أوهام القيادة وسوء الإدارة وأثره على الإبداع في المؤسسات
عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب
والفلسفة وعلم الاجتماع
ربما أن موضوع القيادة اصبح من الموضوعات المنتشرة في أدبيات علم الادارة الحديثة. ويمكن أن نعرف القيادة بشكل بسيط وعملي على أنه التأثير على الآخرين من التابعين لتحقيق الأهداف في المؤسسة. إن تطبيق علم القيادة قد أحدث نقل نوعية على مستوى المؤسسات والشركات. ويمكن ان تصنف القيادة الى ثلاثة أصناف: القيادة التسيبية, القيادة الإجرايئة, والقيادة التحويلية. وربما أن القيادة التسيبية هي النوع الأكثر انتشارا في المؤسسات الفاشلة والتي في الغالب تكون ضمن القطاع العام. وفي هذا النوع من القيادة, نجد أن شخص المدير ومصالحه الخاصة هي المحاور أو السمات المميزة. فلا يكترث بالانتاجية أو تقدم الأفراد, ويكثر النفاق في الأشخاص وتكثر الشللية والمحسوبية. والنوع الثاني من القيادة, القيادة الاجرائية يتمحور بالحوافز من جهة لمن أحسن, والعقوبة المناسبة لمن يرتكب المخالفات. وفي هذا النوع من القيادة, ينبغي اعطاء صلاحيات مناسبة للقادة أو المدراء. وأما النوع الثالث من القيادة وهو القيادة التحويلية, فهو الأكثر جذبا للمؤسسات والحكومات التي تريد ان تحقق تنافسية عالية في السوق وانتاجية بمستويات عليا. في هذا النوع, يضع القائد اهدافا محددة, ويضع آليات واضحة لتنفيذها. وهذه الأهداف تكون أيضا واضحة لمن يريد أن يطبقها بحيث يستطيع أن يتصرف ضمن هذه الأهداف. وفي هذا النوع من القيادة نجد الإنتماء لدى الموظفين للشركة أو المؤسسة, وبمقدار ما ينتج الموظف, يجد التقدير المادي والمعنوي. ويمكن للموظف أن يعمل من بيته. أو من أي مكان آخر حسب ما تقتضيه مصلحة العمل الموكل به. ومن الجدير بالذكر, أن دولا كثيرة تمكنت من اتحول من دول هشة اقتصاديا الى دول ذات اقتصاد كبير خلال 25 عاما فقط من العمل ضم إطار القيادة التحويلية. ونلاحظ أنه في بلادنا يتوهم الكثير من المدراء أنهم قادة تحويليون وذلك من خلال معرفة بسيطة بالمفاهيم, ولكنهم يتصرفون كقادة تسيبين, الأمر الذي يؤدي إلى سوء الإدارة وقتل الإبداع لدى الموظفين مما ينعكس على أداء المؤسسة التي يترئسونها. والمشكلة الكبرى أن مجتمعاتنا ممثلة بكل أطيافها لم تبلغ الحد الأدنى من الرشد الإداري وتتمسك بمثل هذه النوعيات من المدراء الذين يقودنها من فشل إلى فشل.