الفشل والأمل
يبتسم الجرح في جسدي لينطق بآلاف الكلمات ،ويطرح تساؤلاتا وإستفهاماتا مبهمة ….؟في بعض الأحيان أجد لها تفاسير ومعان .وفي الغالب لاأجد لها ذلك….
فأعود أفتش في ذاتي وأنبش في بقايا ركام ذكرياتي..علني أعثر لها على جواب….
…ولكن دون جدوى ،وعبثا كنت أحاول أن أضع لها معاني ودلالات غير أن هروب الأفكار من رأسي وإنزوائها في قرارات نفسي كالقطط الشاردة الهاربة من زاوية إلى أخرى متدثرة بأجنحة الظلام خوفا من الإصطدام ببؤر وبقع الضوء التي تكشفها وتفضح عزلتها وإختفائها وتعيدها إلى صحوة الواقع بدلا من غفوة الوحدة الموحشة وسكرتها…
فتعري تسترها وتضع حدا لهروبها،وإنفرادها……
كان قلبي الدامي يحمل كل هذه الجراحات في طياته ويداريها بين جدرانه ،ويكتنز الألم في سويدائه ليبقيه لي…ولي أنا وحدي…
مطلقا إبتساماتا مزيفة ومصطنعة كي يبدوا سعيدا أمام الجميع غير أن الكثير من الأصدقاء والمعارف والأقرباء يدركون جيدا أن هذه السعادة وهذا الحبور الباديان على وجهي ماهما إلا قناع يخفي وراءه الكثير الكثير من الجراحات والهموم والآلام والمآسي والأحزان ،وأناة وتأوهات تفت الصخور وتدمي القلوب ….
ورغم كل هذا وذاك إلا أنني أؤمن بالحياة ،وبالحب ،والأمل والسعادة التي لم أراها ولم أذق طعمها أبدا إلا في الأحلام أو في ورق الجرائد ،والكتب والأغاني الجميلة…..
كان الفشل هو نصيبي الوحيد في كل تجاربي ومشاريعي …حتى صار صديقا وشقيقا لي… ورفيق دربي في هذه الحياة يلازمني في كل حلي وترحالي …..
وقلما فكرت في شيئ أو رمت الخوض في تجربة دون أن يمتثل شبحه أمامي بشكله المرعب المخيف محاولا إثنائي حتى عن التفكير أو الحلم بذلك….
غير أنني لازلت أؤمن أنه سوف يأتي اليوم الذي سوف أهزمه فيه شر هزيمة …وأنتصر للحياة وللسعادة والأمل في هذه الدنيا الواسعة الفسيحة الأرجاء المترامية الأطراف الممتدة الشطآن…
الطيب دخان/خنشلة/الجزائر