أحد أقوى الاسلحة الاقتصادية الصينية
إذا كان اليورانيوم والذهب والنفط والماء والرقائق، هي المواد التي تتحكم في مصير العالم حاليا، فإن النحاس ربما يكون العنصر الذي يحرك العالم كله في المستقبل، وإذا حدث ذلك فإن مفاتيح اللعبة ستكون في يد الصين.
تقول شركة ترافيجورا لتجارة السلع الأولية إن الطلب على النحاس المرتبط بالذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات قد يزيد ما يصل إلى مليون طن بحلول عام 2030 ويزيد من أزمة عجز المعروض قرب نهاية العقد.
ومن المتوقع أن يؤدي التحول في الطاقة الذي يشمل السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة إلى زيادة استهلاك النحاس في السنوات المقبلة مع تحرك العالم نحو القضاء على انبعاثات الكربون.
وفي هذا السياق ارتفعت أسعار النحاس في بورصة شنغهاي إلى أعلى مستوى على الإطلاق، لتلحق بالمكاسب التي شهدتها الأسعار في بورصة لندن للمعادن الأسبوع الماضي.
وصعدت العقود الآجلة للنحاس تسليم مايو في بورصة شنغهاي أمس الاثنين بنسبة 2.1 % ليصل إلى مستوى قياسي عند (10.39 ألف دولار) للطن.
وقال سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في ترافيجورا ومقرها سويسرا، في قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأولية في لوزان “إذا نظرت إلى الطلب القادم من مراكز البيانات والمرتبط بالذكاء الاصطناعي، فستجد أن هذا النمو قد انتعش بشدة فجأة”، وفقا لشبكة سي إن بي سي.
وأشار رحيم إلى أن المليون طن “تضاف إلى فجوة العجز الحالية والتي تتراوح بين أربعة وخمسة ملايين طن بحلول عام 2030 على أي حال… هذا شيء لم يأخذه أحد في الاعتبار بالفعل في كثير من أرصدة العرض والطلب”.
ومن المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النحاس نحو 26 مليون طن هذا العام، في حين أظهر مسح أجرته رويترز ونشر في يناير أن التوقعات تشير إلى ارتفاع العجز في سوق النحاس إلى أكثر من 100 ألف طن في عام 2025 مقابل عجز يبلغ 35 ألف طن هذا العام.
والصين هي أكبر منتج ومستهلك للنحاس في العالم، إذ تستحوذ على 50% من إنتاج النحاس كما أنها تهيمن على الإمدادات العالمية لكثير من المعادن الصناعية الأخرى اللازمة لتحول الطاقة وهذا مصدر قلق لزعماء الغرب.
وقالت بياتا يافورسيك، كبيرة الاقتصاديين في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية “تسيطر الصين على حصة كبيرة من إنتاج المواد الخام الحيوية بينما يسيطر الغرب وحلفاؤه على حصة صغيرة نسبيا في بعض من تلك المواد الخام الحيوية”.
وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن الصين تهيمن أيضاً على إنتاج عناصر “التربة النادرة” والجرافيت اللازم لبطاريات السيارات الكهربائية.