أخبارثقافةدراسات و تحقيقات

حوار مع الفنان الموسيقي السوري منار محرطم


آمنة وناس 

السلام عليم
أهلا و سهلا
يخفي في جيبه خجل اللحن و ريح النغم، ليبسط كفّه و قد أينعت منه موسيقى تحيك الواقع بالحلم، واثق
من مسار غرّد له بأن النشيد نبع لذاته مستسلم. ابتسم له الوتر، رافق روحه و قد ملأها بأمل مخضرّ،
لملمت أنفاسه تنهيدة صافحتها الشمس و القمر. من دواخله يروي عطشنا للجمال، تأخذنا خطواته
لمجالسة ترانيمه لنكون معها في اتصال، في بصره أينعت أزهار الإصرار ليحيك لهدفه لحاف الوصال.
يخاطب فينا صفير الإقدام عبر شرايين الحياة، ليوشوش مسمعنا بالتماعة الإرادة لقطف ثمار ما هو آت،
سُنبلات خُضرٍ يدنو نحوها بثبات، هو الفنان الموسيقي السوري “منار محرطم”.
أهلا بك سيدي
شكرا لك على هذا الكلام الجميل
س”لا اعتقد أنني أرى نفسي بعيد عن الموسيقى هي صديقتي ومنفذي في هذه الحياة”، عندما تكلم
الموسيقى روح الإنسان “منار محرطم”، بماذا تسرّ لها و كيف يترجم الفنان “منار محرطم” تفاعله
معها؟
ج هذا صحيح.. إنها صديقتي منذ أن فتحت عيناي على هذه الحياة هي ملجأي في كل حالاتي في الفرح
والحزن والغضب… أنا اعمل في مجال الموسيقى ولكنها ليست مجرد عمل بالنسبة لي بل هي كل
الحياة.
س عندما يلتحف اللحن بإحساس الفنان “منار محرطم”، أي ترنيمة توشوش أنفاس الموسيقى؟
ج الموسيقى تعبر عن كل شيء في حياتنا وعن كل مشاعرنا وأحاسيسنا انها موجودة دائما في صوت
المطر والهواء في صوت لعب الأطفال وحتى في صوت السيارات والضجيج… لذلك استطيع القول أنها
توشوش دائما في أذني، يمكنني أن نقول أنني أرى واسمع في كل صوت ترنيمة موسيقية ولكن نحتاج
تبعدني عن كل ما هو قبيح لأرى وأحس بأجمل الأحاسيس.
س عندما تصافحك الموسيقى، كيف هي رائحة كفها بين أصابعك؟
ج يمكنك القول أنها رائحة زكية جدا… حتى أن أصابع الموسيقي تتغير ويتبدل شكلها مع الأيام
لتناسب الته الموسيقية وتنسجم معها ويتوحدان وحتى المؤلف يتغير طبعه ليناسب موسيقته… أنا
عندما تصافحني الموسيقى أكون في عالم آخر لا أحس فيه بوجع وألم وجوع… تبعدني عن كل ما هو
قبيح لأرى وأحس بأجمل الأحاسيس.
س عندما يقطف الفنان “منار محرطم” حبات النغم، كيف يغزل لحنا يواسي الوجع؟
ج في الحقيقة أنا لم اعتبر نفسي يوما مؤلفا موسيقيا، كان التوزيع الموسيقي اقرب إلي.. كانت لي
بعض التجارب. الموسيقى تستطيع أن تشفي الروح والجسد، ولا أقول هذا الكلام بناء على تعلقي بها
أو كوني موسيقيا، بل هذا الشيء مثبت علميا وتوجد في العديد من الدول دراسة للعلاج بالموسيقى…

والموسيقي أو المؤلف الموسيقي يستطيع أن يدخل للروح ويغير مزاجها بنغماته ولا شيء يواسي
الوجع أكثر من فرحة الروح.
س “أعطني الناي و غنّ، فالغناء سر الخلود، و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود، أعطني الناي و
غنّ فالغناء يمحو المحن، و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمن، أعطني الناي و غني فالغناء عزم
النفوس، و أنين الناي يبقى بعد أن تفنى الشموس، أعطني الناي و غني فالغناء نار و نور، و أنين الناي
شوق لا يدانيه الفتور”، هكذا يعتقد الشاعر اللبناني “جبران خليل جبران”، حسب رأيك، ما القيمة التي
تجعل من الغناء يتأبّط هذا العلو ليستوطن الإحساس بهذه الدهشة؟
ج الغناء يترجم الموسيقى بكلمات والكلمة تدرك بسهولة فإذا أضفنا لحناً كما سبق أن قلت يدخل
للروح عندها نكون قد جمعنا جمال الكلمة وسمو الموسيقى وهذا برأيي أعلى مراتب الإحساس.
س عندما تسافر فينا روح الموسيقي ” منار محرطم “، إلى أين يمكن أن تصل عبر ذواتنا؟
ج الموسيقى تصل إلى كل مكان وإلى أعمق الأماكن.. الموسيقى تستطيع أن تكون داخل روحنا وتصل
بنا إلى كل مكان وزمان.. لا يوجد زمن أو مكان في الموسيقى، بها يمكن أن نعيش في الماضي
والمستقبل.. بها يمكن أن نكون سعداء أو تعيسين… فقراء أو أغنياء… لا حدود للموسيقى.
س يقول الشاعر الانجليزي “روبرت براونينغ” ” من يسمع الموسيقى يحسّ و كأن وحدته قد ازدحمت
فورا بالناس”، إلى أي حد يثق الفنان “منار محرطم” في هذه الأنفاس؟
ج ثقة مطلقة.. للموسيقى فضل كبير علي، في كل ما أنا عليه، اليوم وفي الغد لم أكن وحيدا يوما وذلك
بسبب الموسيقى.
س الفنانة الموسيقية السورية “لمى عرنوق”، و كورال “المحبة”، أين مع الفنان الموسيقي “منار
محرطم”، و ما ملامح المحطة التي رسموها معا أمام المستمع؟
ج نحن عائلة واحدة ونمشي بخطى واحدة.. أنا بدأت مع كورال المحبة من حوالي السنتين وفي الوقت
الحالي نرسم مخطط لتطوير مستوى الكورال من كل النواحي، وأنا اعمل بكل جهدي لرفع مستواهم
الموسيقي لتقديم كل ما هو لائق وممتع لأعضاء الكورال قبل المستمع، لان النتاج الجيد والممتع لا
يخرج من أشخاص غير مستمتعين بما يؤدونه.
س إلى كم من سفر تصاحب الموسيقى إرادة الإنسان ” منار محرطم ” و كيف يعكس ذلك اصرار الفنان
” منار محرطم “؟
ج الموسيقى تصاحبني في كل وقت.. لا اعتقد انه يوجد وقت لا تكون الموسيقى معي… إنها تأخذني
إلى أي مكان أريده وأنا آخذها في كل مكان، وطبعا هي من تعطيني القوة والإرادة، وكل ما وصلت له
كان من إصراري أن تكون هي هدفي ومسعاي.
س الهدف بين “منار محرطم” و حلمه، كيف هو؟
ج الهدف والحلم هو ان تصل موسيقاي لكل شخص وان اترك بصمة تبقى موجودة لكل الناس.

س أمتطيك أيها الحلم، فلا تدع ضجيج التعثّر يكسر صهيلك، كيف يعانق الحالم ” منار محرطم ” هذه
القناعة؟

ج بالطبع لن اترك حلمي حتى يتحقق إن شاء الله وما زلت أسعى له بكل قوتي.
س هل يترشّف الزمن من كأس الحلم؟
ج هذا الموضوع يتوقف على الشخص نفسه… بالنسبة لي لن أتوقف عن السعي وراء حلمي.
س متى يقول الإنسان “منار محرطم” تكسّرت صرخة المُراد، فما عاد سوط الإرادة يلهب الرماد؟
ج لا اعتقد أنني سأصل إلى هذا اليوم لا طالما إدارتي قوية وسأسعى دائما نحو مرادي حتى أصل إليه.
س هل تركض المجهول بأنفاس اللامعلوم؟
ج بالطبع لا يمكننا دائما معرفة كيف سنصل وإلى اين نحاول دائما التخطيط وان نمشي بخطى معروفة
ولكن إذا لم نغامر لن نصل إلى المراد.
س قد أنت الطريق، و لا تترك عثرات العبور تعيق، إلى كم من إحساس تصاحبك هذه القناعة؟
ج مئة بالمائة.. لا يجب علينا أن ننتظر الفرص بل من الضروري أن نسعى إلى ما نريد مهما كانت
الصعوبات.
س إذا ما صُلب الانتظار على الجدران الممزّقة، هل تتحرّر الأقدام؟
ج كما قلت سابقا يجب علينا دائما السعي وراء هدفنا دون انتظار الفرصة كي تأتي لوحدها.. وإذا
اضطررنا لأي سبب لانتظار شيء ما يمكننا السعي وراء باقي أهدافنا أثناء الانتظار.. لا يجب علينا
التوقف عن السعي أبدا.
س هل يتبعثر الوقت محدّقا في جلباب النوافذ المغلقة؟
ج طالما أننا نسعى لا اعتبره خسارة بالنهاية نحن نقوم بما يلزم وما يجب ومن يصل لا يهمه كم احتاج
من الوقت المهم انه وصل. بالإضافة إلى أن الوقت يعلمنا الكثير حتى نصل لما نريد.
س عندما تلامس الأبواب العتيقة، بماذا تخاطب حزنها المعتّق؟
ج الأبواب العتيقة هي من تحدثنا.. هي من تروي لنا قصصها وحزنها وفرحها وتوقظ فينا حنيناً..
وكموسيقي توقظ في داخلي أجمل الحان وهذه الألحان هي حديثي مع هذه الأبواب.
س هل لذاكرتك المعلّقة في قرط الحنين، أن تترك أرجوحتها في جلبة اللحن؟
ج بالطبع يتأثر أي موسيقي بما يعيشه، فهو يتعامل بمشاعره وأحاسيسه ليس فقط بالآلة الموسيقية
فانا اخرج ما أحس به بالموسيقى، قد لا اعرف التعبير عنه بالكلام ولكن مؤكد بالموسيقى استطيع..
فعندما أكون حزينا مثلا يظهر ذلك جليا في موسيقاي.
س كيف تقرضك الموسيقى أذنها، ليهدأ صفير الحزن بداخلك؟

ج من المؤكد انها تريحني بشكل كبير ففي حال الحزن او الغضب بمجرد ان اسمع الموسيقا او ان
اعزف تهدأ نفسي بشكل كبير فلها تأثير كبير علي.
شكرا لك الفنان “منار محرطم” على رقيك تواصلك، و إلى لقاء جديد إن شاء الله
شكرا لك وعلى اهتمامك… إن شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى