أخبارثقافة

الضحيّة والقنديل

الضحيّة والقنديل
في روايتها “الضحية والقنديل” تطرح الروائية اللبنانية راوية المصري
موضوع حريَّة المرأة من منظور المجتمع القروي الخاضع للسلطة البطريركية؛
وهي السلطة التي لا تساوي المرأة بالرجل في المنزلة، سواءً كانت أماً؛ أم زوجة؛
أم إبنةً، وغيرها؛ انطلاقاً من العادات والتقاليد، فـ (ريم) المسلمة التي كانت تربطها
قصة حبّ طفولية بابن جيرانها (نديم) المسيحي، يُصادر والدها مشاعرها لإرضاء
نفسه الكارهة زوجته وديانتها، ولا يريد أن تتكرر الحالة مع ابنته لذلك يقوم بترحيل
العائلة إلى قريته سعياً لتزويجها لابن عمها. تُجبَرُ الفتاة على الإقامة في بيت عمها
بعد أن فقدت والدتها على أيدي الميليشيات المتحاربة أثناء رحلة الموت من المدينة
إلى القرية، ثم تفقد والدها إثر صدمة قاسية تعرَّض لها من والدته، فينهار عالمها
ويُحكم عليها أن تنتظر عودة ابن عمها من الخارج، تمرّ خمسة أعوام ويأتي سليم
ومعه زوجته الأجنبية التي لا ينوي الزواج بغيرها؛ ما جعل العائلة تبحث لها عن
عريس آخر مناسب، وعندما لم يُوفَقّوا تركوها للخدمة والعمل في الأرض
والمنزل…
تمضي السنين وقنديل روحها يكاد ينطفئ، باتت (ريم) تعيش على الانتظار علّها
تسمع شيئاً عن حبيبٍ لا تعلم مصيره، وبدوره (نديم) في غربته لا يعرف عنها شيئاً،
إلا أنّه لم يكف عن التفكير فيها، وبعد بحثٍ وتحرٍ يجد طريقها فيغامر بحياته
لإنقاذها؛ فتهرب معه؛ لتبدأ حياة أخرى خارج حدود الوطن، ولكن بعد الزواج
والعيش في مجتمع غربي مختلف لا يشبه نقاءها وفطرتها السليمة؛ لم تجد ريم أنّ
تلك الحياة هي الحياة التي تخيلتها وحلمت بها مع حبيبها. عند هذا المنعطف تقرر
الفتاة أن تشق لنفسها طريقاً هي بطلته، لا يشاركها رجل في الخطوات لاجتيازه…
تدور أحداث الرواية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وتعكس تأثير الحرب على
العلاقات الأسرية والأفراد وبما فيها من اختلاف بين الأطراف اللبنانية على مفهوم
الوطن والهوية والانتماء، وكل ما يتعلق ببنيات ذهنية/ سياسية لشرائح اجتماعية
عريضة تفصل بينها بحور من الدم وسنوات من الضياع ما تزال آثارها باقية إلى
اليوم وعلى أكثر من صعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى