : من هو “لوكي لْـكـسـول” الذي تحدثت عنه في العنوان؟
لوكي يا صديقي (حسب ويكيبيديا)، هو: كيان المشاكسة والأذى في الميثولوجيا النوردية، يوصف أيضا بأنه مبتكر كل أنواع الاحتيال. وهذه الصفات أجدها تتشابه مع المواطنين الذين وصفتهم دراسة نشرتها المجلة الأمريكية الشهيرة (Science) بأقل شعوب العالم صدقا وصونا للأمانة، وهم المغاربة.
ولأن الأمة التي تتحلى بهذه الصفات السيئة إذا كانت كسولة أيضا، تصبح كائن بشعا و وحشا ضخما يخيف الناس، حق لي أن أصفها بالغول.
لا أقسو على شعب أنتمي إليه، بل أستغرب وأتساءل لما يجب أن نضل هكذا ؟!
لما يحرص القائمين على شأن الأمة على اختيار أناس فاسدين لتسيير شؤننا ؟!
أ ليس ما فسد رأسه فسد كله ؟! .. أعتقد أن إصلاح التعليم هو أول خطوة للإصلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى