رأي

حقيقة فيلم الرسالة

فيلم الرسالة يسيء إلى الإسلام !!!

أعطى فيلم الرسالة بعد عرضه ابتداء من 1976 دفعا قويا جدا للصحوة الإسلامية وساهم في التعريف بالإسلام في العالم الغربي، وهذا يدل على أهمية السينما الملتزمة في خدمة القضايا الكبرى، ومن غرائب الوهابية موقفُها من الفيلم الذي أجازه الأزهر،فقد كان من تمويل المغرب والكويت، وبدأ التمثيل في صحراء المغرب وقطع أشواطا كبيرة وإذا بالسعودية تطلب من الدولة المغربية التوقف عن التصوير لأن الفيلم يسيء إلى الإسلام !!!سأل المخرج مصطفى العقاد: أين الإساءة وليس في الفيلم تمثيل للرسول صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدين ولا العشرة المبشرين بالجنة كما اشترط الأزهر؟ قالوا التصوير في حد ذاته حرام…ووصل الأمر إلى تهديد الحكومة السعودية للمغرب بقطع العلاقات معها فرضخت وسحبت تمويلها للفيلم، وهو ما فعلته الكويت لنفس الأسباب، وتوقف المشروع فما كان من المخرج إلا عرض الأمر على ليبيا، ونظرا لخصومتها المعروفة مع الأنظمة الملكية استجابت وموّلت الفيلم، فتمّ تصويره على أراضيها.

أرأيتم مدى إساءة الوهابية المتحالفة مع بني سعود للإسلام، وكيف تفرض رأيها بالقوة على المسلمين؟ فمذهبها هو وحده الذي يتشدد في مسائل كالتصوير أما باقي مذاهب المسلمين ومراجعه العلمية كالأزهر فلا ترى حرمة ذلك، وتصوّروا لو أن المسلمين اقتحموا ميدان التمثيل بالضوابط الشرعية وخدموا قضاياهم الدينية والسياسية بدل وضع الأموال الضخمة في خزائن الغرب…ولا يختلف عاقلان حول إفادة فيلم الرسالة أكثر بكثير من ملايين المطويات التي توزعها السعودية مجانا في أنحاء العالم، وهي تحمل الفكر المتطرف والمنهج الدموي الذي أفسد صورة ديننا الحنيف وخلق لنا عداوات في كل أنحاء الأرض، ويكفي أن نذكر أن مصطفى العقاد قد مات في تفجير لفندق بالأردن حيث كان يحضر زفافا، ويبدو أنه هو المستهدف بالإنفجار الإنتحاري…مات وكان يحضّر لعمليْن فنييْن كبيريْن عن فتح الأندلس وصلاح الدين الأيوبي، بعد أن ترك عملا كبيرا آخر هو فيلم “أسد الصحراء” عن المجاهد الليبي الكبير الشيخ عمر المختار.

عبد العزيز كحيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى