أخبارمجتمعمنوعاتمنوعات

الغش في الامتحانات .. من اين جاء التلميذ الغشاش ؟

الغش صار سلوكا عند بعض الطلاب. التلميذ الغشاش لم يأتي من خارج المجتمع، يعتبر نتاج ما زرعناه، عبر التربية التي يتلقاها في البيت أولا عبر ترسيخ عديد من السلوكيات من قبيل الكذب والسرقة والخداع والخيانة والانتهازية والتي تشكل الأرضية الخصبة لتغلغل قيم الغش وهنا يتحول الآباء إلى مساعدين لابنائهم على العش، لانه العملة الرائجة في نظرهم.لا يجب محاربة الغش في المدارس والجامعات في أيام الامتحانات فقط، بل هو سلوك يجب أن يتواصل طيلة السنة وبشكل جدي وليس فقط شكلي صوري. الغش في الامتحانات مجرد وسيلة للحصول على شهادة مدرسية، لكن بعد النجاح في اعتماد هذه الوسيلة بما تتطلبه من جهد أقل وسعادة في خداع الآخرين تتحول إلى غاية يعتمدها الفرد بعدما ينتقل من كونه تلميذ في المدرسة إلى مواطن في المجتمع يؤدي وظيفة ما. فبعدما أفلح الغش في تحقيق هدف تعليمي يتحول إلى وسيلة حياتية معتمدة في الحياة الاجتماعية والوظيفية. كيف لا وقد سبق وجرب التلميذ الغش وكان مواتيا بأن مكنه من مبتغاه فلماذا لا يعتمده أسلوبا حياتيا سواء في علاقاته الاجتماعية أو المهنية. لذلك فالتلميذ الغشاش اليوم هو مواطن فاسد وغشاش وكاذب وسارق ومنافق وانتهازي ومخادع …. إلخ غدا. وآنذاك يفسد المجتمع وتفسد العلاقات الاجتماعية بانقلاب القيم الي قيم تقوم على أساس الإنتهازية والسلب والنهب والكذب والنفاق والأنانية المقيتة، عندها يكون قد انهار المجتمع، وانهيار المجتمع يعني الخسارة للجميع..
د. محمد ابراهيم بسيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى