ثقافة

سوق وبائع السلال

علاء الدين حسو

لوحة وقصيدة /١
اللوحة (بائع السلال) للفنان السوري الصديق احمد كبار. أما القصيدة فهي للشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي (سوق القرية)
المشترك بينهما هو الموضوع .
كلاهما، تناول سوق القرية، مع أن هناك مسافة زمنية طويلة أكثر من نصف قرن بينهما. إلا أن المسافة المكانية صفر تقريبا.
السوق ذاته، الشخصيات بعينها، والوقت ذاته يوم مشمس، وفقراء .
ربما الاختلاف يكمن بأن القصيدة قست على الفقراء بأنهم رضخوا للذل ولم يقولوا لا. لكن اللوحة تقول نعم، الكبار هرموا، ولكن نظرة الشاب تقول انتظرني.
القصيدة
الشمسُ، والحمرُ الهزيلةُ، والذبابْ
وحذاءُ جنديٍّ قديم
يتداولُ الأيدي، وفلاحٌ يُحدِّقُ في الفراغْ:
“في مطلع العام الجديدْ
يداي تمتلئان حتماً بالنقودْ
وسأشتري هذا الحذاءْ”
وصياحُ ديكٍ فرّ من قفصٍ، وقديس صغيرْ:
“ما حكّ جلدك مثل ظفرك”
و “الطريق إلى الجحيمْ
من جنة الفردوس أقربُ” والذباب
والحاصدون المتعبون:
“زرعوا، ولم نأكلْ
ونزرعُ، صاغرين، فيأكلون”
والعائدونَ من المدينة: يا لها وحشاً ضريرْ
صرعاهُ موتانا، وأجسادُ النساء
و”الحالمون الطيبونْ”
وخوارُ أبقارٍ، وبائعةُ الأساور والعطورْ
كالخنفساء تدبُّ: “قبّرتي العزيزة” يا سدوم!
لن يصلح العطارُ ما قد أفسد الدهر الغشومْ
وبنادقُ سودٌ ومحراثٌ، ونارْ
تخبو، وحدّادٌ يراود جفنه الدامي النعاسْ:
“أبداً، على أشكالها تقع الطيورْ
والبحرُ لا يقوى على غسل الخطايا، والدموعْ”
والشمسُ في كبد السماءْ
وبائعاتُ الكرم يجمعن السلالْ:
“عينا حبيبي كوكبانِ
وصدرهُ وردُ الربيع”
والسوق يقفرُ، والحوانيت الصغيرةُ والذباب
يصطاده الأطفال، والأفقُ البعيد
وتثاؤبُ الأكواخِ في غاب النخيلْ

لوحة وقصيدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى