السياق الاقتصادي الدولي الحالي ملائم لمزيد من تطور المؤسسات الناشئة في إفريقيا و العالم (خبراء)
أكد خبراء في المؤسسات الناشئة ومقاولون، على أهمية الترابط و تبادل الخبرات بين أصحاب المؤسسات المبتكرة، لا سيما في إفريقيا، مضيفين أن السياق الاقتصادي الدولي الحالي هو فرصة سانحة لمزيد من بروز المقاولين حاملي المشاريع المبتكرة سواء في إفريقيا أو في العالم.
و خلال أشغال اليوم الأول من المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة نوه عدد من المتدخلين بالفرص التي تتيحها مقاولاتية الشباب, لا سيما في القطاعات المبتكرة وذات القيمة المضافة للاقتصاد مؤكدين ان منظومة المؤسسات الناشئة في العالم لها كل الإمكانيات لتقود النموذج الاقتصادي الجديد في العالم, لا سيما في اعقاب تداعيات ازمة كورونا. و وبهذا الشأن أكد جوناتان اورتمانز رئيس الشبكة العالمية للمقاولاتية على أهمية “الترابط بين المؤسسات الناشئة” في إفريقيا و بين القارة الإفريقية و العالم, خصوصا بالنظر الى البيئة المناسبة التي صارت توفرها القارة, لاسيما مع تحسن النظام التعليمي و تزايد كفاءة الشباب.
و قال في ذات السياق أن “التواصل و الترابط بين الشباب أصحاب المؤسسات الناشئة و الناشطين في دول و مدن مختلفة أمر مهم و ينعكس إيجابا على المقاولاتية الناجحة”, منوها بتزايد اقبال النساء الجامعيات على اقتحام هذا المجال في السنوات الأخيرة علما -حسبه- أن 17 بالمائة من أصحاب المؤسسات الناشئة في افريقيا من النساء.
و في تطرقه الى وضعية الاقتصاد العالمي في اعقاب جائحة كورنا أكد اورتمانز أن الوقت الحالي هو سانحة على المبتكرين ورواد الاعمال وحملة الأفكار اغتنامها لتجسيد مشاريعهم في مجالات تتوسع و تتجدد يوميا.
و بخصوص المؤتمر قال المتحدث أنه يشكل فرصة لتبادل الأفكار و التعرف على معايير النجاح مع تحديد الإيجابيات والسلبيات التي تواجه منظومات وبيئات المؤسسات الناشئة في افريقيا للسماح لها بالتطور, مرافعا بذات المناسبة من اجل هيكلة هذا النمط من المؤسسات “لتفادي الفوضى”.
من جهته شدد نور الدين طيبي مؤسس شركة “يسير” على أن التعاون الافريقي بين المؤسسات الناشئة العاملة في المجال التكنولوجي واسع وواعد, قائلا ان “أن افريقيا يجب ان يبنيها الافارقة”, لا سيما و أن القارة تحوز على موارد بشرية كفؤة في عدد واسع من المجالات التكنولوجية و العلمية.
و أكد المقاول أن المطلوب من الجهات المعنية في كل الدول الافريقية تسهيل مساهمة الجاليات الافريقية المقيمة في الخارج, لا سيما الشباب خريج الجامعات من أجل تطوير المقاولاتية في بلادها وقيادة قاطرة الابتكار مع توفير المناخ الملائم “لخلق روح الالهام بين الشباب”.
يذكر أن المؤتمر سيعرف عقد اجتماع للوزراء الأفارقة ذوي الصلة بمجال الابتكار والشركات الناشئة, والذي سيسمح بالخروج ب”خارطة طريق افريقية” من شأنها التأسيس لديناميكية تعاون بين النظم البيئية للابتكار داخل القارة.
و يجري على هامش اللقاء تنظيم معرض للشركات الناشئة من مختلف الدول الإفريقية, وكذا جلسات موضوعاتية تتناول أبرز الإشكالات التي تواجه الشباب الإفريقي المبتكر ومستقبل ريادة الأعمال في إفريقيا.
و يضم المعرض، الذي دشنه الوزير الأول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, قبيل افتتاح المؤتمر, 20 مؤسسة منها 12 من دول افريقية منها حاضنة “incub me” و8 مؤسسات جزائرية, تهتم بتخصصات التجارة الالكترونية والصناعات والتكنولوجية والمالية والنقل والخدمات والتعليم.
كما تم على هامش المؤتمر تنظيم مخيم شبابي, يضم مجموعة من الطلبة الجامعيين وخريجي الجامعات من الجزائر ودول أخرى, يعمل على بحث الإشكاليات المتعلقة بالتنمية المستدامة على غرار الشغل والإنتاج ومحاولة إيجاد حلول لها.
و انطلقت الأشغال التحضيرية لهذا المخيم, أمس الأحد, على مستوى المركز الدولي للمؤتمرات, في انتظار عرض النتائج النهائية لأعماله خلال أشغال الملتقى.