أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

ماذا قال قائد عسكري أمريكي كبير ؟

ماذا قال قائد عسكري أمريكي كبير ؟

سعدي الابراهيم

قال احد العسكرين الامريكيين الكبار في الايام الأولى من احتلال العراق، بأنه قد مر على محطة للبنزين فوجد مئات الناس ينتظمون في طوابير ، فتوقف من اجل معرفة السبب، وظن بأن هناك عطل في المحطة، لكنه تفاجئ عندما اخبره عامل المحطة بأن الشبب يكمن في ان الأوامر لم تصدر له من اجل ان يزود الناس بالوقود، الناس تنتظر صدور الاوامر من نظام قد انهار!! لفد اعتاد الشعب ان يُقاد ولم يتعلم المبادرة او ان يأخذ حقوقه بنفسه.
وذهب الشاعر العربي الباعث للهمة ابو القاسم الشابي الى ان الشعب اذل ما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر .. وهذا لا يختلف عنما ذهب اليه العسكري اعلاه، الشعوب هي من تصنع نفسها بنفسها وتسترد حقوقها بمبادرة منها وليس بأوامر تصدر لها من هنا او هناك.
ولربما ان الشعب العراقي كان معذورا في السنوات الاولى من التغيير، على اعتبار انه قد اعتاد على وجود الدولة الاشتراكية التي تقدم له كل شيء وتوجهه حيث تشاء، لكن هذا لا يعني ان يستمر الحال بنفس الوتيرة ولابد من حدوث تغيير في وعي الشعب، لابد ان تبادر الناس لحلحلت مشاكلها العامة بنفسها، خاصة وان حال الدولة ومؤسساتها لا يسر ولا يبعث على الأمل نتيجة لأسباب كثيرة داخلية وخارجية.
تسمع من الناس شكوى كثيرة، يتحدثون عن مشكلة البطالة وعن مشكلة الفقر والكهرباء والبنزين، لكن لا احد يتحدث عن مساعيه من اجل حلها، ولربما لو سألت احدهم هل فكرت في الحل وهل حاولت ان تجد لهذه المشاكل مخرجا ؟ فأنه سينهرك ويصرخ في وجهك هذا عمل الحكومة وبالعراقي الفصيح (هذا مو شغلي) انا مواطن بسيط ! نعم انه مواطن بسيط ولكنه انسان يحمل عقلا مهيئ للتفكير والبحث عن كل ما من شأنه ان ييسر امور الحياة. وكذلك الحال مع بقية ابناء الشعب، فليس من المعقول ان نعول كل هذه السنوات على المؤسسات الحكومية التي تراكمت على اكتافها المشاكل والازمات.
لكن كيف يستطيع الفرد العادي ان يقوم باشياء عجزت عن ان تفعلها الدولة ؟ كيف له ان يحل مشكلة الكهرباء مثلا؟
الجواب النظري، هو ان يضغط الشعب على الدولة من اجل ان يتم تأميم مولدات الكهرباء، ان تذهب ملكيتها الى القطاع العامة ويدار ملفها من قبل وزارة الكهرباء وبالتالي تسهم بقدر كبير في رفد المنظومة الكهربائية العامة في البلاد.
وماذا عن مشكلة البطالة ؟ الشعب ثلاثة ارباعه معطل عن العمل، لكنه مشتت تائه، ولو انه ضغط على الحكومة من اجل شركات عالمية للاستثمار في الزراعة والصناعة والسياحة وفق عقود تتضمن تشغيل الشباب العراقي لا بقي عاطل في البلاد.
وكذلك الحال ع بقية المشاكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى