تقرير الى غودو (1) رواية سيرة فواز خيو (2)
موسى عزوڨ تقرير الى غودو (1) رواية سيرة فواز خيو (2)
هم يعبثون بالإنارة أو بأي شيء، كانت وما تزال نظريتي في السياسة أن امتزاج كل الألوان يولد اللون الأبيض، وأن يحبك الناس أفضل من أن يخافوك؛ لأن القوة مهما بلغت فلها عمر بينما المحبة هي التي تدوم..كنت احلم كأي شاعر أو كاتب بأن أغير العالم، ثم وجدت نفسي أنني أنا الذي تغيرت.. كمن دخل ليعلم الكلب الكلام فخرج وهو ينبح.
الآن أحلم أن أحلم، كل القيم التي كافحت من أجلها سقطت، وضعت رأسي على فتحة المرحاض وأفرغته من كل القيم التي كافحت من أجلها ومن كل المصطلحات والمعلومات،لم أعد أريد سوى نسمة واحدة لا تحمل رائحة البارود. ص 75 من المتن .
اول ما يلفت انتباهك العنوان الرئيس : ” تقرير إلى غودوا ” ثم الفرعي رواية سيرة . ذلك انك من الباب تكون أمام إحالة مزدوجة ؟ لروايتين بل قل مدرستين وسيكلفك فقط محاولة قراءة او فهم العنوان قراءة ما لا يقل عن 800 صفحة . مع احالة فرعية للتساؤل عن نمط الرواية التي سماها سيرة ( وهو نفس الاسم تقريبا الذي أطلقه نيكوس على تقريره الموسوم الى غريكو , حيث سماه سيرة ذاتية فكرية ؟ دون لفظ رواية وهو رواية ؟)
وهي في الأرجح محاولات بشرية للبحث سر الوجود ؟ عن الله او ربما عن الشيطان؟ أوعنهما معاً، ولم يتم الفصح عن النتيجة لان العبثية قد طغت , وربما الكاتب ذاته بقي دون نتيجة مقنعة , وهذه تشبه تماما ردود بيكيت عندما سئل عن المقصود بغودو في روايته هل هو الله ام الشيطان ام المهدي المنتظر اذ قال لو كنت اعلم لقلته ؟ وهو ما ينسجم تماما مع مذهبه .
1- إذن تتعلق الرواية الأولى ” بتقرير إلى غريكو “1961، لليوناني نيكوس كزانتزاكيس (1883 – 1957)، والصادرة في نسختها العربية عن دار ممدوح عدوان طبعة أولى 2002 في 448 صفحة ؟ ومن الصعوبة بمكان تصنيفها على أنها رواية فضلا على أنها من أدب التراجم و السير، فعلى جمال السرد وقوة طرح المتخيل يزداد التعقيد مع روعة السرد ” جغبيل ” . حيث حاول نيكوس من خلال ما اسماه ” تقريره ” عن نفسه وحياته وحياة وطنه الذي ادعى ارساله إلى جده ” “غريكو” (1541 – 1614 ) ، الفنان الإسباني من أصول يونانية . بأثر رجعي مسافرا عبر الزمن لأربع مائة سنة خلون , حيث اختتم كازنتزاكيس تقريره بصريح العبارة : ” أقبل يدك يا جدي. أقبل كتفك اليمنى. وأقبل كتفك اليسرى. جدي! مرحباً! لكن قبل ذلك بقليل و في الصفحات الأخيرة كان قد خصص فصلاً بعنوان “زوربا”، ذكر فيها تفاصيل التقائه بتلك الشخصية الفريدة والاستثنائية، والتي ألهمته واحدة من أفضل رواياته «زوربا اليوناني». كان ذلك اللقاء إبان اشتغال كازنتزاكيس في مشروع للحفر، وذكر انه لو سئل عن الدليل الروحي , أو “غورو” كما يسميه الهندوس ( وهنا الشاهد أي غوروا هوالدليل الروحي ؟) لاختار زوربا.” لأنه كان يتمتع بكل ما يحتاج إليه الموجه للخلاص: النظرة الأولية التي تصل إلى هدفها كالسهم من عل، والانعدام المبدع للفنية، والتجدد كل صباح”.
2-أما الرواية الثانية المحال عليها فهي : ” في انتظار غودو ” 1947 للايرلندي – صمويل باركلي بيكيت ( 1906/1989 ). و غودو هذا قد يكون اشارة الى الله. او الحذاء الضخم! ” الجميل في الموضوع انه لما سئل بيكيت عن غودو ؟ رد مباشرة :” لو كنت اعلم لقلته لكم “؟ في خلط عجيب بين الواقع والخيال والصحيح والخطأ ” حوت ممسوح بصابون ” ، انه بحق كما وصف ” صعلوك العدم ” ففي الثانية والأربعين من عمره حول هذه الرواية الى مسرحية من فصلين وخمس شخصيات …في مجال المسرح الجديد او الطليعي او العبث واللامعقول : اختلاط الواقع بالحلم بالذكرى بالنسيان بالزمن المنفي ، بالتكرار الساكن ، أي باللازمن.
3- فهل كان فواز يريد كتابة تقريره إلى عدمية غودو ؟ وهل يمكن اعتباره الدليل الروحي , او غورو كما يسميه الهندوس رغم انه وعكس الدليل الروحي لا يتمتع باي صفة للخلاص؟ فقد جاء لا يدري من اين ..ولقد ابصر قدامه طريقا فمشى
شبه مقدمة لشبه سيرة :
من البداية أيضا يفاجئك بمدخل غير تقليدي :” شبه مقدمة ! لشبه سيرة ” ؟ ثم يبدأ الحكاية لكن بكل عبثية ودون أي سابق إنذار أو ترتيب زمني فيذكر في الصفحة10 عام 1967 وانه دخل المدرسة الابتدائية …ليعود بك الى الخلف في الصفحة 11 ويحدثك كيف انه “كان عمري سنة حين سافر والدي الى الكويت ” . ويشكر أمه وكيف أنها تحملت الأعباء ويطلب لها الرحمة ، مع الإشارة إلى ظاهرة تخلي الأعمام والأخوال عن غير أبنائهم .ثم يخرج بالتفصيل عن أم كنج العظيمة فضة الخطيب ، ليختم في الصفحة 13 الحديث عن الأم بأنها وهي على فراش الموت وكان عندما يسأل عنها يجدها هي من تطمئن عليه بسيل من الأسئلة ، ولا تفارقه الدعابة حتى في هذا المواقف فيشير أنها تكاد تسلق عن ذهابه للحمام قبل النوم ؟ وأنها تعلم أنه متهور ويضع غالبا بيضاته في سلة واحدة حتى حين لا يكون لديه بيض ولا سلة !ههه . وبعد حديث شيق بين الإنسان والحمار ممزوج بألم عن الطفل والحرمان والنتيجة الخاطئة , وننتظر حتى الصفحة 15 ليذكر أنه ولد عام 1961 في قرية رضيمة اللواء الواقعية على طريق دمشق 60كم السويداء ، 20كم شمالا عن الشهبا .والحديث عن الطفل الأعرج من السويداء (3) وما أدراك ما السويداء , وهنا يتوسع في الحديث عن مسقط رأسه بعيدا عن الزمن , فيذكر عصر الإقطاع وسبقه قيام حركة ” الشعبية والطرشان ” عام 1947 ..وهنا يتوسع في الحديث عن آل الأطرش والسويداء ومساهمتهم الفعالة في التحرير بعد 400 سنة ..كما يتحدث عن الحلبية ( الملاك من آل عز الدين ) ونزوحهم بعد المذبحة ضد الدروز ، وحتى من لبنان بين القيسية ” آل جنبلاط ” واليمنية ” آل ارسلان ” بلبنان. ويذكر بالاسم في الصفحة 17: من شخصيات وقيم الجبل : جاد الله سلام ، واحد زهر الدين ، حمزة درويش ، سلطان باشا الاطرش . وهكذا يذكر في الصفحة 24 انه شاهد والده لأول مرة ويذكر انه كان في السابعة .وأول ما استلم منه ” قلم باركر أحمر ” .ثم يحدد التاريخ 1969 في الصف الثاني أين يحدثهم المعلم عن استشهاد الفريق عبد المنعم رياض ويذكر عبد الناصر والسادات ، ويشير الى نشيد الجزائر الحبيبة الذي كان يرتل في مدارس سوريا ليعلق أنه للأسف ذهب هذا القسم هدرا … وما ان بدا المرحلة الإعدادية حتى اندلعت حرب تشرين 1973 بين العرب والصهاينة ( فكانت التجربة الأولى لعبثية أولوية السياسي على العسكري) . حيث صرح السادات أنهم أرادوها حرب تحريك وليس تحرير ؟ ويذكر انها كانت باتفاق الروس والأمريكان حسب هيكل . ينقلنا للمرحلة الثانوية واختياره لتخصص كهرباء ثم يعرج للخدمة العسكرية وحبه الأول هدى وتعبه في البحور الشعرية رغم انه ليست من اختصاصه وبدأ يرسمها بالكلمات لتتصل به لاحقا بعد اربعين سنة , ويقر انها هي سبب كتابته للشعر والقلم. ثم يحدثنا عن البي بي سي ويذكر انه وهو يصوغ سيرته يتلقى الخبر المؤلم باغلاق القسم العربي منها .
ليبدأ في الصفحة 31 يعدد كيف أن قادة الثورات كانوا اسوأ من الذين ثاروا ضدهم ؟ وتحدى الجميع بكل موضوعية : ” أعطوني ثورة من كوبا حتى كوريا وكمبوديا والصين والكتلة الاشتراكية ، مروارا بثورات العالم العربي القديمة والحديثة ، لم تعد ( بضم التاء وكسر العين ) انتاج نسخة أسوأ من النظام التي ثارت عليه ؟ فقط فيتنام وجنوب إفريقيا نجتا بشكل نسبي من هذه الكارثة .غالبا تكون الثورات معملا لانتاج المرتزقة والخونة وما شابه .حتى الثورة الفرنسية التي غيرت مفاهيم العالم في السياسة والمجتمع ، أكلت أبناءها ، وكل فترة اضطرابات لأن الاقتصاد الفرنسي يصب في بضع شركات محددة .”
وهنا يتجلى بكل شك لكل قارئ من طرف خفي البعد الثالث لما ذكر أعلاه حول الإحالة إلى رواية أخرى وهذه المرة إلى مزرعة الحيوان للكاتب جورج أور ويل وهي تنطبق ” تماما ” عن خيبات الأمل من الثورات التي بسعيها إلى استبدال ” صنم ” فتعوضه بأصنام أسوء منه ! عندما يتم التخلص والتحرر من الاستعمار أو الحكم الدكتاتوري لتقوم مقامه فتكون أسوء منه . وهي تحكي عن حيوانات من ” مزرعة الحيوانات” قررت التخلص من صاحب المزرعة ” الإنسان” الذي يستغل إنتاج الحيوانات لصالحه … و يأخذ عرق الحيوانات ليستفيد به هو ..قررت الثورة كي يكون عرق الحيوانات تستفيد منه الحيوانات “المطالب مشروعة ” . و تحت هذا الشعار الجميل .. قامت الحيوانات بالتخلص من سيطرة الإنسان .. لكن حل محله مجموعة الخنازير!!!لا اعرف سبب اختياره للخنازير! لكن اسم قائدهم الخنزير نابليون !!! لا يدع مجال للشك في الإحالة إلى رمزية الثورة الفرنسية ” التي كان أولادها أول من حصدتهم أكلا ( حيث ردد الثائر الفرنسي جورج جاك دانتون وهو أمام مقصلة الإعدام ” ان الثورة تأكل أبنائها ” ، مستكملا المثل الفرنسي القائل ” من السهل ان تبتدئ الثورات ولكن من الصعب ان تنهيها بسلام ). حيث أصبح الخنازير( الحلوف) يستغلون الحيوانات لمصالحهم الخاصة .. تحت شعار الوطن . وتحولت مزرعة الحيوان الى دكتاتورية أكثر عمقا ! الخوف من كل شيء حتى التصفية ..بشعارات خاذلة و القتل و التعذيب..وصراعات الخنازير مع بعضها على السلطة و السيطرة على خيرات المزرعة !!
ثم يعرج الى سنوات 1981 والخدمة العسكرية و 1982 الاجتياح الصهيوني لبنان الذي نسبه حصرا الى منظمة التحرير وقال عنها قول العارف كلاما قاسيا وذكر ذهابهم الى بيروت والتدمير والاردن وما سمي أيلول الأسود وأبعدت البندقية إلى تونس , ولا يفوت الحكمة بان الثورة الفلسطينية امتازت عن باقي الثورات بإنتاج مثقفين , فوهبت للعالم محمد درويش ناجي العلى وغسان كنفاني . ابو جهاد خليل الوزير وجورج حبش ومروان البرغوثي
يذكر انه انهي الخدمة 1985 وبقي سنة كاملة دون عمل , وحصل على وظيفة للصيانة في المطابع ” وهي فرصة لنشر القصائد ” . حيث نشر اول ديوان ” سفر في الجنون ” 1989 . ويذكر انه لم يكن يخطر بباله ان يصبح صحفيا . وكانت البداية مع عميد خولي رئيس تحرير جريدة الثورة الذي استحدث عمود ساخر” ابجد هوز ” قي الصفحة الاخيرة . وهوما احدث فارقا وزاد عدد المتابعين ….
في الصفحة 47 يذكر ان حافظ الاسد مات 2000 وورثه ولده وحتى بعد بصيص أمل الإصلاح , عادت خيبات الأمل ويذكر خوفه من كوابيس كل جمعة ليحدد سنة 2004 وسفريته إلى البحرية ومتعتها وهي كعديد الفرص المضيعة . ثم يعرج الى اضراباته التي تحملتها اكثر زوجه ” هيلانة” والطلاق حدث يوم جمعة , ويشك في وجود من سحرته , ويذكر نقطة مهمة جدا عن فن الكتابة فيذكر ان محاولته في الكتابة ترافقت مع قراءة مكثفة . (ومن الكّتاب الذٌين ساهموا فًي تشكٌل شخصٌتي: جبران خلٌل جبران العظٌيم ، دٌستوفسكًي سورٌيا والعرب … ، كم أحببت روحه وروح ماري هاسكل التًي احتوته ومنحته الأمان….عمر أبو رٌشة ، مثلًي الأعلى ورمز العزة والكبرياء ، الذي ….جعلني أتعامل مع أي شخص مهما كبر الند للند …محمد الماغوط ، أستاذي وصديقي الاقرب … ، الذي جعلنًي أحترم تشّردي …، هذا أنا …
ثم يتحدث بومضات عن الخلاصات التي توصل اليها . وعن الحرب في سوريا وكيف أن نصف النظام مع المعارضة ونصف المعارضة مع النظام. لينتقل للحديث عن : “في جرمانة 1986 ” .ويذكر ان غرفته كانت لمختلف المشارب ويحمل الاسلامين سبب المحنة 1980؟
في الصفحة 74 ( ويعيد الحديث بالتفصيل في الصفحة 122 بتفصيل انه تلقى اتصالا من ابنه سرجون المعتقل لدى المسلحين وانه التقى بامه وتعرض لابتزاز بالمال , وفتح صفحة على الفيسبوك ونشر الرسالة وتلقى طلب صداقة من الامير وائل علوان الناطق باسم فيلق الرحمان حيث زوجه وابنه معتقلان ؟ فوافق وأرسل له رسالة :” تدعون انكم ثرتم ضد ظلم النظام وانتم تعتقلون الناس قبل استلام السلطة …وبعد أشهر أرادوا التوسط لدى فيصل القاسم ليكتب عنهم في صفحته , وخلال ربع ساعة تواصل معهم فعلا فيصل وكانت النتيجة سعيدة باطلاق سراحهم .”
يتحدث عن الاختطاف 2014. وكيف انه هرب رفقة ابنته الصغيرة من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جبهة النصرة .في عدرا , وبعد ان اعتقل ما يسمى جيش الإسلام ابنه سرجون الذي أرسله ليبحث عن أمه هيلانة .وكتب تحت عنوان : هكذا يخطفون الثورة بــ”هيلانة وسرجون”.. فواز خيّو يبكي “ياوطن” من أهم ما جاء فيها :.. أنا لا أعرف عني شيئا منذ 1/1/2014 ، كل ما أعرفه أنني أنا المواطن السابق كان يحمل اسم فواز خيو الكاتب الساخر والساخط في جريدة الثورة، والأكثر متابعة في الشارع السوري أيام كان هناك شوارع وطرقات.
كل ما أعرفه عني الآن أنني خرجت من عدرا العمالية في 1/1/2014، تاركا زوجتي هيلانة نصر وابني الوحيد سرجون في السجن عند المسلحين، وبيتي الذي وضعت فيه تعب عمري وسيارتي التي دفعت ثمنها مرتين بسبب الأقساط والقروض التي تستحوذ على راتبي كاملا حتى الآن.
خرجت مع طفلتي نور ذات الثمانية أعوام، مستغلا هدوء القصف وسرنا ثمانية كيلو مترات في الكروم والوحول تحت رصاص القنص المتناثر، وبعد ست عشرة ساعة وصلنا دمشق. ست عشرة ساعة تكفي أن تقطع فيها من أستراليا حتى دمشق .. كنت أستريح في الطريق لأدير رأسي وأخفي دموعي عن نور التي تحمل حقيبتها على كتفها، وتسأل الى أين ذاهبون؟
قبل شهر من دخول المسلحين إلى عدرا أوقفتني المخابرات يومين بسبب تقرير كاذب، يتهمني بالتواصل مع فيصل القاسم والمعارضة في الخارج، وحين اكتشفوا أنني لا أتواصل حتى مع نفسي وأن هاتفي ملغى منذ عام أطلقوا سراحي…….
وحين دخل المسلحون اعتقلوني مع ابني سرجون بتهمة أنني درزي، كانت التهمة قاتلة حتى النخاع بالنسبة لي، و حين تأكدوا أنني لا أقبض كل المذاهب، وأن إيماني الوحيد بالله وملائكته ورسله ومن ثم إيماني بسوريا، أطلقوا سراحي مع ابني. وكانت هيلانة قد اعتقلت من قبل جماعة أخرى بسبب ذهابها المتكرر لتسأل عنا، فقد أمضت يومين واقفة أمام البناية تنتظر مجيئنا، ومنظر الجثث يملأ المكان. أنا في إقامة جبرية ممنوع من المغادرة، لهذا صرت أرسل سرجون إلى أي شخص لعله يعرفهم ويساعده على إطلاق سراح أمه، ذهب سرجون ولم يعد….. ليختم بقوله :
” أخيرا أريد زوجتي هيلانة نصر وابني الوحيد سرجون، خذوني وأطلقوا سراحهما.. لم نؤذ أحدا في حياتنا، فبأي حق تحتجزونهم؟ إذا كنت أصلح للموت أو الاعتقال فخذوني وأطلقوا سراحهما.. أيتها الجبهة الاسلامية ويا أجناد الشام: كنا و منذ مئات السنين وسوف نظل أجناد الشام، فإذا كانت الشام تعنيكم كثيرا وتحبونها، فإن زوجتي وابني وأنا من أحباء الشام، فهل من مجيب؟”
وفي عنوان واضع يخصص فيه الحديث عن زوجه هيلانة
فيرجعنا الى سنة 1995؟ ثم يوضح لاحقنا انتقالهم الى عدرا 2000. ليتحدث عن عمر ابي ريشة , ليعود للحديث عن دخول المسلحين لدرعا 2013 .وييذكر بملاحظات قومجية : “اهم معمل لانتاج الخونة والمرتزقة وتجار الازمات والاوطان وصناعة العمالقة من بقابيا الاقزام هي الثورات “. كلمة ثورة عادت تعني خراب . لا استقرار دون ايمان الجميع بقبول الاخر والديموقراطية . ثم يتحدث عن نفسه بالم وحزن وكيف انه اجتاز البكلوريا بصعوبة ولم يكمل شيء في حياته بما فيها دراسته الجامعية والزواج لمتين ؟ حياته صعبة فعلا وهي على كل حال حياة كل ثائر وخصوصا اذا كان ساخر فهو كالشمعة تحترق للاضاءة وكذلك الفنان .
ليختم بما ذكر عنه الاحباب والاصحاب والادباء .
——- تهميش ——–
(1) نيكوس كازانتزاكيس ( 1883- 1957). كاتب و فيلسوف يوناني ، اشتهر بروايته ” زوربا ” 1964. تزوج مرة 1911- وانفصل 1926. ثم تزوج ايليني ساميو في عام 1945. تغرب في باريس وبرلين (1922-1924)، وإيطاليا، وروسيا (في عام 1925)، وإسبانيا (في عام 1932)، ثم في وقت لاحق في قبرص، ايجينا، مصر، جبل سيناء، تشيكوسلوفاكيا، نيس(في وقت لاحق انه اشترى فيلا بالقرب من انتيب ، في قسم المدينة القديمة بالقرب من السور البحري الشهير)، والصين، واليابان. أثناء وجوده في برلين، حيث كان الأوضاع السياسي المتفجرة، اكتشف كازانتزاكيس الشيوعية، وأصبح معجبا بفلاديمير لينين. وقال انه لم يصبح شيوعيا ثابت، ولكن زار الاتحاد السوفيتي و التقي المعارضة اليسارية والكاتب فيكتور سيرج. و شهد صعود جوزيف ستالين، وأصبح بخيبة أمل مع الشيوعية على النمط السوفيتي. في هذا الوقت، تم استبدل بمعتقداته الوطنية القديمة تدريجيا أيديولوجية أكثر عالمية.
(2) فواز هايل خيّو .ولد عام 1961 في قرية رضيمة اللواء ـ مدينة السويداء.. درس الكهرباء في الثانوية، ولم يكمل دراسته الجامعية.
يعمل في جريدة الثورة السورية.. اهتم بالشعر منذ صغره، وتتلمذ على يد الشاعر الكبير عمر أبو ريشة.
دواوينه الشعرية: سفر في الجنون 1989 ـ طائر في الفضاء الوعر 1992.
(3) السويداء وكبيرها الاطرش الزعيم :ليس قرارا أن تكون كبيرا ، (فالكاريزما )…جينات تولد مع الإنسان! ربما هو قائد الثورة الوحيد في العالم الذي رفض تولي أي مسؤولية أو منصب بعد نجاح الثورة والاستقلال ، واعتكف في مضافته يستقبل الناس ويحل مشاكلهم ، ويفلح أرضه ويزرعها بنفسه ! ومما قال :” طالما سيحكم ” فارس الخوري المسيحي ” بالدستور فلا معنى لمسيحيته !”كان من أقرب مستاشريه عقلة القطامي المسيحي ! والدكتور عبد الرحمن الشهبندر السني كاتب خطاباته !لقد احتل مكانة عند الناس في السويداء تصل حد التقديس ….أستطيع أن اسرد حتى الصباح عن هذا الرجل وقيمه …وما أحوجنا لهذه الروح الوطنية الجامعة الإنسانية في هذا الزمن ، حيث سوريا تنزف وتعاني التشتت والضياع
عزوق موسى محمد