إسلامالجزائر من الداخلولايات ومراسلون

دور أعلام التصوف في وادي سوف في ترسيخ القيم… محور يوم دراسي

ينظم قسم أصول الدين بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الشهيد حمه لخضر بولاية الوادي، غدا الاثنين، يوما دراسيا حول، أعلام التصوف في الجنوب الجزائري ودورهم في ترسيخ القيم العقدية والتربوية -منطقة وادي سوف أنموذجا-حسبما أوضحه عميد الكلية البروفيسور رحماني إبراهيم.

ويضيف المصدر، اليوم الدراسي تدار أِشغاله بذات الكلية، ينعقد بالتعاون مع مخبر إسهامات علماء الجزائر في إثراء العلوم الإسلامية في إطار مشروع فرقة البحث (PRFU): أعلام التصوف في منطقة وادي سوف.

وأوضحت ديباجة اليوم الدراسي، أنه وانطلاقا مما يحاك بالإسلام والمسلمين من تحديات ومؤامرات ، في راهن الضعف والتشتت والانقسام والتشرذم الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وعليه ، فالحاجة أصبحت جدّ ملحة إلى إعادة قراءة وإنتاج التراث الإسلامي من جديد في جانبه الروحي.

وأضافت أنه “لعلّ التصوف يقدم علاجات تزيح ذلك الانقسام والاختلاف النكد الذي يعيشه العالم الإسلامي، ويضاهي الفراغ الروحي الذي يمر فيه الغرب ويجر إليه العالم بما فيه العالم الإسلامي جرا، إنه ضمن هذا الإطار المعرفي والواقعي الكلي يأتي هذا اليوم الدراسي الموسوم بـ”أعلام التصوف في الجنوب الجزائري ودورهم في ترسيخ القيم العقدية والتربوية – منطقة وادي سوف أنموذجا” ليحاول أن يقدم ولو جزءا من هذه القراءة الباحثة وذلك الإنتاج المنشود لجملة من أعلام هذا التراث.

وإنه مما يلاحظ في هذا المجال البحثي تقول ذات الورقة البحثية، أن موضوع أعلام التصوف في الجزائر قد أخذ نصيبا مقبولا من الاهتمام، ولكن يظهر أن هذه الكتابات في عمومها، مع استثناء بعضها، قد أخذت منحى تاريخيا أو سوسيولوجيا، مما يعني غياب الرؤية العقدية الروحية والسلوكية والتربوية والتعليمية والحضارية في التناول والقراءة لجملة هؤلاء الأعلام، كما يلاحظ أيضا على عموم هذه الكتابات أنها أهملت إلى حد ما فيما أهملت أعلام الجنوب الجزائري الكبير.

وإنطلاقا مما سبق فاليوم الدراسي، فضلا عن محاولته التعريف بجملة من أعلام التصوف بمنطقة وادي سوف وتراثهم، سيحاول أيضا التركيز على إبراز جانب التعليم والتربية الذي حرص عليه هؤلاء الأعلام وجسدوه واقعيا في حياتهم، فهو ميدان ضروري وحتمي لتطوير الحركة الفكرية والعلمية والنهوض بالأمة، وهو أحد الميادين التي تجلت فيها الزوايا والطرق الصوفية بأعلامها كمدارس ومعاهد لتخريج التلاميذ والطلبة المتخصصين في شتى أنواع العلوم الإسلامية، فضلا عن امتداداته في الأوساط الشعبية العميقة.

وتسعى الهيئة المنظمة لليوم الدراسي إلي تحقيق جملة من الأهداف، أهمها التعريف بأعلام التصوف بمنطقة وادي سوف وبتراثهم، والوقوف على المنتج المعرفي لهم، والوقوف على الدور العقدي والروحي والتعليمي والاجتماعي والحضاري الذي اضطلع به أعلام التصوف في المنطقة ، إضافة إلى إبراز وتحديد الدرس التربوي والسلوكي المستفاد من سير أعلام التصوف بالمنطقة، ناهيك عن توجيه أنظار الباحثين وطلبة الجامعة إلى ضرورة النهوض بالتراث الصوفي المخطوط للمنطقة وأعلامه وإخراجه إلى دائرة النور وبعث روح الحياة فيه عن طريق درسه وإعداد المذكرات والأطاريح العلمية حوله والعمل على تحقيقه ونشره إن تيسر الأمر.

كما ضبطت الهيئة يومها الدراسي، في محاور عدة، محور يتضمن مدخل عام حول التصوف بالجزائر وزمن دخوله وانتشاره وأبرز من أسهم في ذلك من الأعلام، ومحور ثاني يدرس منطقة وادي سوف والتعريف بها وبأهمية موقعها الإستراتيجي في المغرب الإسلامي وفي إفريقيا عموما ودورها في احتضان عقيدة التوحيد ونشرها، ومحاور تدرس السيرة والمؤلفات والأدوار، حول أعلام التصوف في الطريقة القادرية ، والطريقة الشاذلية ، والطريقة الرحمانية، والطريقة التجانية، بمنطقة وادي سوف .

عماره بن عبد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى