المتاجرون بكرة القدم !

حسن مدبولى

عندما يتقاضى المدير الفنى الأفريقى للأهلى ما يقارب من ال 200ألف دولار شهريا ، ومثلهم للمدير الفنى للزمالك، غير ملايين الدولارات التى تنفق على اللاعبين الوافدين والمحليين، بينما فى الوقت نفسه تتخلى الدولة عن مسئولياتها فى علاج البطالة وتوفير الوظائف والمساكن ومجانية التعليم ، ولا يعدم مسئولوها حيلة لإبتداع طرق جديدة لرفع الدعم عن السلع الرئيسية ونهب جيوب الفقراء بالرسوم والضرائب والمكوس والجبايات القسرية،
فإن ذلك يحتم على أصحاب البصيرة أن يستخدموا عقولهم للبحث عن الأسباب الرئيسية التى تجعل من يخاطبوننا ليل نهار حول إنهيار التنمية وسوء وتردى حالة الاقتصاد بسبب تصرفات المواطنين كما يزعمون ، يتجاهلون كل ذلك وينفقون بسخاء وبذخ ودون حساب وبالعملة الصعبة على كرة القدم وحواشيها ؟
ومن المهم أن نعلم جميعا أن تحمسنا وهوسنا بتشجيع هذا الفريق أو ذاك يساهم بشكل مباشر فى استمرار حالة القمع والقهر السياسى والإقتصادى والتخلف المجتمعى ،ويطيل بقاء الأوضاع المتردية لفترات غير محدودة كما يساهم فى زيادة حجم معاناة المكروبين والمقهورين؟
، كم مرة طرت حضرتك فرحا للفوز بالبطولات الكروية واستعادة فريقك لذاكرة الانتصارات ؟ بالتأكيد هناك عشرات المرات وفقا للفريق الذى تشجعه وتتودد إليه وتقدس مسئوليه الأطهار ولاعبيه النوابغ أصحاب الملايين ، لكنك بالتأكيد ومع فرحتك الطاغية بالفوز الكروى المبين ،لا تعلم أبدا كيف سينصلح حالك أنت وذويك ،ولا ماهى طبيعة مستقبلك ومستقبل أبنائك وأحفادك !؟ أو متى ستزاح الغمة عن الجميع وتنفرج الأزمات ويحقق الوطن فوزه الحقيقى وسط عالم يتقدم بسرعة الصاروخ ؟
المطلوب منا على أقل تقدير العمل على إبطال مفعول هذا المخدر الكروى الخطير الذى يذهب بما تبقى من العقول ، ويزيد من حالة الغيبوبة العامة ، بل ويساهم فى الإنقسام المجتمعى المرضى الحاد ؟
أنا شخصيا أحاول ، واتمنى بلا حرج الهزيمة لكل الفرق الجماهيرية فى أية منازلة سواء كانت محلية أو دولية، فقد يستفيق الخلق ويركزون فيما هو أهم، مع العلم بأننى صحيح نفسيا والحمد لله ، كما إننى وطني مخلص أفضل بملايين المرات من وعاظ وتجار ومدلسين كرة القدم !؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى